الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

الطيبي في مقابلته مع كل العرب كان يتهرب دبلوماسيًا من الإجابة على بعض الاسئلة: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 29/05/18 11:42,  حُتلن: 14:49

 أحمد حازم في مقاله:

كلمة حق يجب أن تقال، أن أبو كامل واضح في نهجه السياسي وصريح إلى أبعد الحدود، وهو بالفعل لا يطعن من الخلف ويؤمن بالتضحية من أجل المصلحة العامة

يوجد في هذه الحياة شيء إسمه منطق، ومن خلال المنطق هذا أتوجه بالسؤال للصديق الطيبي: ما دامت الحركة في هذه القوة حسب رأيك، لماذا رضيت بتقسيمة لجنة الوفاق؟

أعرف الصديق د. أحمد طيبي (أبو كامل) منذ سنوات طويلة جدًا، وكثيرًا ما التقينا في مناسبات داخل البلاد وخارجها وأيضًا في لقاءات صحفية. حتى أنه قام بزيارة لي في برلين خلال زيارة له لألمانيا، والتقينا في عواصم عربية مثل عمّان والدوحة خلال مؤتمر للقمة. بمعنى أن علاقتنا لم تتعرض أبدًا لأي خلل لأنها كانت ولا تزال قائمة على أساس الإحترام المتبادل والمصداقية. وكلمة حق يجب أن تقال، أن أبو كامل واضح في نهجه السياسي وصريح إلى أبعد الحدود، وهو بالفعل "لا يطعن من الخلف" ويؤمن بالتضحية من أجل المصلحة العامة. وهو أيضًا يتقبل الإنتقاد برحابة صدر ولا يظهر ردة فعل سلبية أو "نرفزة"على انتقاد معين له. وهذه تجربتي معه، لا سيما وأني انتقدته أكثر من مرة وفي أكثر من مقال وتقبل ذلك بسرور ولم يتصل بي معاتبًا مثل غيره.

المقابلة التي أجراها الزميلان فايز شتيوي وسعيد حسنين مع د.أحمد الطيبي في تلفزيون العرب، جديرة بقراءة هادئة والإبحار جيدًا في مضمونها، خصوصًا وأن الزميلين "عصروا" للدكتور الطيبي و "حشروا" أكثر من مرة في زوايا صعبة اضطر مرغمًا إلى أن يقول لهما: " في هاي النقطة عندكو حق". وبالرغم من أن الزميلين كانا دائمًا على حق في طرحهما، إلا أن النائب الطيبي كان يجد دائمًا مخرجًا دبلوماسيًا للتهرب من أجوبة بعض الأسئلة بصورة غير مباشرة وأحيانا مباشرة.

د.الطيبي تحدث عن الانتشار الجماهيري "الحركة العربية للتغيير" التي يرأسها، وعن دورها الكبير حسب قوله في الشارع العربي. حتى أن المستمع لأقوال النائب الطيبي يكسب انطباعًا بأنه يعتبر حركته الأكثر شهرة لدى الجماهير العربية. قد يكون "أبو كامل" على حق. لكن يوجد في هذه الحياة شيء إسمه "منطق" ومن خلال المنطق هذا أتوجه بالسؤال للصديق الطيبي: ما دامت الحركة في هذه القوة حسب رأيك، لماذا رضيت بتقسيمة "لجنة الوفاق" أي مقعد لك فقط، وأنت على قناعة بأن "العربية للتغيير" من حقها أن تكون ممثلة بثلاثة نواب؟؟؟

لقد ذكرت في المقابلة "ان لجنة الوفاق تتعامل بعداء مع العربية للتغيير" وهذا كلام خطير ومهم في نفس الوقت. كيف يمكن لهذه اللجنة التي تدعي بأنها حيادية أن تكون "عدوة" لمركب مهم جداً من مركبات القائمة المشتركة، وعلى أي أساس تتعامل اللجنة هكذا؟ والمفترض بهذه اللجنة أن تقف على بعد واحد من جميع مكونات القائمة المشتركة بدون تمييز. لكن ما جرى هو العكس تمامًا حيث قال أبو كامل حرفيًا: "أن لجنة الوفاق آذتنا في بعض ممارساتها المعلنة وغير المعلنة". أعتقد بأن لجنة الوفاق فرضت نفسها عليكم وأنتم رضيتم بها وكان هذا خطأ كبيرًا، والخطأ الأكبر الموافقة على التناوب حسب اقتراح اللجنة. وبالرغم من الانتقادات الكثيرة لممارسات لجنة الوفاق لم نسمع أي صوت يطالب بابعادها عن القائمة المشتركة، خصوصًا وأنها غير مكلفة جماهيريًا بعملها.

لفت انتباهي أيضًا في المقابلة قولك: "ما كان في تركيبة المشتركة لن يكون مستقبلاً". وهذا يعني وجود أمور داخل القائمة ترفضها العربية للتغيير. ويا حبذا لو شرحت هذا الأمر لأنه من حق المواطن العربي أن يعرف كل الأمور وليست بعضها، لأنه بالتالي هو الذي يوصل القائمة إلى الكنيست.
د.طيبي يقول أن الأحزاب الأربعة معنية ببقاء القائمة المشتركة، "لكن ذلك صعب". والمقصود هنا بالأحزاب الأربعة: الجبهة، العربية للتغيير،التجمع والحركة الإسلامية (الجنوبية). كنت أتمنى عليك دكتور أحمد أن تتعمق أكثر في شرح وجهة نظرك هذه لاطلاع المشاهد على الصعوبة التي تتحدث عنها وأسبابها، وأن تكون أيضًا أكثر صراحة في توضيح ما قلته حول " طبخات في غرف مغلقة". وهذا يعني أن بعض الأمور تجري وراء الكواليس بدون علم العربية للتغيير، وكان الأحرى بك أن تكشف عن هذه "الطبخات".

رئيس الحركة العربية للتغيير، معروف عنه ومنذ سنوات طويلة علاقته الجيدة مع قيادة السلطة الفلسطينية وقبلها مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وقد استغربت بالفعل الهجوم العنيف الذي شنه الطيبي على "لجنة التواصل مع الإسرائيليين" التي يرأسها محمد المدني. وفي هذه النقطة كان الطيبي مقصرًا في توضيح مواقف له مثل: "محمد المدني لا يتصرف بموضوعية" و " لجنة التواصل تتدخل في شؤوننا ونحن قادرون على حل مشاكلنا". وأيضًا قوله: "يخطيء من يسمح لهم بالتدخل". هذا كلام في غاية الأهمية خصوصًا وأنه يصدر عن صديق وفي للقيادة الفلسطينية، ولذلك كان من المفروض توضيح هذه الأمور وليس الإشارة إليها فقط.
هناك نقطة أتفق بها مع د. الطيبي قوله: "هناك أناس معشعشين في مكتب المدني أكثر من مكاتبهم" لكن هذا يا عزيزي أبو كامل، ليس جديدًا وأنت تعرف تمام المعرفة منذ عهد الراحل أبو عمار، بأن "المقاطعة" في رام الله "يحج" إليها المنتفعين من الداخل سياسيين وغير سياسيين ومكتب المدني أصبح "همزة وصل" وعن طريقه يتم التحضير لكافة "الطبخات".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة