الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:02

القلعة القطرية تقف على رمال متحركة/ رقية الزميع

كل العرب
نُشر: 30/06/17 11:22,  حُتلن: 11:49

رقية الزميع:


القلعة القطرية تقف على رمال متحركة، هل ستنجو أم ستغرق بأفعالها؟ ماذا سيذكر التاريخ عن الدور القطري في دعم الإرهاب؟

لقطر تاريخ طويل في شق الصف وزعزعة الكلمة والاستعلاء على أشقائها. واللجوء للمنظمات الدولية للعب دور المظلوم

بفضل استعلاء النظام الحاكم في قطر يواجه المجلس تحديا غير مسبوق يمس أركانه ووحدته ليعيد التاريخ نفسه وتعاود قطر لعب نفس الدور دوليا ولكن بأدوات أكبر

هل يواجه مجلس التعاون الخليجي خطر التمزق أم أن الحكمة سوف تجد طريقها للقطريين بالعودة إلى الصف والتوقف عن حياكة المؤامرات ضد أشقائهم وجيرانهم ودعم الإرهاب؟
بدأ العد التنازلي لانتهاء المهلة المعطاة لقطر للرد على مطالب دول المقاطعة. علق وزير الخارجية السعودي على المهلة بأن المطالب إلى قطر غير قابلة للتفاوض... إما أنها تعود إلى دول مجلس التعاون الخليجي أو تستمر العزلة وهي – أي قطر - حرة في التعامل مع إيران على مسؤوليتها الخاصة... نأمل أن تسود الحكمة.
أربعة عقود منذ اختارت دول الخليج العربي أن تشكل كيانا مستقلا مستندا إلى الهوية المشتركة ووحدة المصير المشترك لتشكل هوية عربية إسلامية "خليجية"، المواقف المتناغمة وإن لم تكن موحدة دائما كانت السمة الرئيسية للعلاقات داخل المجلس، لم يذكر التاريخ لأحد دول المجلس محاولات شق صف المجلس أو التآمر، ويسجل التاريخ لدول الخليج بقيادة المملكة وقفتها التاريخية أثناء الغزو العراقي على الكويت، قادت المملكة موقفا خليجيا وعالميا من منطلق الإخوة والمصير المشترك والدم والجوار لتحرير الكويت.

وعلى الرغم من ذلك لم يكن التطابق التام سمة المواقف الخليجية دائما إلا أن الاختلاف وليس الخلاف كان دائما داخل دائرة المجلس. منذ عقدين من الزمن آثر النظام القطري - الذي وصل إلى الحكم في العام 1995 بعد انقلاب دبره أميرها السابق لإقصاء والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني من الحكم- تبني مواقف مستهجنة على أعراف ومواثيق دول المجلس، والخروج عن سياسة البيت الواحد والمصير المشترك لأشقائها لفرض نفسها على الخريطة السياسية الدولية بالقوة من خلال سياسة اللعب بجميع الأوراق، بالإضافة إلى تبني مواقف سياسية متناقضة في ما بينها كتصنيف نفسها كملاذ آمن للإرهابيين وفتح أبواب الإمارة لطالبان والإخوان المسلمين وحماس وعكس صورة الدولة التي تدعم الإسلاميين ومحاولة الانتساب للشيخ محمد بن عبدالوهاب على الرغم من أنها لا تعكس النظام الديني المحافظ. وفي المقابل الانفتاح على إسرائيل.
أينما وجد الإرهاب وجدنا خلفه الدعم القطري. من خلال براغماتية شديدة تصبو من خلالها للهيمنة على المنطقة وزعزعة استقرارها، تعزز قطر علاقاتها مع إيران وتدعم المعارضة في اليمن وليبيا وسوريا والعراق وحزب اللـه والقاعدة وجبهة النصرة وتقدم الدعم المالي والسياسي والإعلامي لكيانات سياسية محظورة وتفتح أبواب الإمارة لإيوائهم وتؤوي شخصيات مصنفة كإرهابية، مثل القرضاوي ومحمد الإسلامبولي وسبق لها أن آوت خالد شيخ محمد، العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر، والقائمة تطول، ولعل صفقة المليار لداعش لتحرير الصيادين هي أكبر الدلائل على تلطخ يد النظام القطري بدماء الأبرياء، الذين عاشوا أو من لقوا حتفهم بوحشية تحت هيمنة داعش. وتستخدم ذراعها الإعلامية الجزيرة لتكون لهم وللمنشقين السياسيين ولأصحاب الأجندات الخاصة منبرا وماكينة إعلامية للتحريض والتباكي على حال الشعوب العربية المقموعة - بحسب تصويرها - وتقوم من خلال أجهزتها الأمنية بحياكة مؤامرات داخلية ضد الإمارات والمملكة ومصر والبحرين من خلال بث الشائعات التي تهدف لزعزعة الثقة بدولهم.

لقطر تاريخ طويل في شق الصف وزعزعة الكلمة والاستعلاء على أشقائها. واللجوء للمنظمات الدولية للعب دور المظلوم. في العام 1991 رفضت قطر جهود الوساطة السعودية واتجهت إلى محكمة العدل الدولية للفصل في نزاعها الحدودي مع البحرين على الرغم من أن المجلس يحوي من الحكماء والقانونيين من سوف يكون لديهم الفصل العادل في القضية، لكن النظام القطري فضل الاحتماء بالمحكمة الدولية بل قدم وثائق مزورة طعنت فيها البحرين في العام 1998 قامت بعد ذلك قطر بسحبها من المحكمة، وذلك حتى إن حسمت محكمة العدل النزاع في العام 2001 والذي عُد أطول نزاع حدودي دام لمدة تسع سنوات.

بفضل استعلاء النظام الحاكم في قطر يواجه المجلس تحديا غير مسبوق يمس أركانه ووحدته ليعيد التاريخ نفسه وتعاود قطر لعب نفس الدور دوليا ولكن بأدوات أكبر، فتح أراضيها للقوات التركية لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها، الارتماء في أحضان إيران، ادعاء الحصار للاستعطاف الدولي وتدويل الأزمة واتهام أشقائها بمحاولة فرض السيطرة والسيادة عليها لصرف الانتباه الدولي عن سجلها الطويل في دعم الإرهاب أفرادا ومنظمات. يستمر النظام الحاكم في قطر في مسعاه غير عابئ بما يهدد وحدة المجلس والمصير المشترك لشعبه رغبة منها في تقديم المجلس قربانا للفرس الإيرانيين والأتراك الطامعين في إعادة مجدهم لتتمكن الحصول على نفوذ أكبر في المنطقة.
حسن الجوار أحد أهم المبادئ في العلاقات الدولية وفي القانون الدولي أيضا ويعد مبدأ احترام السيادة بشكل كامل أهم أركان مبادئ حسن الجوار، لذا ليس من الحكمة الاستمرار في غض الطرف عن سلوك قطر الهادف للمساس بأمن وسيادة أشقائها في المنطقة والاستمرار في التظاهر أن كل شيء على ما يرام. منذ عقدين من الزمن وقطر تحاول شق الصف واستفزاز جيرانها وزعزعة استقرار المنطقة وأمنها، والآن ها هي الخطوات التي اتخذتها بعض دول المجلس جنبا إلى جنب مع المملكة لكف يد النظام القطري وفضحه ووضع حد لتلك الممارسات من أجل الحفاظ على هذا الكيان ووحدة شعوبه وأمنها واستقرارها.
هل إغلاق قناة الجزيرة والكف عن دعم الإرهاب بكافة صوره وأشكاله سواء أشخاص أو كيانات والحد من العلاقات مع إيران وإغلاق القاعدة التركية مطالب غير منطقية وهل تماسك ووحدة المجلس والآمال المعقودة عليه توازي أهمية قناة تلفزيونية أو أي مطامع أخرى صغيرة؟

القلعة القطرية تقف على رمال متحركة، هل ستنجو أم ستغرق بأفعالها؟ ماذا سيذكر التاريخ عن الدور القطري في دعم الإرهاب؟ إلى متى ستستمر في تلويث يديها بدماء الأبرياء ممن عانوا من الإرهاب؟ بأي لغة تريد قطر أن تكتب تاريخها وحاضرها ومستقبل شعبها، بلغة فارسية أم تركية أم عربية خليجية؟ الوقت ليس في الصالح القطري، وعليهم التحلي بالحكمة ومجانبة ما قد لا يحمد عقباه.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة