الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

كن وردًا/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 06/03/17 07:10,  حُتلن: 14:20

كن ورداً
كي لا تلدغك الأشواكْ..
لا تزرعْ في الأرض كلاماً مسموماً
كي لا تلفظ أحشاءُ الأرض ثراكْ..
لا تنثر في وجهي
بعضَ عباراتٍ معسولةْ
ثم تدورُ لتطعن ظهري
بخناجرك المسلولةْ..
لا ترمي في البحر نفاياتٍ
من صنع يديكْ
كي لا يتعكَّرَ صفوُ الأسماكْ..
أطرقْ كلَّ الأبوابْ..
كنْ ضيفاً
وارفل في حُسن الترحابْ..
سرْ في الشارعِ منشرحَ النفسِ
وإن زلَّت قدماكْ
كلُّ الآذانِ ستسمعُ شكواكْ..
كلْ واشربْ..
واهنأ بجمال طبيعتنا..
وسجايانا..
لكنْ.. إياكْ
لا تتملَّكْ أزهارَ النرجسِ
من بستانٍ في مُلكِ سواكْ..
فخلاصُكَ لن يأتي
إلا من أخلاق الضيفْ..
لا تقرأ في كَرَمي
سمةَ الضعفْ..
لا تهدمْ في فصلِ شتاءٍ
بيتاً شُيِّد بالعرقِ المتدفقِ
في فصل الصيفْ..
لا تبني بيتاً
صُنعت كلُّ دعائمهِ
من ضعفي وسلاحكْ..
وتيقَّنْ أن القوةَ ضعفٌ
حين تقومُ على أنقاض الحقْ..
وتذكَّر.. في ماضٍ أسودَ..
جاء الرقُ.. وزال الرقْ.
وتذكَّر.. في ماضٍ لا يُنسى
كان التمييزُ العرقيُّ
نصوصاً في دستورْ..
أما اليوم فقد أضحت
أشكال التمييز جناياتٍ وقبائحَ
تخشى أن تخرج في النورْ..
أنظر!
ما أجمل لون الفجر المُشرقْ..
أنظر!
ما أجمل لون البحر الأزرقْ..
وتذكَّر..
لا ثابت في الدنيا إلا الحقْ.
**
في هذي الأرض كنوزٌ وجمالْ..
فازرعْ فيها الحبَّ
لكي ينبتَ ورداً للأجيالْ..
لا تزرعْ فيها حقداً أو قهراً
كي لا تحصد في يومٍ آتٍ
أشواكَ النقمةِ والإذلالْ..
هذي الأرض لها ذاكرةٌ
تحفظُ كلَّ نبيٍّ
شيَّد للناسِ صروحَ الآمالْ..
تَعْرِفُ رجسَ غُزاةٍ
روُّوها بدمِ النسوةِ والأطفالْ..
هذي أرضٌ تكرهُ طعم الظلمِ
وتعشقُ طعمَ الحريَّةْ..
تعرِفُ كلَّ الأقوامِ وكلَّ الألوانِ
ولا تنكرُ أيَّ هويَّةْ..
هذي الأرض سخيَّةْ..
وتقدِّمُ ثَديَيها
كي يرضعَ كلُ الناسِ
حليبَ العيشِ سويةْ
احسبْ وتحسَّبْ..
قد تتهاوى أعمدةُ الحاضرِ
تحت رياح المستقبلْ..
قد تستيقظ يوما في القبوِ
وأستيقظُ في العلّيةْ..
كنْ ورداً
كي لا تلدغك الأشواكُ البشريةْ..
كنْ إنساناً
يتساوى مع كل الناسْ..
كي تقوى الأرضُ
على لعنتِها الأبديَّةْ.


 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة