الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 13:01

حين أغادر عينيك/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 28/09/17 08:32,  حُتلن: 13:28

ابتعدي إن شِئتِ
فقُربُك لا ينقاسُ
بقربِ الوشمِ من الخَدِّ..
بُعدُك عنِّي يتَقايَسُ
مع بُعْدِ الروحِ
عن الجَسَدِ..
حين أغادرُ عيْنَيكِ
ويَهجُرُني بلدي..
يُبهرني نورُكِ حين أحدِّقُ
في كفِّ يَدِي..
وأرى كلَّ مَحاسنِ وجهكِ
من كلِ بقاع الأرضِ البُعُدِ..
لا تبعدني عنكِ الأسفارُ
ولا مَرُّ الأيامِ
فيومُك يومي
والنورُ المتألقُ في أمسكِ
نورُ غَدي..
أنتِ البدرُ الساطعُ
في الليلِ الحالكِ
حين أرى وجهَ القَمَرِ..
حُبُّك يُضرمُ ناراً عاصفةً
في لُبِّ حياتي
فأخافُ عليكِ من الشررِ..
أنا لن أبعدَ عنكِ
ولو ملأوا الدربَ إليكِ
بفوهات الحِمَمِ..
فأنا لو خُيرِّتُ
بأن أحيا دونكِ
أو لا أحيا
سأفضِّلُ أن أهدي
لصِباكِ ينابيعَ دمي..
أنتِ صدى أغنيةٍ
يترددُ في أصقاعِ حياتي
في أيامِ ملاعِبِنا
والأيامِ الجُدُدِ.
**
في يومِ خريفٍ مُرتَبكٍ
أنظرُ عبرَ الشُّباكِ،
أرى أوراقَ الأشجارِ وقد
صُبِغَت بسنا عينيكِ..
وأرى عصفوراً
هاجرَ من بلدي،
أتذكَّرُهُ يقتاتُ
بقمحِ يَدَيكِ..
أمشي في الشارعِ،
أدخلُ حانوتَ الألعابِ،
أرى طفلاً مبتهجاً،
بَسمَتُهُ نُقِلت
من خدَيْكِ..
أنظرُ نحو العلياءِ مساءً
فأرى بدراً يحملُ لي
باقةَ أنوارٍ منكِ..
في الصبحِ
وقفتُ على الشُرفةِ
شاهدتُ حَمامهْ،
حَمَلت منكِ رسالهْ..
قلتُ لها حينَ تعودي
قولي: لبَّيْكِ!
حين يعودُ الصيفُ
إلى بلدي
سأعودُ إليكِ.

نيويورك
28/9/2017

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة