الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 06:02

الدعم الأميركي للجيش بين إدارتين/ بقلم: روزانا بومنصف

كل العرب
نُشر: 17/12/16 14:42,  حُتلن: 08:35

روزانا بومنصف:

ينقل زوار مرجع عسكري عدم قلقه لهذه الجهة اذ ان ما عبرت عنه باترسون لجهة موقف ادارتها الحالية لا يعني انها لا تقدم تقارير يستفيد منها من يخلفها في منصبها

ثمة علاقة ثقة اميركية مع الجيش اللبناني لعلها اتخذت بعدا اكبر في ضوء هذه الملفات مع القيادة الحالية للجيش بعد 8 سنوات وخمسة اشهر للعماد قهوجي 

مع الزيارة التي قامت بها مساعدة وزير الخارجية الاميركي ان باترسون للبنان في الايام الماضية برزت الى الواجهة تساؤلات اولا في ما يتصل بمؤشرات قلق لدى الولايات المتحدة في ضوء المتغيرات السياسية اللبنانية وثانيا عن مسار علاقات أميركية لبنانية في ظل ادارتين جديدتين : احداهما في الولايات المتحدة في انتظار تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهماته في ٢٠ كانون الثاني المقبل والأخرى في بيروت مع انتخاب العماد ميشال عون رئيسا الجمهورية في ظل علامات استفهام كانت مطروحة عن تأثير تحالفه مع "حزب الله" على الواقع السياسي في لبنان بدءا من اثر ذلك على الجيش اللبناني. ففي الأحوال العادية يهتم الأميركيون كما الدول الغربية خصوصا تلك التي تزود الجيش اللبناني الاسلحة والعتاد اللذين يحتاجهما هذا الاخير بالتسلسل القيادي في مؤسسة الجيش انطلاقا من وزير الدفاع وصولا الى قائد الجيش على الاقل وربما اكثر. فهذه تساؤلات ليس خافيا انها ارتسمت فورا مع الإعلان عن تسوية سياسية تأتي بالعماد ميشال عون رئيسا على غرار ما تطرح وتثار لدى تغيير العهود والادارات.

ولعل هذا كان اول ما وصل الى رئيس الجمهورية لدى انتخابه على رغم معرفته الأكيدة به لكن التذكير والتنبيه يشكلان عاملا مهما في هذا السياق. وهناك من قلل من اهمية زيارة باترسون على اساس انها زيارة مسؤولة ديبلوماسية في ادارة راحلة وهناك ادارة جديدة ترسم طريقها خصوصا ان باترسون لم تحمل سوى تأكيدات مواقف الادارة الاميركية الحالية ازاء الاستمرار في دعم لبنان ومؤسساته وجيشه وضرورة المحافظة عليهما خصوصا انها التقت الى جانب السياسيين قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحتل اللقاء معه من المسؤولين الاميركيين اولوية لدى اي زيارة لهم الى لبنان على ضوء ملفات مهمة في عهدته تتصل بالارهاب ولا تنتهي بمراقبة الحدود وموضوع اللاجئين الذين يشكلون هاجسا كبيرا للبنان . وثمة علاقة ثقة اميركية مع الجيش اللبناني لعلها اتخذت بعدا اكبر في ضوء هذه الملفات مع القيادة الحالية للجيش بعد 8 سنوات وخمسة اشهر للعماد قهوجي في هذا المنصب تسمح بالاعتقاد بانه لن يتم التفريط بها في اي من الاتجاهين.

لكن السؤال هو هل ثمة قلق اميركي من المتغيرات السياسية اللبنانية خصوصا ان التعيينات في المناصب العليا الاميركية المقبلة تتخذ موقفا حادا من ايران وامتدادها في المنطقة كما ان الكونغرس الاميركي الذي غدا بغالبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ يمكن ان يثير أسئلة اكثر عن المساعدات للجيش اللبناني مع تصاعد دور "حزب الله" وعلى اثر تسجيله مكسبا للنظام السوري باستعادة حلب جنبا الى جنب مع روسيا وإيران ؟

ينقل زوار مرجع عسكري عدم قلقه لهذه الجهة اذ ان ما عبرت عنه باترسون لجهة موقف ادارتها الحالية لا يعني انها لا تقدم تقارير يستفيد منها من يخلفها في منصبها او الإدارات المختلفة علما ان وزير الدفاع في الادارة الاميركية الجديدة جيمس ماتيس سبق ان زار لبنان حين كان قائدا للقوات الاميركية كما يعرف قيادة الجيش في لبنان جيدا ويدرك اهمية مساعدة لبنان وجيشه . من هذه الزاوية لا يتوقع المرجع العسكري المعني اي تعديل في برنامج المساعدات الذي تقدمه الولايات المتحدة للبنان وهو يسير وفق ما هو متفق عليه خصوصا ان قيادة الجيش تسلمت بالامس طائرة "سيسنا" يمكن ان تحمل صواريخ وتطلقها وينتظر ان يعلن عنها رسميا بعد غد الاثنين في 19 الجاري في حين ان طائرات "سوبر توكانو" لا تزال منتظرة بعد منتصف السنة المقبلة كما ان المساعدات للجيش من معدات وذخائر تصل في شكل مستمر. ولا يعتقد المرجع العسكري بان لدى لبنان اي مصلحة في ان تتوقف المساعدات الاميركية للجيش ما يحمل الزائر على الاعتقاد ان اي امر يمكن ان يقلق الولايات المتحدة ستتم محاذرة السير فيه كما ان ليس من مصلحة الولايات المتحدة التخلي او الابتعاد عن دعم لبنان ولو ان الادارة الجديدة ليست واضحة معالم سياستها بعد لكن يغلب الاقتناع بأن الادارة الجديدة ستحافظ على دعم مماثل للبنان انطلاقا مما أعلن حتى الان من مواقف لكبار مسؤوليها عن الإرادة في محاربة الارهاب وكذلك الامر بالنسبة الى تسلم ماتيس وزارة الدفاع الاميركية في ظل معرفته بلبنان وحاجة الجيش الى التصدي للارهاب في هذه المرحلة الدقيقة.
ومع ان زوار المرجع العسكري ينقلون عنه عدم اعتقاده بان التطورات الاخيرة في حلب يمكن ان تنعكس مباشرة على لبنان خصوصا انها بعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية فان الخطر قد يزداد فيما لو اعاد تنظيم الدولة الاسلامية سيطرته على تدمر او واصل تقدمه في اتجاه حماه او حُمص وهو الامر الذي يدفع الى استمرار مراقبة الوضع في سوريا غير الآيل الى نهاية قريبة للحرب فيها على رغم تمكن النظام من اعادة حلب الى سيطرته. اذ ان الخطر انطلاقا من هذه المناطق السورية هو نتيجة قربها الشديد من المناطق الشمالية في لبنان على رغم استبعاد تمدد الارهابيين اليه. لكن الحذر واجب في ظل تحوط قيادة الجيش لكل الحسابات خصوصا ان الحادث الاخير في الضنية اظهر استمرار الاستعداد لدى خلايا ارهابية لاستهداف الجيش حيث استطاع حتى لو كانت خلايا غير منظمة وفق ما بدا من الخلية الاخيرة التي استهدفت الجيش في الضنية لكن الجيش يقوم بحملات استباقية على المخيمات درءا لاي احتمال وفق ما برز اخيرا في شكل خاص.

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة