شارك العشرات من أبناء البلدة القديمة في مدينة الناصرة في مأدبة العشاء التي أقامتها عائلة أبو نصّار كعربون شكر وامتنان لكل من ساهم في إخماد الحريق الذي اندلع في الفندق وبيت الضيافة التابع للعائلة ويديره ميشيل وبسّام أبو نصّار. وكان الحريق قد شبّ في بيت الضيافة الشهر الماضي، حيث هبّ أهالي البلدة القديمة شيبًا وشبانًا ووقفوا وقفة رجلٍ واحد أمام ألسنة اللهب، وأخمدوها بأيديهم بأبسط الأدوات ولم ينتظروا وصول طواقم الإطفاء والإنقاذ معرضين أنفسهم للخطر دون خوف أو رهبة.

وأقيمت مأدبة العشاء في نادي البلدة القديمة (الصغير في حجمه الكبير في أعماله وإنجازاته ومشاريعه) الذي يديره الشاب المثابر إبن الحيّ بهاء الدين سليمان وحضره أحد وجهاء الحي ابراهيم السعدي والد عضو البلدية الحاج سمير السعدي المؤتمن والمكلف برعاية ملف السوق من قبل رئيس البلدية علي سلّام. حيث أبى ان تمّر الليلة دون ان يتواصل الحاج سمير السعدي هاتفيًا مع الحاضرين وشّد على أيديهم وحيّاهم وشكرهم على جهودهم الجبارة رغم تواجده خارج البلاد في زيارة عمل، وقال في كلمته:"في ظل الأوضاع الراهنة من سياسات الحكومة العنصرية علينا ان نجتمع دائما على المحبة والألفة صفا واحدا فهذا ما يقوينا ان نكون يدًا واحدة وسندًا لبعضنا البعض".

كما حضر الإحتفال مدير عام البلدية شريف شريف، ومدير مكتب رئيس البلدية سليم غميض وشخصيات اجتماعية واهالي الحي وآخرون. هذا وشكر ميشيل أبو نصّار مدير الفندق في كلمة له أهل الحي على وقفتهم الى جانبه مثمنًا ذلك غاليًا مؤكدًا على تقديره وعرفانه على جهودهم ومساهمتهم في اخماد النيران في اقصى سرعة الأمر الذي اسفر في نهاية الأمر على خسائر أقل.

أما  إبراهيم السعدي فقد شكر عائلة أبو نصّار على هذه اللفتة الجميلة، وحيّا الشباب على عملهم البطولي مؤكدًا على وحدة اهل السوق واهل البلد مشيرًا الى ان هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على مدى تماسك النسيج الاجتماعي النصراوي، الذي يجمع جميع أطياف المدينة بإسلامها ومسيحييها بجميع احيائها تحت سقف الألفة والمحبة والأخوة، وتحت اسم الناصرة الأم الحنون للجميع.
من جانبه تحدث مدير عام البلدية شريف الصفدي الذي رحب بالخطوة هذا واثنى مدير نادي البلدة القديمة ورحب بجميع الحضور.

وقال سليم غميض مدير مكتب رئيس بلدية الناصرة:"ان العلاقة الإنسانية التي تمثل الناصرة اتسمت بأبهى صورها ووجها الحضاري عندما اجتمع جميع الشبّان أخوة وامامهم هدف واحد ووحيد وهو الوقوف في وجه النار، وإنما ذلك يأتي من روح المحبة والإنتماء للمدينة التي زرعها رئيس البلدية علي سلام منذ توليه رئاسة البلدية، ليعيد المدينة الى مكانتها، وهكذا هو الحال وها نحن نقطف ثمار هذه القيادة التي تدعو للمحبة والوحدة والسلام".

يشار الى ان احد ابناء الحي الشاب عبد عصام زعبي اصيب بحروق في يده خلال عمله على اخماد الحريق، حيث تمنى له المشاركون السلامة والشفاء والعاجل.