الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 12:02

صفعتُ قدراً - بقلم: روى حلاق


نُشر: 15/08/08 07:22

 بعد تقمصي عدة شخصيات وهمية ،قررت التغيير،قررت أن أصفع قدري وأقطع أوصاله المسممة،فتساءلت:"لماذا؟"...
بعد صمت وشرود دام ثلاثة وأربعين قرناً أجبت نفسي بنفسي وأنا تائهة،لا أعرف الإجابة، قلتُ في نفسي:" في كل قناع هنالك شيء من الوهم وشيء من الحقيقة، وكل قلب ينقسم إلى قسمين ،الأول أبيض والآخر أسود وكل تفاحة نأكلها فيها تكمن الملذة والخطيئة معا.
صرخت بأعلى صوت صامت "من أنت؟" وكيف جعلت لحمي رماداً قاسياً وكيف جعلت قلبي حجراً ليناً وكيف جعلت مائي فراتاً أحمر"؟
بكيت بدون دموع وفي عينيّ ألاف الأشواك ووردة واحدة لم أعثر. بدأت الهزيمة تتجلى في أعماقي دون توقف ونبض قلبي يتسارع.  وإذا به يدخل في صراعه ومباراته الخاسرة مع الزمن، أخذ دمي بالسريان بسرعة جنونية وكأن هنالك شيئا يسحبهُ.
ها أنا في أوج انكساري وهزيمتي، فتحت عينيّ ونظرتُ إلى النافذة،  وبعد تحديق طويل تساءلت: "لماذا؟" لم استطع الإجابة لأن شللي قد ذبحني وارسلني في جحيم لا اجد بهِ احد سواي ،فشعرتُ بدوار وأغمي عليّ ،بعد تسع وعشرين سنة استيقظتُ وصرختُ صرخة صامتة ومكبوتة الصوت وكادت النجوى تقتلني...
بعد مرور عدة أيام  وضعتُ عصبة على عينيّ كي لا أرى النور. سرتُ نحو الباب وفتحتُهُ بقوة. كُنتُ أحملُ خنجراً مطعونا ومسموما بالغدر. جلستُ القرفصاء وتناولتُ حجراً من على الثرى وطعنتُهُ بخنجرِ الغدرِ. تفاجأتُ من شيء ما يسيلُ من الحجر،فقتلني شغفي لمعرفة "ما هو؟"،فرفعتُ العصبة من على عينيّ وإذ بي أراه يسيلُ زيتاً ،فأغمي عليّ أربعة عشر سنة وبعد استيقاظي وجدتُ الحجر جثة هامدة ،مرّت عدة أيام على سكينتي  وأجهشتُ بالبكاء ثم جادت السماء بدمائها ،بعدها صرختُ وأنا أصارع شكي بيقيني: "أريد حريـّــــــة".
كانت هذه صرخة حقيقيّة، عالية ومدوّية وقد تلاشت بها النجوى واختفى الخوف.
اهتزت أضلعي واهتز كياني واحترقت بنار شكّي ويقيني وصفعتُ قدراً أحمق .
 أخذت استنشق هواءاً نقياً ,هدأت وابتسمتُ ابتسامة ساخرة وقلتُ بصوت عالٍ "لقد صفعتُ قدراً ليس بالقدر". 

مقالات متعلقة