قصيدة رثاء للمرحوم رفيق سبيعي ( فنان الشعب )
بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاته

أبو صيَّاح
أيُّها آلفارسُ وقَد ترجَّلتَ كَبا حِصانُكَ وآلأرواحُ تُعذَّبُ
فارَقتَنا وأنتَ بعِزِّ آلعطاءِ وما زِلتَ للفَنِّ سَغِبُ
غِناؤُكَ بَردٌ على آلأكبادِ وحديثُكَ آلحُلوُ عَسَلٌ ورُطَبُ
أثرَيتَ آلتِّلفازَ وأغنَيتَ آلمسرحَ وكَم نهَلَ مِن نَبعِكَ آلأدبُ
كَلَّلَ بهاءَكَ أدَبٌ وفَنٌّ كما زيَّنَ آلدَّواليَ آلعِنَبُ
مواويلُكَ مُميَّزةٌ وصَوتُكَ دافِىءٌ عَشِقَتكَ فشَنَّفَت آذانَها آلعَرَبُ
ناورَكَ غوَّارُ ونَصَبَ شبكاً لوَّحتَ بعُكَّازِكَ حتَّى كادَ يَنعَطِبُ
ولَو غضِبتَ غَدَوتَ بُركاناً تنتفِضُ آلفرائصُ ويَرقُصُ آلشَّنَبُ
كُنتَ رصيناً وما إهتزَّ لكَ جِفنٌ وما أغرَتكَ آلمقالاتُ وآلخُطَبُ
كَم سَمِعناكَ مثلَ زِريابٍ تُغرِّدُ تُقرَعُ آلآذانُ ويصدَحُ آلطرَبُ
بادلتَكَ آلشآمُ آلحُبَّ بآلحُبِّ وكَم دغدغَكَ بعِشقِها آلصَّببُ
أنتَ آلرَّفيقُ وآلرَّفيقُ يلتزِمُ وذهَبٌ خالِصٌ باهَت بهِ آلعُلَبُ
عَشِقتَ آلبشرَ وآلشجَر وآلحجرَ فهَل عِشقكَ لبلادِ آلشآمِ عَجَبُ ؟
لا وآلله وبآلقسَمِ آلصَّادقِ قَد كرمتَ كما تكرَمُ آلسُّحُبُ
سَتَزدانُ بيضُ آلقراطيسِ بمَجدِكَ وتقُصُّ سيرَتَكَ آلكريمةَ آلكُتُبُ
وستلمَعُ بِسَردِ مزاياكَ آلكواكِبُ وتُخبِّرُ بها بلَمحِ آلبُروقِ آلشُّهُبُ
ما مُتَّ قبلَ أن تطمئنَّ ورأيتَ كيفَ غَدَت حُرَّةٌ حلَبُ
لو طَللتَ من نَعشِكَ آلطاهِرِ كُنتَ رأيتَ كُلَّ آلنَّاسِ تنتحِبُ
كَيفَ لا وأنتَ طَودٌ شامِخٌ ولأنَّكَ آلزَّعيمُ آلقَرمُ وآلقُطبُ
إختالَ على جسَدِكَ سِروالٌ وزنارُ وتباهَت بحُلَلِكَ الأزرارُ وآلقُطَبُ
أسِفنا على فُراقِكَ أيُّها آلهَرَمُ صَمَدتَ وما نالَت منكَ آلرُّكَبُ

الأستاذ طلال غانم - المغار

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net