الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:02

حكاية أمة/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 25/12/16 09:02,  حُتلن: 13:43

حكاية أمة
هذا زمنٌ
يحتار به الحكماءْ..
الغابة تحتَّل الشارعَ
في قلب مدينةْ..
السيف يعود
لجز رؤوس يانعةٍ
بين صفوف الشرفاء..
تغزو الصحراءُ
حقولَ القمحِ
وتسلب خبز الفقراء..
زحف الجند
من الزمن السالفِ
وانبعثوا من أغوار الصحراء.
شنقوا التمثالَ
وباعوا النُصُب التذكاريةْ..
هدموا أعمدةً كانت لعصورٍ
فخر الهندسة المعماريةْ..
في المقهى الخاوي شيخٌ
يبكي ما حل بأثار حضاراتٍ
شمخت كتراثٍ للبشريةْ
قاعات الأعراس حزينةْ..
تتوارى الأشباحُ
وراء الجدرانِ
وتقتنص الشرطة والعسكرْ..
تأتي ألسِنَةُ النارِ
على الجبل الأخضرْ..
الجاهل صار فقيهاً
والعمل الصالح صار المنكرْ.
تنطلق النارُ
من الداخل والخارجْ..
والشعب وقودٌ للأطماعْ.
والجهل يقود رعاع القوم
إلى أسفل قاعْ
ما زال أميراً من نُصِّب
كي يخدم حاميه المستعمرْ.
سقط الفلاح على المِعْوَلْ..
وكروم العنب الأخضر والأحمرْ
صارت ساحاتٍ
للأعيرة العنقوديةْ
شاهدتُ امرأةً يمنيةْ..
سقط السقف
على فنجان الشايِ
فهامت في البريةْ..
من خلف البحر
تجيء هتافاتْ..
تعلن عن عمق صداقتها
وتضامنها مع طلاب الحريةْ..
ثم تُواصلُ
شحن الأسلحة الفتاكةْ.
شاهدتُ الطفلَ
وقد ردَّ البحرُ رفاتهْ..
شاهدتُ الطفلةَ
حين انبترت يدها بشظيةْ.
***
الثروات هي الهدف الأولُ
والباقي محض كلامْ..
قبل عقود زرعوا في تربتنا
كل بذور الفتنةْ
وانسحبوا ليظل الوكلاءْ..
حرَّاسا للثرواتْ..
ونواطيرا لجسورٍ وممراتْ..
لم يرِث الشعبُ سوى
بطشٍ وكلام نفاقْ
وفتاوى قدَّست الموتَ
ولم تنصف حتى الأمواتْ
قالوا: الناسُ سواسيةٌ
في الموت.. ولكن
إن عاشوا ظلوا طبقاتْ..
صار الخرِّيج بلا عملٍ
وشؤون الأمة لا تحكم
إلا بالصفقاتْ
***
شاهدتُ امرأةً حضريةْ
سقط السقفُ
على فنجان الشايِ
فباتت في البريةْ..
الثوار الوكلاءُ
أقاموا في الفندقِ
أو في بثِّ فضائيةْ..
وتحالف بعضٌ منهم
مع شر بليَّةْ..
الشعب وقود الأطماعْ
تجار الموت انتعشوا..
والناس جياعْ..
سقطت أقنعة المنتفعينَ
من التدميرِ قناعاً
في إثر قناعْ..
الحرب على الإرهاب
انكشفت كل مراميها
تحت الضوء الكاشفْ
وتعرت كوقود يذكي نارا
بين ديانات وطوائفْ..
هتفت امرأةٌ حلبيةْ:
في القصةِ فصلٌ
حول مصيرٍ وهويةْ..
الذلُّ سمادٌ
للمنكر والفحشاءْ..
النهضةُ تولد
من رحم هويةْ..
والأخلاق غصونٌ تنمو
من جذع كرامةْ..
في القصة فصلٌ
سيقرر مستقبل أمةْ..
هذا الفصل سيكتبُ
بالنور المتشعشع
من آثار منارات أمويَّةْ..
والوهج المتسلقُ من أركان
بيوت العلم البغداديةْ..
هذي القصة تكتب
باللغة العربيةْ..
وسيقرأها أحفادٌ عربٌ
باللغة العربية.

نيويورك
25/12/2016

مقالات متعلقة