الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 21:02

الانتباه للكلام- كاظم ابراهيم مواسي

العرب - الناصرة
نُشر: 21/08/08 17:55

إذا التقى عربي لا يعرف غير العربية رجلاً فرنسيًا لا يعرف غير الفرنسية، وأرادا التحادث، حتمًا سيفشلان في استعمال الكلام وسيلة للتفاهم وسيختاران لغة الإشارة (لغة الصم)، أسوق هذا المثال للدلالة والتعريف أن الكلام وسيلة، ومن كان هدفه أن يتكلم دون أن يؤدي كلامه إلى شيء ما،يكون عبثياً، والعبث كما نعرف هو العمل دون سبب ودون هدف، سوى تمرير الوقت. والعبث يشبه اللعب، ولكن اللعب به مباريات وسباقات.



نحن في كلامنا نستطيع –إذا أردنا- أن نشجع زيدًا وأن نهّبط عزيمة عمرو. ونستطيع أن نواسي ونستطيع أن نشتم، نستطيع أن نقصّ قصصًا بها مغازٍ وعبر من اجل تقويم السلوك، ونستطيع أن نلقي على مسامع الآخرين نشرة أخبار حاراتية، وبواسطة الكلام نسأل ونجيب، ونخبر ونفسّر ونسرد أحداث القصة، واستعمالات الكلام كثيرة منها إزعاج الآخرين بالتحدث عن عيوبهم أو عيوب أحبابهم ومنها أيضًا لقهر الآخرين، وكل واحد منا يعرف في قرارة نفسه لماذا تحدث وتكلم، وهذا الأمر، يسوقنا إلى المراوغ السياسي (الديماجوج) الذي يتسلح بالكلام، فنسمعه يسرد علينا وقائع حقيقية حدثت بساعة زمنية ليمرر علينا بعد ذلك كذبته أو ليقول لنا أنه يعرف تاريخ، ومن منا يتيقظ للمحاضرات السياسية؟؟ أو للكلام "ألفاضي" ؟؟
 
من كتاب حبات مطر

مقالات متعلقة