الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 10:02

غاب وجه الحبيب/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 07/05/17 09:10,  حُتلن: 08:43

وجه حبيبي غابْ
تبحث عيني
عن شيءٍ يعجبُها
وتعود بدون جوابْ
تنظرُ نحو رداء الأرضِ
ونحو ذيول فضاءْ..
تنظرُ نحو الأفقِ
القابع خلف ضبابْ
يحمل يومٌ جثةَ يوم..
وسحاباتٌ كسلى
تتجمع في أدغالِ سحابْ
الدنيا مظلمة في ظُهر نهارْ..
تختبئُ الشمسُ وراء حجابْ
أغمض عيني لأرى وجه حبيبٍ
لا تحجبه ظلماتُ غيابْ..
في هذي الغربة أمطارُ ربيعٍ
تتموج كالجدولِ
في منحدر الشارعْ..

تعجز هذي الأرض الثملى
عن إيقاف التيار المتسارعْ..
تأتي الريحُ وتمسكُ
في قبضتها حفنةَ ماءْ
وبها تصفع ناصية البيتِ
وصدرَ البابْ..
في هذي الساعة..
في أرض حبيبي
يختالُ ربيعٌ يستلبُ الألبابْ
ترسلُ فيه الشمسُ أشعَّتَها
كي تغسل كل وجوه الأحبابْ.
**
هل غاب حبيبي
أم كنتُ أنا في أسرِ غيابْ؟
لا أشكو أحداً..
لا أحمل أي عتابْ
لكنَّ ربيعي منفيٌ
وحبيبي غابْ..
أغمضُ عينِي وأنامْ..
أهرب من أمطار ربيعي
وأرى شمسَ ربيع بلادي
تفرش دربي بورود الأحلامْ
أمشي في حقلٍ أخضرَ
تحرسه بضع فراشاتٍ
ناعمة كالأنغامْ
أشتَمُّ أريجَ الأرضِ
أُناجيها.. وأحاول مجتهداً
تفسيرَ غيابي..
تفهمني..
أسمعها تطلقُ آهاتٍ
وتحاول أن تشتَمَّ ثيابي..
أسمعها تتنفسُ.. ثم تتمتم
أفهمها: تسألُ عن أصحابي
تسألني هل أذكرُ
كيف تسلقتُ الأشجارَ
وهل أذكرُ أفضلَ ألعابي..
أسمعها تهمسُ في أذني:
كيف ذهبت بعيداً..
أفلم تعلم أنكَ أنتَ ترابي؟
قلتُ بلى، فأنا جزءٌ منكِ
ولو كنتُ بعيدا..
وأنا ألمسُ طُهرَ ترابَكِ
حين أرى وجهَ حبيبي..
يا أجملَ أرضٍ في الدنيا
أنا لا أعشق أرضاً إلا إياك!
وجهُ حبيبي شمسُ ثراك
قد لا أبصرها أحيانا
لكني أعلم أن الشمسَ
ستبقى أبداً في علياك.
 
نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة