الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 03:02

قانون الأذان ويا فرحة ما تمت – فماذا نعمل؟/ بقلم: د. منصور عباس

كل العرب
نُشر: 19/11/16 08:43,  حُتلن: 11:55

منصور عباس في مقاله:

ما تتذرع به الحكومة لا يستند الى اسباب موضوعية حقيقية غير نواياها العنصرية والفاشية بسلبنا حقوقنا القومية والدينية والمدنية

قانون الأذان يرتبط بسياسات احتلالية وفاشية وعنصرية، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتهويد القدس وفضائها العربي -الاسلامي والمسيحي

كما يبدو فإن قانون منع الأذان سيعرض على الحكومة يوم الأحد القادم، تمهيدا لعرضه على الكنيست يوم الاربعاء، قيل في الاعلام العبري إن يائير ابن نتنياهو يضغط على والده لإسكات صوت الأذان القادم من مآذن جسر الزرقاء.

طبعا هذه الترهات والسخافات لن تنطلي علينا، فقانون الأذان يرتبط بسياسات احتلالية وفاشية وعنصرية، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتهويد القدس وفضائها العربي -الاسلامي والمسيحي- وهو رد فعل مباشر وفوري لقرار منظمة اليونسكو بخصوص اسلامية المسجد الأقصى وحائط البراق.

أمّا في الداخل الفلسطيني فلا تختلف الأهداف الاستراتيجية والسياسات العنصرية لهذه الحكومة، ولكنها تتلفع بحجج حول الضوضاء والازعاج، وهنا لا اكشف سرا إن قلت إن الأئمة والمؤذنين في بلادنا يتعاملون بإيجابية وواقعية مع أي توجهات اليهم، تنطلق من احترام للشعائر الاسلامية وحقهم في القيام بواجباتهم الدينية من جهة، وتراعي ظروف الناس وخصوصياتهم. ولذلك فإن ما تتذرع به الحكومة لا يستند الى اسباب موضوعية حقيقية غير نواياها العنصرية والفاشية بسلبنا حقوقنا القومية والدينية والمدنية.

لن يثني حكومة نتنياهو اليمينية عن اهدافها الا موقف عربي وحدوي يرتكز الى رؤية واضحة وشاملة للواقع وتحدياته، ورؤية استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات التي تفرضها الحكومة، وذلك من خلال عمل وحدوي منسق ومنسجم بين الأطر القيادية الفاعلة كلجنة المتابعة والقائمة المشتركة ولجنة الرؤساء كهيئة وحدوية، وايضا الرؤساء أنفسهم، هذا فضلا عن القوى الاجتماعية والأهلية الفاعلة والشخصيات المؤثرة، بل كل فرد في موقعه ودائرة تأثيره.

إنّ التعامل مع قانون منع الأذان برؤية شمولية واسعة للمشهد السياسي المركب محليا واقليميا، سيسمح بتقدير اصوب للموقف ولمتطلبات مواجهته. فاذا اكتفينا بالجهود الفردية المبعثرة وأحيانا المتشاكسة لأعضاء القائمة المشتركة من أجل تأجل التصويت بالقراءة التمهيدية يوم الأربعاء، فإننا نحتاج إلى جهد جماعي وقيادة وحدوية منسجمة ومتناغمة، كي نستطيع مواجهة الحكومة بأسرها في مواجهة سياساتها العنصرية.

نحتاج الى قيادة وحدوية تنكر الذات وتتجاهل الرغبة في الانجاز الشخصي، وتصبو الى تحقيق الانجازات الجماعية المتمثلة في تغيير مجريات الامور ومواجهة السياسات العنصرية الاحتلالية للحكومة.

إن جمهورنا العربي وإن صفق للجهود الفردية وسعد بإنجازات شخصية هنا وهناك، فهو ينتظر سلوكا جماعيا وحدويا منسقا ومتناغما، يجسد ارادة الشعب وجوهر المطلب الجماهيري بتشكيل القائمة المشتركة وبناء لجنة المتابعة وتطوير أداء لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية.

ما لم نتحول من رد الفعل الى الفعل، ونخرج من حالة الاستنزاف الدائم لقوانا وافكارنا وبرامجنا، وما لم تتغير ثقافتنا الفصائلية والشخصانية، العفوية والارتجالية، الى ثقافة العمل المؤسسي الجماعي المنظم، المرتكز الى رؤية شاملة وخطط استراتيجية وبرامج حقيقية مع اولويات واضحة، لن نتمكن من مواجهة سياسات واستراتيجيات تقف خلفها مؤسسات حكومية ومراكز بحثية بكل امكاناتها المادية والفكرية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة