وليد طه في رسالته إلى محمد بركة :

أتمنى لك ولزملائك وشركائك السداد والرشاد في جهودكم المبذولة لإنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني واعادة روح التسامح والحياة السياسية التي يحكمها القانون بينهم

أسجل امتعاضي للأسلوب الفكري الفئوي الضيق الذي أخترتَ فيه الرد على المنشور (الملصق) الذي يدعو إلى الحشمة وعدم التبرج، وعدم اظهار الزينة المفرطة خلال المسيرة

بالله عليكَ يا أبا السعيد، ما الذي ازعجك في هذا الملصق بالتحديد؟ ولماذا وجدتَ نفسكَ مضطراً لنشره على صفحتك والتحريض على فحواهُ كما لو أنه كان يدعو للفرقة والاقتتال؟
 
ألا يحق للإسلاميين التعبير عن معتقداتهم وعن ما يأمرهم به دينهم تماماً كما يحق لغيرهم التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم؟

حرية الرأي والمعتقد يا أبا السعيد تسمح للجميع، نعم للجميع، بقول ونشر ما يعتقدونه صوابًا، من دون أن يتعرضوا للأرهاب اللفظي أو النفسي أو الاعلامي من اي طرفٍ كان

كان حريٌ بك يا محمد بركة، وقد كنتَ تتهيأ لصعود منصات الشرف في كفرقاسم، أن لا تكونَ شريكاً في التحريض على من مارس حقه بنشر ملصقٍ يدعو من غير فرضٍ ولا اكراه إلى الحشمة وعدم التبرج وإلى احترام هيبة وقدسية دماء الشهداء من خلال الظهور بهيئةٍ تليق بذكراهم

السيد محمد بركة "أبا السعيد"، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، تحية طيبة مباركة وبعد، بدايةً أشكر لك جهودك على كافة المستويات في خدمة الجماهير العربية، رئيساً للجنة المتابعة، وأتمنى لك ولزملائك وشركائك السداد والرشاد في جهودكم المبذولة لإنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني واعادة روح التسامح والحياة السياسية التي يحكمها القانون بينهم.

اخترتُ هذه المقدمة (التحرك لإنهاء الإنقسام) لأسجل أمامك وأمام كل من يقرأ هذه الرسالة، امتعاضي وامتعاض الآلاف من الجماهير العربية في البلاد عموماً وفي كفرقاسم على وجه الخصوص، للأسلوب الفكري الفئوي الضيق الذي أخترتَ فيه الرد على المنشور (الملصق) الذي يدعو إلى الحشمة وعدم التبرج، وعدم اظهار الزينة المفرطة خلال المسيرة، والظهور بهيئة تليق بدماء الشهداء ومشاعر ذويهم، الأمر الذي ينسجم انسجاماً كاملاً مع التعليمات التي نشرتها اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لأهالي كفرقاسم، بما يتناسب مع طبيعة وقدسية هذه الذكرى ومع أخلاقنا وتعاليم ديننا الحنيف.

بالله عليكَ يا أبا السعيد، ما الذي ازعجك في هذا الملصق بالتحديد؟ ولماذا وجدتَ نفسكَ مضطراً لنشره على صفحتك والتحريض على فحواهُ كما لو أنه كان يدعو للفرقة والاقتتال؟ وهل ما قُمتَ به ينسجم مع كونك رئيساً للجنة المتابعة للجماهير العربية - كل الجماهير العربية - التي تُمثل كل مركبات مجتمعنا العربي وفكرهم بما فيهم الإسلاميين؟

ألا يحق للإسلاميين التعبير عن معتقداتهم وعن ما يأمرهم به دينهم تماماً كما يحق لغيرهم التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم؟

حرية الرأي والمعتقد يا أبا السعيد تسمح للجميع، نعم للجميع، بقول ونشر ما يعتقدونه صوابًا، من دون أن يتعرضوا للأرهاب اللفظي أو النفسي أو الاعلامي من اي طرفٍ كان.

كفرقاسم كما تعرفونها، رحبت وفتحت ذراعيها لكل المشاركين والمشاركات من دون استثناء، وهي بكرمها وبحسن ضيافتها لم تقمع أحداً، ولم تُطالب أحداً بالتصرف بما يُنافي فكره أو بالتخلي عن أي شيء يُمارسه أو يعتقده!!

كان حريٌ بك يا محمد بركة، وقد كنتَ تتهيأ لصعود منصات الشرف في كفرقاسم، أن لا تكونَ شريكاً في التحريض على من مارس حقه بنشر ملصقٍ يدعو من غير فرضٍ ولا اكراه إلى الحشمة وعدم التبرج وإلى احترام هيبة وقدسية دماء الشهداء من خلال الظهور بهيئةٍ تليق بذكراهم..

دمتَ بخير 

* مدير قسم المعارف في بلدية كفرقاسم وليد طه 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net