الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 11:01

الصلاة قبل فوات الأوان - ابو وهيب


نُشر: 29/09/08 11:43

ها نحن نرى كثرة الموت في بلدنا كفركنا وغيرها من البلاد و، ها هي خيمة بيوت الاجر تنتقل وتنصب من بيت الى آخر وهذا يؤكد لنا ان البقاء والديمومة لله رب العالمين.
الصلاة هي الوسيلة الأساسية لصلة العبد بربه وإحياء معاني الإيمان في قلبه. فبالصلاة يتذكر الإنسان اليوم الآخر (مالك يوم الدين). ويتذكر الإنسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " السلام عليك أيها النبي" وبالصلاة يتذكر الإنسان الكتاب والطريق الذي هدى إليه (أهدنا الصراط المستقيم). أثناء تلاوة آيات الله او سماعها وعلى هذا فان الصلاة هي المظهر العملي للإيمان بالغيب وقد عبر عنها الله تعالى في كتابه العظيم. في قوله تعالى (وما كان الله ليضيع أعمالكم).
لذلك كان أمر الصلاة دليلا على الإيمان, اما تركها فدليل على الشرك والمعصية ولربما الكفر. وقال صلى الله عليه وسلم "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" وقال أيضا "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها كفر".



ان الصلاة تحيي عقيدة الحق في قلب الإنسان فهي السبب المباشر الذي يجعل الانسان مستقيما فينتهي عن الفحشاء والمنكر (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). لذلك كانت الصلاة مقياسا وميزانا لشخصية الانسان بين الناس وعند ربه. فاذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله. الإسلام لا يقوم إلا بها فهي الركن الثاني من الأركان الإسلامية الخمسة لذلك كان خير ما يفعله المسلم وأعظم ما يقربه الى الله تعالى هي الصلاة. وقال صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولن تحصوا واعملوا وان خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ عليها وعلى الوضوء الا مؤمن".
وقال ايضا "اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد". والحقيقة ان الصلاة رمز كامل على معرفة الله وشكره والقيام بحقوق عبوديته سبحانه وتعالى عندما يقول العبد "الحمد لله" انما هو على المعرفة والاعتراف والشكر على نعم الله التي لا تحصى ولا تعد الله عز وجل هو خالق كل شيء وهو اكبر من كل شيء فكون العبد يقول (الله اكبر) فكذلك هي المعرفة والاعتراف بان الله اكبر من كل شيء.
وكذلك سبحان الله هي أيضا المعرفة والاعتراف بالله تعالى والركوع والسجود بقولنا سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى اعتراف بالربوبية واعتراف بان العبد مخلوق لعبودية الله تعالى وحده لا شريك له. لهذا كان تمكين العبد على الارض مشروط بايقام الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولله عاقبة الامور (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور).
وكلمة إن في بداية الاية اعرابها "اداة شرط" ان الشرطية وأول ما يسأل العبد عن صلاته فاذا صلحت صلح سائر عمله واذا فسدت فسد سائر عمله هذا ما اخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم.
ما بالك ان تكون متصل بالله تعالى الذي خاطبك قائلا يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك هذا كله من خلال الصلاة والصلاة ليست عبادة او طهارة او رياضه او صلة بين العبد وربه فحسب. بل هي ايضا : (زعامة) نعم زعامة ان كل من نادى بالزعامة من خلال منصب ما او وظيفة ما او ما شابه ذلك  دون الصلاة هذا لا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة ومع الأسف الشديد نرى كثيرا من المسلمين بعيدين عن الصلاة فقد يكون صاحب جاه او صاحب منصب مرموق وغيرها... فنقول لأولئك الناس لو الدنيا دامت لأحد لما وصلتكم.
وها نحن اذ نقبل على شهر فضيل شهر الصيام وشهر القيام وشهر القران وشهر تجديد العهد مع الله ورسوله
فلنبادر الى الصلاة الى مغفرة من الله من خلال الصلاة (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والارض).
فلنغتنم هذا الشهر الفضيل الذي فيه الاعمال والاجر مضاعف فلنعد انفسنا لهذا الشهر الفضيل من خلال النوافبل كصلاة التراويح وقيام الليل وتلاوة القران وحفظ الايات فلنشد المأزر من خلال الطاعات هذا الشهر الذي فيه ليلة خير من الف شهر.
لذلك اوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأحذركم ونفسي من عصيانه فمن كان من اهل الصلاة فليجدد إيمانه وليجدد صلاته ومن كان من غير ذلك فليسرع الى إقامة الصلاة حتى يكون من أهل الجنة بإذنه تعالى "يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت ياتي بغتة والقبر صندوق العمل".
والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا في الصلاة عند احتضاره صلى الله عليه وسلم.قال: الصلاة-الصلاة - الصلاة - وما ملكت ايمانكم. نسال الله ان يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه . وكل عام وانتم بخير..

مقالات متعلقة