الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 06:02

لبنان في الـ 2017/ بقلم: ميشيل تويني

كل العرب
نُشر: 28/12/16 08:18,  حُتلن: 08:20

ميشيل تويني:

المطلوب الكثير سنة ٢٠١٧ لأن الشعب اللبناني عاش نكبات ونكسات ومصاعب كثيرة ومتلاحقة

المطلوب أيضا قانون جديد للانتخابات النيابية التي ستجرى سنة ٢٠١٧. ولا حاجة الى التأكيد تكراراً أن قانون الـ٦٠ مرفوض

 في عيد رأس السنة الجديدة، ماذا يمكن اللبنانيين أن يتمنوا ويطلبوا؟
أولاً، خطة اقتصادية ناهضة وشاملة، لأن الجميع باتوا يعلمون ويدركون أننا نمر في أسوأ الأحوال الاقتصادية. ولهذا فإن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نفذ خطة مع المصارف لتحسين الوضع، لكن هذا لن يمنع استمرار خطورة الوضع الاقتصادي المرتبط بالخارج والداخل.
المطلوب خطة جدية من الحكومة الجديدة تشمل كل القطاعات. فالصناعة اللبنانية في أوج أزمتها، والقطاع العقاري جامد والكثير من المؤسسات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة في خطر، والقطاع السياحي تراجع، ولو انه يبقى أفضل من غيره.
فأول أمنية هي رؤية واضحة اقتصادية للسنة الجديدة.

والمطلوب أيضا قانون جديد للانتخابات النيابية التي ستجرى سنة ٢٠١٧. ولا حاجة الى التأكيد تكراراً أن قانون الـ٦٠ مرفوض، وتأجيل الانتخابات مرفوض أيضاً، والمطلوب الى جانب القانون ورشة لمكافحة الفساد في الحملات الانتخابية وفي التوعية قبل الانتخابات، والتركيز على دور المرأة، وخصوصاً تصويت المغتربين، وكل هذه الأمور يجب ان تدخل في الورشة الإصلاحية للانتخابات النيابية.

المطلوب الكثير سنة ٢٠١٧ لأن الشعب اللبناني عاش نكبات ونكسات ومصاعب كثيرة ومتلاحقة. ومع اقتراب نهايات هذه السنة، برز أمل معقول بعد إعادة أبسط حقوقنا، هو ان يكون لدينا رئيس للجمهورية وحكومة منتجة غير معطلة.
في الـ ٢٠١٧ تحديات كثيرة، لأن من تحمّل في الـ ٢٠١٥ والـ ٢٠١٦ ربما لن يتحمل أكثر سنة ٢٠١٧، والأكيد أنه إذا توافرت إرادة سياسية فالاقتصاد سيلحق بالمناخ السياسي المستقر ومسار الانفراج ولو في شكل متدرج.
هذه بعض آمالنا للسنة الجديدة في الـ ٢٠١٧، ولو ان طموحاتنا كانت تتجاوز هذه الآمال الى تطلعات مواكبة أكثر للعصر. لكن في منطقة يقتل فيها أولاد حلب في سوريا دون رحمة، وفي منطقة يموت فيها الأقباط ويستشهدون في مصر لأنهم يصلّون في كنيسة، وفي شرق تركيا وروسيا يحاولون السيطرة، والولايات المتحدة تلهب كل الشرق وتريح اسرائيل... في هذا الشرق المستهدف، المكسور والمجروح، في هذا الشرق المستهدف أمنياً واقتصادياً وإنسانياً من أجل مصالح وحروب انتقلت من باردة في أوروبا الى ساخنة في الشرق... في هذا الشرق لا يمكن ان نتمنى للبنان سوى الحياد والنأي بالنفس وتجنب الصراعات الخارجية ونيرانها ومصالحها، وأن يوقفوا من أدخلهم الزعماء الى لبنان في حسابات الآخرين، والتمني ان ندرك خطورة الوضع وأننا تحملنا الكثير، فحان الوقت لان نفكر في لبنان واللبنانيين اولا من دون ان ننسى ونتضامن مع جروح ودماء الشرق المستهدف أكثر وأكثر.

نقلا عن النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة