الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

نهرك ينبع في أرضي/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 25/02/17 19:12,  حُتلن: 07:28

نهرُكِ ينبعُ في أرضي
يتدفقُ أحياناً..
يتسلسلُ أحياناً أخرى
كالنغم المتفتقِ
عن أجران النحلِ
وأوتار الروضِ..
يتألقُ كاللؤلؤِ
بين أكاليل الأزهار المصطفةِ
بين السهل الأخضرِ والشجرِ..
يمضي قُدُماً..
يتوازى أبداً مع نهري..
وأنا أدري..
لن يتعانق نهرُكِ مع نهري
إلا في أحضان البحرِ.
**
أسمعُ.. ألمسُ.. أحياناً
نهرك يتدفق في صدري..
لكني أدري..
لن يتلاقى نهركِ
مع نهري
إلا في حلبة أمواج البحرِ..
أشعر أحياناً بهوى نهركِ
محتضناً لهوى نهري..
وأرى أحياناً
عصفوراً يأتي
من ضفةِ نهركِ
كي يشرب من نهري..
وأرى أحياناً ضفة نهركِ
تستدعي سرب حمامٍ
من ضفة نهري..
وأرى بين النهرينِ
طيوراً جَذْلى
تتغنى بطلوع الفجرِ..
وأرى بين النهرين وروداً
تهدي بسماتٍ للزهرِ..
وأنا أدري..
نهرُك يأتي ببذور النسرينِ
من الجبل العالي
كي يزرعها في وديانٍ تتشمسُ
بين مروج السمّان البري..
**
نهرُك يجري..
يتوازى مع نهري..
نهرك ليس غديراً
يرفد نهري..
وأنا أدري..
نهرك لن يتلاقى مع نهري
إلا في عقد زواجٍ
بين النهرين وأمواج البحرِ..
وأنا لا أدري
إن كان البحر سيدري
أيّ مياهٍ جاءت من نهركِ..
أو أي مياهٍ جاءت من نهري؟
**
نهرك ينبع في أرضي..
يتوازى حتى أخر رحلتهِ
مع نهري..
لكني أدري
أنّ لنهرك روحاً تسكنني..
تستوطنُ في جسدي
من صوت المهدِ
إلى صمت القبرِ..
وتُغذَّي روحي
بالحبِّ وبالصبرِ..
وتضيءُ حياتي
عند غياب الشمسِ
وقبل طلوع الفجرِ..
وتهيّئُني أبداً
لملاقاة صروف الدهرِ.


  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة