الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

موسم الهجرة إلى طابا! -عودة بشارات


نُشر: 05/09/08 07:44

اعتمادا على الإحصائيات الأخيرة، فقد عبر 75000 مواطن من إسرائيل إلى سيناء في تموز الماضي، وحسب "هآرتس" فإن معظم العابرين هم من المواطنين العرب.. هذا في شهر تموز فقط، ولذلك "فالخير لقدام" أو "ولسّه.. ولسّه"، فما زالت أمامنا إحصائيات آب.
ألهجرة الموسمية إلى سيناء في الصيف القائظ أصبحت من معالم حياة ما يسمى "عرب إسرائيل"، أو "عرب 48"، أو "عرب الداخل". والفاحص للأمور يجد سمات خاصة بهذه الهجرة، أهمها هو طابع "الانتقال الجماعي" لهذه السياحة، فالعرب لا يسافرون فرادى إلى طابا، إذ لا تجد هنا سيارة منفردة، بل قافلة من سيارات؛ يسافر جميع أفراد العائلة، وأقرباؤهم وأنسباؤهم، ويسافر جميع عمال المجلس أو البلدية يرافقهم الأقارب والأصدقاء، أحياء بكاملها تفرغ من سكانها، وفي المقابل طوابق كاملة في الفنادق، تصبح مقر هذه الحمولة أو تلك.. "روح نادي دار فلان من الطابق الثاني يشربوا قهوة معنا.."، تقول امرأة "معدلة" لابنها، وفي يدها بكرج قهوة، يكفي لخمسين نفرا..
في هذه الرحلات لا مكان للخصوصية.. يقول لي صديق: "أنا هارب من البلد ومن أجواء البلد.. هارب من المرحبا وكيف الحال.. وبالذات هون.. كل من لم تشاهده في السنوات الخمس الماضية في بلدتك، بالضرورة، ستجده أمامك، بكامل الأبّهة، بالشورت والفانيلا.. شو أكسام؟ يُمكن ترشيحها لمسابقات لكمال الأجسام. تذهب للشاطئ لتختلي بالبحر.. بنوطلّك قاروط، أبصر مين دازو، كالقضاء والقدر: "أبوي بقولك أجو أصحابنا من الأوتيل الثاني.. تعال عشان تشربوا القهوة سوا"، بطلع، هون بأوتيل خمس نجوم وهكول كلول، كمان في عزايم".
المهم أن هذه التشكيلات الاجتماعية تصبغ حياة الفندق بطابعها؛ تشكيلات سكانية بكاملها تتحرك نحو غرفة الطعام، كل تشكيلة مكونة من 20-30 نفرا، وتركيبة الوفد مضبوطة: في المقدمة قيادة الوفد من الرجال طبعا، فيما بعد النساء، وعدد لا يمكن إحصاؤه من الأطفال يتراكض حول الوفد الكريم؛ كلهم يريدون أن يجلسوا في مكان واحد؛ مجموعات بأكملها تتحرك نحو البركة، فيتم القضاء على الصف الأول من مقاعد الاستلقاء، وعندما تريد أن تنزل الماء ينزل الجميع.. ويمكن تصور حال البركة، بعد نزول أفراد تشكيلتين من هذه التشكيلات، وخاصة إذا أرادوا، بالإضافة للسباحة، أن يلعبوا كرة الطائرة، لذلك من يبحث عن لحظة من الصمت أو التوحد مع الطبيعة، من المفضل أن يبحث عن ذلك في مكان آخر، وما يفعله الوافدون الأجانب، أي القراءة، هو أمر مستنكر عليك؛ لذلك توقّع، إذا أمسكت كتابا، أن يأتي إليك واحد، وربما أكثر، من خلف رأسك ليغلق الكتاب، زاجرا: "إسا أجتك القراءة"، (وكأن القراءة هي كلّ ما نفعله في بيوتنا).
فقط البيوت، المغروسة عميقا في الأرض، تبقى في مكانها، تنتظر أسرابنا العائدة، أسرابنا المبسوطة والمهيّصة، بعد هذا الغياب القصير. ولا بأس أن هنالك، بسبب طول الطريق وحرارة الطقس وبسبب الانتظار والبيروقراطية في المعابر، من يحلف أنه لن يعود إلى طابا.. لا بأس فهذا التذمر سيتبخر مع إطلالة الربيع القادم، ليحتل أرواحنا المتعبة شوق غلاب إلى سيناء، إلى شواطئها وصحرائها وفضائها الساحر وأهلها الطيبين.
عاد أيلول.. وداعا طابا وإلى اللقاء في الصيف القادم.
وكل عام وأنتم بخير.


مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.77
USD
4.04
EUR
4.72
GBP
235561.55
BTC
0.52
CNY