الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

في الليل الحالكِ/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 04/06/17 10:05,  حُتلن: 07:39

في الليل الحالكِ
حيث غشاء الظلمةِ
لا يخدشه نجمٌ
أو رمحٌ من لهبِ..
حين أحن إلى مدنٍ شهباءَ
تزركشها في الليل ضياءُ الشُهبِ..
يأخذني الحلم إلى بلدٍ
لا يتوقف فيه الليلُ عن الطربِ..
صوتُ أذان الفجر يجيءُ
ليوقف أصواتَ الصخبِ
ينبلجُ الصبحُ..
أرى وجها أعرفهُ..
فأقول لها:
وجهكِ صبحٌ يبعثُ أزهاراً
وبراعمَ في أعواد الحطبِ..
وجهك صبحٌ ترسمه الشمسُ
بألوان اللؤلؤ والذهبِ..
أرضك أجمل كرمٍ
تتدلى منه عناقيد العنبِ..
وجهك أجمل نجمٍ
يتلألؤ في كل بلاد العربِ..
وجهك يشعل بي فرحا
ويذوِّب أدران الغضبِ.
**
يأخذني الحلمُ إلى حلب الشهباءْ
أتجول في الأسواقِ.. وأحياناً
أتصور أني في الدار البيضاءْ..
يحملني الحلمُ إلى يافا
أتجول في الميناءِ وأحياناً
أحسبني أتجول في حيفا..
ينقلني الحلمُ إلى بغدادْ
أتفقد بيت الحكمةِ والعِلمِ..
أتساءلُ أحياناً
هل أشكو همي لضريح الأجدادْ؟
أنظرُ في عينَيْ طفلٍ فأرى صبحاً
يتَبلَّجُ من وجه الأحفادْ
**
تسألني:
حين تودعُ هذي الدنيا
ماذا ستزُفُّ إلى الأجدادْ؟
قلت لها:
سأبشرهم أنكِ مدْرَسةٌ
يتعلم فيها أولادٌ وبناتٌ
وبلادْ..
هم زرعوا الزيتونَ
لكي يأكلَ منه الأحفادْ
الزيتون وفيٌّ..
وتلالُ الزيتون حنونة..
لكنَّ صروفَ الدهر خؤونةْ
لا يزرع زيتوناً للأحفادِ شقيٌّ
يقتلُ زيتونةْ..
نار الأجداد ستبقى
جمرا تحت رمادْ..
وطريق الريحِ
يمرُّ على جمر الأجدادْ
تتجدد نارٌ خفتت
لتضيء دروب الأحفادْ.
**
يأتي الصبحُ
وأستيقظ مبتسماً
لا أشعر بالتعبِ..
وأظلُّ أرى في وجهك صبحاً
ترسمه الشمسُ
بألوان اللؤلؤ والذهبِ..
وأرى في أرضك كرماً
تتدلى منه عناقيد العنبِ..
وجهُكِ نورٌ يمحو كلَ غشاوةْ
فأرى جمراً
يتلظَّى تحت رماد العربِ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة