الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 23:02

قنابل ترامب العنقودية/ راجح خوري

كل العرب
نُشر: 07/03/17 08:45,  حُتلن: 08:46

راجح خوري:

صدمة قنبلة ترامب الجديدة لم تقتصر على أوباما الذي رد عبر الناطق باسمه كيفن لويس

ترامب يحاول إفتعال "ووترغيت" سياسية ليلصقها بأوباما، لكنه يريد إثارة غبار التعمية على التحقيق في ملفات التدخل الروسي لمصلحته 

لا ليست هذه مرحلة تشبه "حقبة المكارثية" في خلال الخمسينات والستينات عندما شن جوزف مكارثي حملة إضطهاد على الشيوعيين

قبل أسابيع قال دونالد ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز" إنه يحب باراك أوباما ولا يضمر له أي كراهية على رغم الصدام بينهما في خلال الحملة الإنتخابية، لكنه استيقظ فجأة يوم الجمعة الماضي على تغريدة نارية جديدة، وصفه فيها بأنه "شخص سيء أو مريض" وإتهمه بالتنصت على هاتفه خلال الحملة الإنتخابية!

ردود فعل المعلقين على التغريدة أجمعت على انها إحدى قنابل ترامب الفضائحية العنقودية التي لا تنتهي، لكنه طلب يوم الأحد من الكونغرس التحقيق في هذا الأمر، والمفاجئ ان لجنة الإستخبارات في الكونغرس وافقت فوراً على هذا، في إطار التحقيق الذي تجريه في تدخل روسي محتمل في الإنتخابات.
ترامب يحاول إفتعال "ووترغيت" سياسية ليلصقها بأوباما، لكنه يريد إثارة غبار التعمية على التحقيق في ملفات التدخل الروسي لمصلحته كما يقول الزعماء الديموقراطيون، ومنهم مثلاً سيناتور مينيسوتا آل فرانكلين الذي قال: "اعتقد ان الأمر ليس إلا تحويراً، هدفه صرف الأنظار عن التحقيق في التدخلات الخطيرة جداً جداً لقوة أجنبية في ديموقراطيتنا"، في حين قالت نانسي بيلوسي إن الروابط السياسية والمالية أو الشخصية لترامب مع روسيا هي الحقيقة التي نريد ان نعرفها!
صدمة قنبلة ترامب الجديدة لم تقتصر على أوباما الذي رد عبر الناطق باسمه كيفن لويس في بيان يقول: "لم يأمر الرئيس أو البيت الأبيض بالتنصت على أي مواطن أميركي"، ولا اقتصرت على تأكيد رئيس أجهزة الاستخبارات في عهد أوباما جيمس كلابر أنه لم تجر أي عملية تنصت في الوكالات التي كان يديرها على ترامب. فقد نقلت قناة "أم بي سي" عن أحد كبار المسؤولين في ادارة ترامب أنهم أصيبوا بالصدمة، لأنه "لا أنا ولا غيري من مسؤولي الإدارة نعرف من أين جاء الرئيس بهذه القصة"!
الأمر لن يتوقف عند التصريحات هذه المرة، فقد رفع مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي أي" جيمس كومي، التحدي في وجه ترامب عندما طلب من وزارة العدل ان تنفي علناً الإتهام "فليس هناك أي دليل على هذا، ولأنه يوحي ان "الأف بي أي" إنتهك القانون، ومثل هذا النفي سيدق إسفيناً بين ترامب ووزارة العدل التي تشرف على "الأف بي أي"، والتي يديرها جيف سيشنز وهو من المقربين الى ترامب!
لا ليست هذه مرحلة تشبه "حقبة المكارثية" في خلال الخمسينات والستينات عندما شن جوزف مكارثي حملة إضطهاد على الشيوعيين، لكنها الفترة التي ستزيد سحب أميركا عن خريطة الفعل الدولي لتغرق في سلسلة من الخلافات الداخلية، وهو ما يدفعني الى طرح السؤال تكراراً:
هل هذه فعلاً أميركا ولماذا وكيف إختارت ترامب رئيساً؟

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة