الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 02:01

كيف يستعيد الشعب الفلسطيني المبادرة


نُشر: 26/12/06 11:35

كيف يستعيد الشعب الفلسطيني المبادرة مع بقاء حكومة حماس


ما من شك بان الشعب الفلسطيني يمر في هذه الايام بمرحلة عصيبة جدا تهدد مستقبله ومصير قضيته العادلة المقدسة.فان الصراع السياسي الذي تحول الى اقتتال في الشوارع والاحياء بين حركتي فتح وحماس وصل الى منعطف خطير قد يتحول لا سمح الله الى حرب اهلية ,مما يستوجب من الطرفين الوقوف وقفة تأمل وتفكيرفي كل ما يجري ويصب في صالح من وفي مضرّة من ؟؟.
لقد انطلقت حركة فتح مطلع العام 1965 وفجرت الكفاح المسلح لتحرير الارض الفلسطينية التي احتلت عام 1948 وليس عام 1967 .وكانت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية تحت السيادة الاردنية , وقطاع غزة كان تحت السيادة المصرية .اي ان حركة فتح كانت تسعى الى تحرير الاراضي التي قامت عليها اسرائيل يومئذ وهي 78% من مساحة فلسطين التاريخية .وكانت الحركة القومية العربية برمتها في نفس الوقت تطالب بتحرير فلسطين , كل فلسطين.
ثم جاءت حرب 1967 في حزيران واحتلت اسرائيل ما تبقى من فلسطين تحت السيادة العربية أي الضفة الغربية وقطاع غزة بل اجزاء اخرى من الارض العربية مثل شبه جزيرة سيناء المصرية التي اعيدت الى مصر لاحقا, وهضبة الجولان السورية التي ما تزال محتلة حتى يومنا هذا.
وقد اربك هذا الامر حركة فتح وجعلها تتأقلم مع الواقع الجديد. فدخلت فتح منظمة التحرير الفلسطينية  بعد ان كانت معارضة لها ,واصبح ياسر عرفات قائد حركة فتح رئيسا للمنظمة بدءا من عام 1969 وحتى توفاه الله مغدورا نهاية عام 2004 ولمدة 35 عاما.وبدأت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة فتح تخوض حرب استنزاف مع اسرائيل بعد حرب حزيران مباشرة وقبل ان تصحو الدول العربية من الصدمة.
ولا مجال في هذا المقال من استعراض كافة المحطات التي مرت بها حركة فتح ولكن بعد حرب اكتوبر عام 1973 بدأت الدول العربية تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة كمخرج ممكن ,ووصل ياسر عرفات الى الامم المتحدة في اواخر عام 1974 والقى خطابه التاريخي الذي حدد فيه معالم المرحلة التالية , والتي  اشتملت  اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية الاجئين بموجب القرارات الدولية . غير ان اسرائيل ظلت ترفض ذلك .واستمر الصراع حتى كان اتفاق اوسلو عام 1993 الذي فسره الطرف الفلسطيني الذي وقّع عليه وهو منظمة التحرير الفلسطينية بانه سيؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود حزيران 1967 وعاصمتها القدس وبحل عادل لقضية الاجئين بموجب القرار الدولي 194 بعد انتهاء المرحلة الانتقالية أي بعد خمسة اعوام من البدء بتنفيذ الاتفاق.وتبع ذلك  اتفاقية القاهرة في ايار 1994 التي وضعت آلية لتنفيذ اتفاق اوسلو , وحددت ان الحل النهائي للقضية الفلسطينية سيكون في ختام الاعوام الخمسة , أي في صيف 1999.
وفي شهر ايار 1999 وهو الموعد المحدد لانتهاء المرحلة الانتقاليه والوصول الى الحل النهائي سقطت حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو وجرت انتخابات جديدة اتت بايهود باراك الى دفة الحكم.
فطلب باراك من الرئيس عرفات تمديد الفترة الانتقالية بعام آخر أي حتى العام 2000.على ان يتم الاتفاق حتى ذلك التاريخ على معالم الحل النهائي لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقد تعثرت المفاوضات بين الجانبين خلال ذلك العام مما دعا الرئيس الامريكي كلنتون في حينه الى دعوة الزعيمين الاسرائيلي باراك والفلسطيني عرفات الى مؤتمر قمه في كامب ديفيد بالقرب من واشنطن , بهدف الوصول الى حل نهائي وشامل ودائم ,وكان ذلك في شهر يوليو تموز من العام 2000 .
غير ان هذا المؤتمرالذي امتد على مدى اسبوعين من الزمن فشل بالخروج باتفاق بين الطرفين لان الطرف الاسرائيلي رفض التسليم بالثوابت الفلسطينية التي حددها الرئيس عرفات  وهي اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا واراد باراك تنازلات من عرفات الذي رفض ذلك.
وبعد مؤتمر كامب ديفيد انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي سميت بانتفاضة القدس والاقصى لتعلن فشل مسيرة اتفاق اوسلو وليعود الشعب الفلسطيني الى طريق المقاومة من جديد بعد ان فشل المسار التفاوضي الطويل.
--- اما حركة حماس التي انطلقت بعد فتح ب23 سنة ومع انطلاقة الانتفاضة الاولى أي في ختام عام 1987 والتي هي في الاساس جزء من حركة الاخوان المسلمين , فكان شعارها منذ البداية اقامة دولة اسلامية فوق كل فلسطين من النهر الى البحر. وبتعبير آخر العودة الى المربع الاول حينما  انطلقت حركة فتح عام 1965 , مع الفارق ان فتح ارادتها دولة علمانية ديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني ,اما حماس فتريدها دولة اسلامية .معنى ذلك ان حركة حماس عندما انطلقت عام 1987 كانت تسعى الى افشال مشروع اقامة دولة فلسطينية تقتصر على الضفة الغربية وقطاع غزة الذي كانت تتبناه يومذاك حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينيه.
وبعد ان افشلت اسرائيل شريكها في المسار التفاوضي في الطرف الفلسطيني وهو حركة فتح ومنظمة التحرير واعلنت الحرب على الرئيس عرفات وحاصرته في مقره برام الله, ثم قتلته في ظروف غامضه باسلوب متطور ومجهول ,عندئذ وجدت حركة فتح نفسها تفقد توازنها بعد رحيل قائدها التاريخي .
هنا وجدت حماس في هذه الاوضاع الجديدة فرصتها التي طالما انتظرتها فدخلت الانتخابات البلديه والتشريعيه في ظل تخبط حركة فتح وفقدانها توازنها كم اسلفنا, وتمكنت حماس من الفوز في الانتخابات المحلية والتشريعية . وطبعا هناك عوامل اخرى ادت الى خسارة فتح تتعلق ببعض ممارسات بعض قادتهالا يمكن تعدادها في هذه العجالة ,لكن اهم العوامل هو غياب الرئيس عرفات عن الساحة وعن قيادة فتح لان الذين خلفوه لا يعوضون هذه الخسارة الفادحة .
وشكلت  حماس الحكومة في آذار 2006 . ثم بدأ الحصار الدولي والعربي المفروض على الشعب الفلسطيني .واخذالشغب الفلسطيني يعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية نتيجة هذا الحصار الظالم وعدم تلقي 150 الف موظف ورجل امن رواتبهم . والعجيب هو مشاركة الدول العربية في هذا الحصار الامر الذي لا يمكن فهمه......
واخذ الصراع يتصاعد بين حركتي فتح وحماس الى ان وصل في الشهر الاخير الى الصدامات المسلحة .والسؤال الذي يطرح بقوة في هذه الايام هو :
كيف يستعيد الشعب الفلسطيني المبادرة ويمسك بالبوصلة من جديد مع بقاء حكومة حماس ؟؟؟.....
-الجواب على هذا السؤال يكمن في اتفاق جميع الاطراف الفلسطينية الفاعلة على الساحة وخاصة حركة حماس على تحديد اهداف قابلة للتنفيذ والقبول من المجتمع الدولي.وليس المطلوب هو اسقاط حكومة حماس , بل المطلوب ان تعيد حركة حماس حساباتها كما اعادتها منظمة التحرير من قبل , وان تتأقلم مع الواقع الدولي والعربي المحيط بنا كشعب فلسطيني.
المطلوب من حكومة حماس ان تعلن انها على استعداد لقبول مبادرة السلام العربية الصادرة عن مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت عام 2002 والتي اجمعت عليها الدول العربية والتي تضمنت الثوابت الفلسطينية كما حددها ياسر عرفات باقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وبحل قضية اللاجئين حلا عادلا بموجب قرارات الامم المتحدة.
ليس من العار ان تفعل حركة حماس ذلك لان الامة العربية كلها اجمعت على هذه المبادرة.كما ان استطلاعات الرأي لدى الشعب الفلسطيني تدل على ان الاكثرية الساحقة هي مع هذا الحل.وتستطيع حماس ان تضيف الى هذا الاعتراف جملة : "شريطة ان تعترف بها اسرائيل ايضا"(أي بالمبادرة).
ان فعلت حركة حماس ذلك فهي ستبقى في الحكم ولن يسعى احد الى اسقاطها وهذا ما اكده قادة فتح في مناسبات عدة .وسوف تقود حماس المسيرة الفلسطينية وبالتأكيد فان فتح ستقف الى جانبها ومن خلفها ولن تضع في طريقها العراقيل.
اتمنى على الاخوة في حماس ان يتحلّوا بالمسؤولية التاريخية وان يجنّبوا الشعب الفلسطيني هذه الفتنة التي ستعيده سنين كثيرة الى الخلف.
لو فعلت حماس ذلك فانها ستنقذ الشعب الفلسطيني وستضع الكرة في الملعب الاسرائيلي من جديد . وان لم تفعل ذلك وهذا ما يتمناه اليمين المتطرف في اسرائيل بالتأكيد , فانها سوف تبقي الشعب الفلسطيني في عدة سنين عجاف اخرى يعلم الله وحده  كيف ومتى تكون نهايتها. ....................

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
235619.88
BTC
0.51
CNY