الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 08:01

قد أرغب أن أنساها - بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 21/06/17 23:10,  حُتلن: 23:11


قد أرغب أحيانا أن أنساها
فأقرر أن أبعد عنها..
أن أنفي نفسي من دنياها..
وسريعا ما يتكشف لي
عقم قراري
فهي الخضرةُ في الحقلِ
وألوانُ الورد المتفتحِ
في داري..
وسريعاً ما يتجلى بوضوحٍ
زيْفُ الرغبهْ..
كيف ترى أهربُ
من نسمات هواها
وهي الروحُ الحيةُ
في الزيتون المتجذرِ
في التربهْ..
كيف ترى أنأى عنها
وهي هواءٌ
تتنفسهُ رئتي في الغربهْ..
كيف ترى أمحو ما كتَبَتهُ
على لوحة نفسي
وهي الحبرُ المخطوطُ
على قرطاسِ حياتي
في الحاضر والأمسِ..
فلتنساني هي..
إن شاءتْ أن تنسى..
لن تتغير أسرارُ الأرضِ
ولن يتغير ناموسُ الشمسِ..
فهي ستبقى بذرةَ وردٍ
حتى تزهرُ في رمسي..
قد يُنفَى المؤمنُ
من دار حبيبتهِ
لكن العاشقَ لا ينسى
حُبَّ القدسِ.
**
قد تعجبني
هندسة المدن الكبرى
في وطنٍ آخر..
قد يعجبني بلدٌ
حرّم حكمَ الملك الجائرْ
قد يعجبني بلدٌ
لا يغلق في الليل ملاهٍ ومتاجرْ..
لكني لن أستبدلَ برجَ حمامٍ
نَصَبته يداها
بالبرج السكنيِّ الفاخرْ..
لن أستبدل
قصفة زيتونٍ من يدها
بكنوز الدنيا
من ذهبٍ وجواهرْ.
**
في الليلِ صريرُ العجلات التعبى
يكسر نومَ الإسفلت المتعبْ..
وأنا أنتظر الحلمَ
وما انفكَ سريري يتقلبْ..
أحلم أن يأخذني الحلمُ
إلى مزرعةٍ
زَرَعت فيها تيناً وعنبْ..
أحلم أن أنظر في عينيها
وهي تراقب أزهار اللَّوْزْ..
وأرى يدَها تمتدُ
لتقطف حبات الجَوْزْ..
بيدٍ ماهرةٍ تكسرها
وتقدم لي لُبَّ الحبَّهْ..
كيف ترى أنساها
وهي الروحُ الحيةُ
في الزيتونِ
المتجذر في التربهْ..
كيف ترى أنأى عنها
وهي هواءٌ
تتنفسه روحي
في الغربهْ.
كيف ترى
أحجبها عن عيني
وهي الضوءُ الباقي
في السلم وفي الحربِ
وهي الركنُ الثابتُ
في هيكل حبي.

مقالات متعلقة