الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 18:02

الى أهلنا في اللقية والنقب/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 28/10/17 08:59,  حُتلن: 21:32

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

نطلب من الجميع ضبط النفس والحفاظ على الامن والسلم الاهلي لأهميته في هذه الظروف العصيبة وبالذات نتيجة التوتر والاحتقان نتيجة الشجار المؤسف

حتى يسود الأمن والسلام في المجتمع لا بد أن تتخذ العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع شكلها الطبيعي، ومنها التسامح، والعفو والتعاون، الوفاء، المحبة والاحترام بين الجيران والناس

يجب على العقلاء من ابناء مجتمعنا منع كل المسببات للشجارات وكل العوامل التي تهدد الامن والسلم الاهلي والعمل على تهدئة الخواطر، حتى ينعم الجميع بالسلام والاطمئنان والمحبة

الى أهلنا في اللقية والنقب، تألمنا لما حدث عندكم من مصاب جلل نتيجة الشجار الذي راح ضحيته شاب في ريعان الشباب، ونطلب من الجميع ضبط النفس والحفاظ على الامن والسلم الاهلي لأهميته في هذه الظروف العصيبة وبالذات نتيجة التوتر والاحتقان نتيجة الشجار المؤسف. واصلي لله أن يبقى مجتمعنا بدون شجارات وانقسامات حادة، وأن يتمتع مجتمعنا بالسلام والاستقرار والأمن وهو مطلب للجميع.

يا اهلنا في اللقية والنقب الحبيب، اعرف الكثير منكم وعملت عندكم مدرسًا لسنة واحدة في الماضي، وأهيب بكم التمسك بوحدة الصف بالرغم من عمق الجرح الذي ينزف دما والشرخ الذي احدثه الشجار، وعليكم نبذ العنف والعصبية القببلية والأخذ بالثأر التي تعتبر من سمات الجاهلية الاولى، ولا تسمحوا لجهات معينة الاصطياد في المياه العكرة، فتبيعوا ارضكم لدفع الديات، وتشردوا عائلاتكم، وعليكم افشاء السلام بينكم كما وصاكم رسولكم الكريم والحفاظ على حسن الجوار والاحترام المتبادل .

يا اخوتي الاعزاء، لأهمية السلام في حياة البشر جعله الله سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى، لان السلام يعني الاستقرار والطمأنينة وهداة البال والهدوء وإن الأمن الاجتماعي هو أساس الأمن لكل فرد في المجتمع، ويتحقق الأمن الاجتماعي بتعزيز طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد المجتمع الواحد، ويعتبر الامن والسلام والاستقرار من اكبر النعم للإنسان، فحافظوا على هذه النعمة، وانظروا ماذا يجري حولنا في سوريا والعراق من احداث، فهم يتمنون كل لحظه بها أمن وأمان واستقرار، فالمجتمع الذي يسوده الامن والأمان يدل على وعي وتماسك هذا المجتمع، لذا حري بنا أن نقدس السلام وننشره بيننا لأنه روح الحياة وقلبها النابض وبدونه تنقلب الحياة الى جحيم ولذا المحافظة عليه ونشره هو مصلحة كل واحد منا.

وحتى يسود ذلك الأمن والسلام في المجتمع لا بد أن تتخذ العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع شكلها الطبيعي، ومنها التسامح، والعفو والتعاون، الوفاء، المحبة والاحترام بين الجيران والناس، وعدم الاقصاء وغيرها الكثير من الأخلاقيات الاجتماعية التي تضمن للمجتمع أمنه السلمي، وعلى الجميع منع تفشي التعصب القبلي بأشكاله المختلفة نتيجة لمتغيرات عصرية طرأت على المجتمع، وهذا التعصب يؤثر على الاطفال الصغار الذين يراقبون تصرفات الكبار ويلتمسون النصائح والتوجيهات لهم، والتعصب يعتبر من الآفات الاجتماعية المهددة للأمن الاجتماعي وتلويث افكار أطفالنا ، لأننا نزرع في نفوسهم الطائفيه والكراهية والبغضاء وبذلك نورث لهم العصبيه والعنصرية.

ورسولنا الكريم وصى وقال:"من مات منا على عصبيه فهو ليس منا والعصبية منتنه فاتركوها". فلا يعقل ان المجتمع الذي يعيش في بلد واحد والذي يفترض ان يعيش بانسجام وتوافق ان ينقسم على ذاته ويصبح مجتمعا مشرذما ومقسما وتسود علاقاته الكراهية والبغضاء والشجارات، وعلينا ان نعي خطورة مثل هذا التصرف، فارتباك العلاقات الاجتماعية وما يعتريها من أخلاقيات اجتماعية سلبية قد تهدد أمننا الاجتماعي كأفراد.

يجب على العقلاء من ابناء مجتمعنا منع كل المسببات للشجارات وكل العوامل التي تهدد الامن والسلم الاهلي والعمل على تهدئة الخواطر، حتى ينعم الجميع بالسلام والاطمئنان والمحبة.

كفى انقسامات وخلافات، مجتمعنا سئم ومل وزهق العنف والمشاكل، اهتموا بتعليم وتربية اولادكم ، والأفضل صرف الاموال بشراء حواسيب وكتب لأولادكم ولتطوير مجتمعكم وليس دفعها كتعويض لأضرار ونتائج المشاجرات، تعاونوا واسمحوا لجهات الصلح اجراء الصلح بينكم، فالصلح سيد الاحكام، وفقكم الله وحماكم من كل شر.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة