ضمن مشروع "سيكوي" الهادف إلى تنمية القيادات والمبادرات الجماهيرية، قدمت هذا الأسبوع محاضرة تناولت موضوع "الرواية التاريخية والهوية الجماعية"، قدمها الدكتور مصطفى كبها المحاضر في التاريخ في جامعة بئر السبع والجامعة المفتوحة.وقد قدم كبها أمام أعضاء مشروع "سيكوي" الهادف إلى تنمية القيادات والمبادرات الجماهيرية سردا تاريخيا متوقفا عند المحطات المركزية في تاريخ الشعب الفلسطيني ما قبل النكبة وما بعدها كما أشار إلى الشخصيات التي لعبت دورا مركزيا في بلورة الأحداث والتأثير عليها.
اتسمت المحاضرة بعمق المعرفة ودقة التفاصيل وتأكيد المحاضر على أهمية التوثيق بغية الاستمرارية، خاصة التاريخ الشفوي الأهم لتدوين الرواية التاريخية، مشيرا إلى أن المؤرخ الفلسطيني يعاني من نقص هائل بالوثائق، وأن معظم الشهادات الشفوية الفلسطينية موجودة في المخيمات وفي الشتات، مقابل جزء كبير من الوثائق المكتوبة موجود في الأرشيفات الصهيونية.

وقال المحاضر لأعضاء مجموعة "سيكوي" إن الاهتمام الفلسطيني بالرواية والشهادة الشفوية قليل جدا، علما أن أصحابها آخذون بمفارقتنا شيئا فشيئا، وأن الاعتماد على الذاكرة فقط دون توفر الإمكانية لتصليب الشهادة الشفوية مع الوثائق هو أمر في غاية الخطورة، ومن هنا لا يمكن المقارنة بين الرواية الفلسطينية وبين الرواية الصهيونية الإسرائيلية، حيث مرت الأخيرة بمراحل المؤسسة التي تقف من ورائها الدولة، بينما ما زالت الأولى وطنية تهدف إلى إثبات وجود الشعب.

يشار إلى أن هذه المحاضرة قد قدمت في إطار اللقاء الثالث لمجموعة منطقة عكا ضمن المشروع الذي تديره جمعية "سيكوي" والذي يهدف إلى تنمية القيادات والمبادرات الجماهيرية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وقد تفاعلت مجموعة "سيكوي" مع المحاضر خاصة حين جاء على ذكر شخصيات من بلداتهم لعبت دورا هاما في الأحداث الفلسطينية، علما أن أفراد المجموعة الـ 25 ينتمون إلى خمس بلدات في منطقة عكا هي: يركا، جولس، الجديدة المكر، أبو سنان، كفر ياسيف، وهم ذوو كفاءات وخلفيات مهنية وأكاديمية متنوعة ونوعية.