الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 01:01

ترامب والحكم بالتغريد/ بقلم:هشام ملحم

كل العرب
نُشر: 09/03/17 07:54,  حُتلن: 08:01

هشام ملحم:

دونالد ترامب يجر البلاد الى أرض داكنة قد يكون الخروج منها مكلفاً للغاية

تبين لاحقاً ان ترامب حصل على "معلوماته" من برنامج إذاعي متطرف، وساهم في ترويجه موقع "بريتبارت" الألكتروني اليميني المعروف بترويجه لنظريات المؤامرة 

يواصل الرئيس ترامب انتهاكاته للاعراف والاصول السياسية والبروتوكولية التي يتوقعها الاميركيون من رؤسائهم وقادتهم، ويمضي في تعميق الاستقطابات السياسية بين مختلف مكونات المجتمع الاميركي وفئاته غير مبال بأبسط الحقائق والادلة، ومصراً على مواقف مبنية بكاملها على نظريات المؤامرة. وهو يصر على ممارسة الحكم بواسطة التغريد، الذي يصدح به عادة ككل الطيور التي تغرد خارج سربها في الصباح.

وخرج علينا ترامب صباح السبت بسلسلة تغريدات غير سلسة، لا بل فضائحية صدمت حتى مؤيديه حين اتهم - ومن دون تقديم أي دليل - سلفه الرئيس أوباما بالتنصت على مكالماته عندما كان مقيماً في "برج ترامب" بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وادعى ان ذلك يشبه انتهاكات الرئيس نيكسون خلال فضيحة ووترغيت، ووصف أوباما بأنه "رجل سيئ أو مريض". وبدت هذه التغريدات المهينة والصبيانية حتى بمقاييس ترامب المتدنية نابية ورخيصة. مساعدو الرئيس ادعوا ان لديه أدلة وطلبوا من الكونغرس التحقيق فيها. ولكن اذا كانت لدى ترامب أدلة، لماذا لا يطلب بصفته رئيساً للبلاد من مختلف الاجهزة كشف هذه الادلة؟ ويبدو ان ترامب لا يدرك ان الرئيس الاميركي لا يملك مثل هذه الصلاحيات، لان هناك محاكم خاصة تسمح بالتنصت على أي مواطن بعد ان تحصل من وزارة العدل على معلومات عن احتمال ضلوع المواطن في التجسس أو في التعامل مع دولة عدوة.

وتبين لاحقاً ان ترامب حصل على "معلوماته" من برنامج إذاعي متطرف، وساهم في ترويجه موقع "بريتبارت" الألكتروني اليميني المعروف بترويجه لنظريات المؤامرة وتفوق العنصر الأبيض والعداء للاسلام والسامية. وكان ستيفن بانون، الذي يؤمن بحتمية الحرب بين الغرب والاسلام، مديراً له قبل التحاقه بحملة ترامب العام الماضي.
وسارع الرئيس أوباما الى نفي طلبه هو أو أي مسؤول في البيت الأبيض التنصت على أي مواطن اميركي. كما نفى المدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر ان تكون الاستخبارات قد تجسست على ترامب أو على أي مسؤول في حملته. ويبدو ان استياء مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "الاف بي آي" جيمس كومي كان كبيراً الى درجة انه طلب من وزارة العدل ان تصدر بياناً تنفي فيه صحة ما قاله ترامب. وهذا يعني ببساطة ان كومي أراد ان تقول وزارة العدل إن الرئيس الاميركي يمارس الكذب. هذا لم يحصل قط في تاريخ الولايات المتحدة.

دونالد ترامب يجر البلاد الى أرض داكنة قد يكون الخروج منها مكلفاً للغاية. والضرر الذي الحقه خلال 45 يوماً بالعلاقات بين الاجهزة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلاقات البيت الابيض بأجهزة الاستخبارات ووسائل الاعلام، فادح جداً وسيبقى لسنوات عدة.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة