الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 13:01

تلك التربة/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 13/11/16 17:16,  حُتلن: 08:08

كيف تحب ملاكاً لم تره
إلا في الأحلام الورديَّةْ..
كيف تشمُّ أريجَ الوردةِ
وهي وراء سياجِ
الأشواق الأبديّةْ؟
كيف تُعانق روحُك روحاً
عن بعدٍ..
وهي وراء تضاريس الدرب
المجهولة والعاديّة؟
لا تسألْني عن معجزةٍ..
تلك التربةَ
تُنبِت سنبلةً لنبيٍّ..
وتعطِّرُ منديلَ ملاكٍ
من عرَق الفلاحِ
ومن نرجسةٍ بلدية.
***
تلك التربةَ أمٌ
وضعت بين يديها باطيةً
عجنت فيها خبزاً للدنيا..
وطهت فيها وصفاتٍ
لحضاراتٍ أممية..
تلك التربةَ
أذكت نارا في موقدها
كي ينبلج النور على
أسمى صفحاتٍ
لرسالاتٍ نبويّةْ..
تلك التربةَ
ثارت وانتفضت
واغتسلت بدماء بنيها
كي تدحرَ غزواتٍ دمويةْ..
تلك التربةَ
أنبتت التينة والزيتونةَ
وازدانت بالأزهار القدسيةْ..
تلك التربةَ
تحتضن الناسَ
وكل ثقافات الأرضِ
وتكتب بالعربيةْ..
***
تتطلع عيناي إلى عينينْ.
فأرى بين الأرزة والأرزةِ
قُبَّرةً وقطاتَيْن..
وأرى ماء النهر الصافي
ينساب على مهلٍ
لا يشغله من أين أتى..
أو سيقودُ الدربُ إلى أينْ..
وأراها تجمع أزهارا
وتراقب بضع فراشاتٍ
تتعدد فيها الألوانُ
فيغدو اللونُ الواحدُ لونينْ..
وأرى في عينيها
نهرا ميساناً وشِراعين.
وأرى في عينيها
كل جمال الأرض الخصبةِ
بين النهرينْ..
***
تتطلع عيناي إلى عينينْ..
وأراها تروي أزهارا
من ماء العينْ.
سيان لدي إذا سرتُ
إلى أرض الوردِ
على ريحٍ أو قدمينْ
يسعدني أن أصل القمةَ
فوق الجرمقْ.
يسعدني من فوق القمةِ
مرأى البحر الأزرقْ..
لكني إن لم أصل القمةَ
لن أحزنَ أو أقلقْ..
فالجوهرُ لا يكمن في القمةِ
بل في أن أتسلقْ..

نيويورك 13/11/2016

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة