الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 04:01

توثيق معاناة سكان النقب: نعيش بظروف قاسية وأطفالنا في خطر والجهات تستهتر بنا

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 24/02/17 15:01,  حُتلن: 10:09

محمد ابو جودة من قرية الزعرورة في النقب:

حتى الآن لا زلنا نتألم لفقدان طفلتنا الغالية التي توفيت عند عودتها من المدرسة ووالدتها بحالة نفسية صعبة وتكاد تنهار من شدة بكاءها

عاني من حياة قاسية ومؤلمة بلا شوارع ولا مدارس ولا مراكز طبية ولا بنية تحتية حتى ان بيوتنا السكنية غير مريحة، فهي تسرب مياه وفيها رطوبة عالية

يسرى أبو جودة والدة الطفلة المرحومة مريم:

لا استطيع استيعاب فقدان طفلتي الغالية التي خطفت من بين ايدينا ومن الصعب وصف الشعور والظروف التي نمر بها بعد هذا الحادث المؤلم

ما أتمناه هو توفير سفريات ملائمة لاطفال المدارس حتى يذهبوا لمقاعد الدراسة بسلام وامان كذلك الأمر لدى ايابهم لا يعقل ان نبقى في مثل هذه الظروف الخطيرة

فتيان:

لا مكان لدينا للعب فيه سوى في الشوارع نحن نعلم الخطر الذي يمكن ان نتعرض له، لكن في نفس الوقت لا نستطيع البقاء في بيوتنا وكاننا في السجون

لا تزال القرى غير المعترف بها في النقب تعاني من سوء أوضاع معيشية قاسية ومزرية ومن اهمال الجهات الحكومية المسؤولة، فهي معدومة من الشوارع، البنية التحتية، مرافق عامة، مدارس، مراكز طبيبة، وغيرها من الاحتياجات الأخرى ومن ابسط الخدمات الحياتية. الأطفال هناك لا يجدون مكانا للعب سوى في الشوارع او الساحات القريبة من بيوتهم، الأمر الذي يشكل خطرًا على حياتهم.

ظروف حياتية قاسية
خلال زيارتنا لبعض القرى غير المعترف بها في النقب، شاهدنا على ارض الواقع معاناة وألم السكان الذين كانوا يحملون في قلوبهم حديث واسع التي تصف ظروف حياتهم القاسية على كافة الأصعدة.
جدير بالذكر انه خلال السنوات الأخيرة شهدات قرى بدوية في النقب حوادث مأساوية التي راح ضحيتها اطفال في حوادث دهس وحرق وسقوط من علو، وهم معرضين دائما للخطر نتيجة سوء الحياة المعيشية المحاطة بهم.

ما زلنا نتألم
محمد ابو جودة من قرية الزعرورة في النقب فقد طفلته مريم البالغة من العمر 4 سنوات عندما دهستها حافله لدى عودتها من مقاعد الدراسة. الاب قال:" حتى الآن لا زلنا نتألم لفقدان طفلتنا الغالية التي توفيت عند عودتها من المدرسة، ووالدتها بحالة نفسية صعبة وتكاد تنهار من شدة بكاءها، اذ ابذل جهدا كبيرا حتى اخفف عنها هذا المصاب. بسبب اهمال الجهات الحكومية في القرى البدوية فان حياتنا ستبقى في خطر، ففي كل دقيقة اخشى بان اتلقى مكالمة هاتفية عن كارثة اخرى حصلت مع احد اطفال القرية، وخاصة في ظل المسافات الطويلة التي يقطعونها الأطفال بشكل يومي ومن طرق وعرية منتشرة فيها الكلاب ليصلوا للمكان الذي تقلهم الحافلات حتى المدارس، مع العلم ان هذه الحافلات تنقل اطفال اكثر من العدد المسموح الذي ينص عليه القانون، وهذا ما يزيد من الخطر، وفي الأيام الماطرة اطفالنا لا يستطيعون التوجه لمدارسهم بسبب المياه التي تغرق كل الأتجاهات، لذلك يبقون في بيوتهم بدون اي بدائل، والادهى من هذا الأمر انه احد يحرك ساكنا من الوزارات المسؤولة، وكانه لا قيمة للسكان البدو في النقب".



وواصل حديثه قائلا: "نعاني من حياة قاسية ومؤلمة بلا شوارع ولا مدارس ولا مراكز طبية ولا بنية تحتية، حتى ان بيوتنا السكنية غير مريحة، فهي تسرب مياه وفيها رطوبة عالية، وهذه الاوضاع وضعت عراقيل امام عدد كبير من السكان للبحث عن عمل خوفا من حصول حوادث طارئة، ففي حال حدوث اي خطر فلن نجد من يقدم لنا المساعدة في الوقت المحدد، لذلك اصبحنا حراس على بيوتنا على حساب مستقبلنا ومستقبل عائلاتنا، حتى ان الشرطة التي تدعي بانها تحافظ على القانون تكاد تكون معدومة في قرانا، فهي على علم بما يجري مع طلاب وطالبات المدارس والخطورة على حياتهم لكنها تتجاهل ما يحصل، ونراها فقط عند حصول كارثة ومن ثم تختفي اثارها". 

إشتفت لطفلتي
يسرى ابو جودة والدة الطفلة المرحومة مريم تحدثت وهي تبكي ألمًا وقالت:" لا استطيع استيعاب فقدان طفلتي الغالية التي خطفت من بين ايدينا، ومن الصعب وصف الشعور والظروف التي نمر بها بعد هذا الحادث المؤلم، فقلبي يكاد يتقطع عندما ارى اطفالي يسألونني عن شقيقتهم مريم. الحدث ليس حدثا بسيطا. في كل لحظة اتمنى ان احظن طفلتي لأقبلها بالقبلات التي ماتت معها، فانا مشتاقة اليها كثيرا، فهي ستبقى محفورة في قلبي وذاكرتي وبيتنا وفي كل زاوية تواجدت بها". ثم قالت:" ما اتمناه هو توفير سفريات ملائمة لاطفال المدارس حتى يذهبوا لمقاعد الدراسة بسلام وامان كذلك الأمر لدى ايابهم. لا يعقل ان نبقى في مثل هذه الظروف الخطيرة، والجهات المسؤولة تنظر الينا باستهتار وبدون اي مسؤولية، واذا بقيت الأحوال كما هي فان الكوارث ستستمر".

فتى من إحدى القرى غير المعترف بها في النقب، قال: "لقد سئمنا من هذه الاوضاع المزرية، فكل الوقت نسمع وعودات كاذبة حول تطوير النقب، فحتى متى سنبقى مع هذه المعاناه القاسية التي باتت تقلقنا جميعا، فمع الأسف بدلا من ان تساهم الحكومة بتوفير النواقص تسعى لهدم البيوت التي هي مأوى لنا وتشرد عائلاتها. من هنا اناشد المجتمع البدوي بعدم الخدمة في صفوف الجيش الأسرائيلي لانه في نهاية المطاف لن نتلقى اي خدمات بل ستلقى مطالبنا في الحاويات".
واضاف: "انا شخصيا اصبت منذ صغري بحادث دهس خطير وما زالت هنالك اثار على جسمي. هذه الحوادث نراها بشكل يومي، والجميع يعلم بها، لكن بكل اسف الأستهتار والأهمال بتوفير الخدمات غير مطروحة على الساحة".

كأننا في السجون
فتيان آخرين وجدناهم يلعبون بدرجاتهم الهوائية في الشوارع، حيث قالوا: "لا مكان لدينا للعب فيه سوى في الشوارع. نحن نعلم الخطر الذي يمكن ان نتعرض له، لكن في نفس الوقت لا نستطيع البقاء في بيوتنا وكاننا في السجون".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.78
GBP
241743.38
BTC
0.53
CNY