لا تَنَمْ وفِي عَيْنَيْكَ دَمْعَةُ نَدَمٍ .. لَمْ تَنْحَدِر بَعْد

و غفوتُ على راحة الندم .. حتى خبا وخمد وانطفأ

لا أدري لمَ يظلُّ النسيان صنعةٌ نتقنها في ميادين الهرب ؟!

أو خوذة نقتنيها تلوذ تحتها رؤوسنا عند جولة رصاص التذكر!

تساؤلات تهيم عليَّ من كُلِّ حدبٍ وصوب وخلف كُلِّ نقطة وفاصلة

تجُر ناصية الحرف على سطر .. تحرض القلم على التمرد وزعزعة الأمن في منطقة بوحٍ محظورة

عن أعين المارة أو أشباه المارة.

 ربما لأنَّنا جبناء بقدرٍ كاف

جوابٌ أول لا يشترط صوابه بيد أنه يفكر بجدية مطلقة أن يغير شيئاً ما!

يغبنني صديقي على حضور النسيان لدي عند كُلِّ مفردة (حزنٍ أو اكتواء(

رغم جزمي بعدم حضوره بل محاولة استدعاءه لاختصار مشوار مرهق من وقتٍ وأسفٍ وأرق

وكم أغبنه على ذاكرته اليقظة الحاضرة التي تُجلد أياما طوال

لتعي بؤرة الزلل وتفطن موطن الخلل فتعود حيث البدايات وتستدركُ النهايات

فتنهض على قدم وساق وتسترد قوامها...وكانت للعجز قاب قوسين أو أدنى!

استجمعت قواي لأقفز إلى الضفة الأخرى من نهر ذاكرتي وانتزع أكذوبة النسيان المسيطرة

فعقدتُ مهادنة مع نفسي أصالح كبريائي تارة وأراوغ جفني تارة أخرى

بضعة دقائق ما بين العشر ودون الخمسة عشر تشاركني فيها وسادتي قُبيل النوم

أمرر أحداث اليوم على عقلي كشريط الأخبار الذي يهرول أسفل الشاشة

أحلِّلُ الأهم منها والعاجل والأخطر وأُرجِئ ما عداه لقراءة عابرة موجزة

في كُل جولة تذكر ينتابني ألم كوخز الإبرة وقد كان النسيان مخدراً مجدياً وضماداً فعالاً

فتنساب دمعة تلوح برايات السلام بينما يأبى الكثير منها الهطول تعالياً

جيد... لا زلتُ على قيد الحياة بعد أن توهم البعض أني كائن رخامي لا يشعر!

لكم آسفتني هشاشتي وتكسري...وسرَّني فطنتي وتعقلي

أركز على هدفي لا أبالي بألوان الكدمات و بشتَّى الخدوش!

أتبارى لحظات مع ذاتي .. تمتد إلى ساعات حتى يتسلل إلى أذني منادي الفجر

ولم أصل إلى نتيجة مرضية بَعْد ... أحتاجُ إلى شوطٍ إضافي ؟!

مكثتُ على الحال أيام تقلبني أكفُّ الأَسَف على نار الهادئة حتى نضجتُ تماماً

لا أنكر حنيني لقناعتي السالفة حين كنتُ أنتشل كُلُّ ما من شأنه أن يعكر صفو مزاجي

الذي ربما يتسم بالهدوء أحيانا والانفعال في أحايين أخرى

فأحظى بمسحةٍ من رضا وطمأنينة وانشراح.

آآآخ....وماذا بَعْد؟! جناية اقترفتها ذات تَعقُل!

النسيان.... و.....التذكر

ومسافات شاسعة من حنين وألم وندم واكتواء

كلاهما صالح ولكن أيُّهما الأصلح تحت مجهرك..؟!