الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

مثلث مختلف الأضلاع


نُشر: 25/08/08 11:08

ألجرأة , قوة الشخصية وقلة الأدب
أرى إن الكثير يخلط بين الجرأة وقلة الأدب , قوة الشخصية وقلة الأدب.
ألجرأة : هي الإقدام على الأفعال والأعمال والأقوال الشرفية دون الالتفات إلى نوعها ومنزلتها وقيمة الإحراج المسبب له , عمل وفعل وقول الحق مهما كان .  في حين يبتعد الآخرون عن عمل وفعل وقول هذا الحق  والابتعاد عنه مخافة لومة لائم واتهامهم بالدنيوية وبالتدخل فيما لا يعنيهم عندما يضع تلك الاعتبارات موضع التجاهل وفعل الحق المترتب عليه حتى يأخذ الحق مجراه . وتُعتبر الشهامة أحد فروع الجرأة , عندما تملك القوة المطلوبة لدحر الظلم ونجدة المظلوم وإن لم يطلب المطلوب ذلك وإن لم تكن تملك القوة المطلوبة فمجرد هبوبك لنجدة المظلوم وإن لم تفلح فأنت شهم وقد ملكت الجرأة لتغيّر الظلم , والآخرون وجودهم وجود فرجة .
قوة الشخصية : قوي الشخصية دائما يكون إنسان حق فاحترامي وحسابي له أعظم حساب ناتج عن قناعة نفسية من داخل القلب تظهر تلقائيا , ويظهر احترامي له بشكل طبيعي بدون تكلف , وإنسان الباطل مهما كانت قوته وسلطته لا يدخل في هذا الاعتبار فإن أظهرت له الاحترام شكليا أمامه دون قناعة قلبية وعندما يبتعد عن ناظري أبدأ بالشتم والسب , فهذا لم يظهر احترامي له بشكل تلقائي ظهر بتكلف , بنفاق والعياذ بالله .
فرض الاحترام الواجب على من اعتبر ومن لا يعتبر , بدون بذل أي جهد من  الشخص صاحب الشخصية , والظهور التلقائي للقوة بمجرد تمسك الشخص بمبادئه ومخاطبة ضميره في كل فعل لفعله ووزن كل كلمة يخرجها لسانه وارتباطها بالعدل والحق مع اختلاف الطرق والسبل لتحقيقها والمحافظة عليها وعدم التنازل عنها أو التفكير في التنازل , بما أنك على الحق فلمَ الخوف .  تعتبر الثقة نوع من انواع قوة الشخصية وشرطا من شروطها . فما أفعله مع وجود قناعة نفسية قلبية وعم الاكتراث بعبارات الناس وآرائهم فهي خاصة بهم , فهي لا تهمني لقناعتي بأن ما أفعله هو الحق في اعتقادي ومقدرتي على الإنجاز, قوة الشخصية  تفرض على الغير ما أريده منهم دون أي جهد يبذل فأفعالي ومبادئي تفرض ذلك على الغير ويستجيبون دون إرادة .
قلة الأدب :  عكس الجرأة , وهي الإقدام على الأعمال والأفعال والأقوال القبيحة السيئة وعدم الاكتراث بمشاعر الناس ومن حوله , فمشاعرهم تضرب بعرض الحائط والتجرؤ على قوي الشخصية يعتبر قلة أدب فقوي الشخصية رجل حق والتجرؤ على الحق قلة أدب , عندما يغهم قليل الأدب الخطأ ويعتبر إن ما يفعله هو جرأة منه أو قوة شخصية موجودة فيه , كيف تصبح جرأة وهي تدل على نقص فكري ونقص تربية في الشخص نفسه يمكن أن نطلق عليها تجرؤ على قلة الأدب فالجرأة معنى عام تدل على القوة مع الميل للفعل المحمود , قلة الأدب غالبا إذا لم تكن شرطا دليلا ظاهرا على بيئة الشخص قليل الأدب , فالبيئة القذرة تعرف من الشخص وأعماله وأفعاله وأقواله , البيئة التي نشأ  فيها تضع بصمتها التكوينية على الإنسان منذ نشأته , وعندما نطلق كلمة البيئة التي نشأ فيها فلا يشترط أن تكون البيئة هي البيت , فقد يكون البيت صالحا بكل معنى الكلمة والشخص المنتمي لهذا البيت صاحب خلق سيء وقلة أدب واضحة لوجوده معظم الوقت خارج هذا المنزل الصالح واختلاطه بالطالح فتعتبر البيئة المنتمي إليها هي بيئة الشارع القذرة ويفصل من انتمائه للبيت الصالح  .
الاعتداء على أعراض الناس إما بالنظر واللسان واليد هو أحد أصناف قلة الأدب الرئيسية , والنظر لأعراض الناس بيئة قذرة ينتمي إليها هذا  الشخص وجود مرض في القلب  مريض علاجه بفقأ العين .
الكلام قد يجعل الشخص أن ما يطلقه من أحاديث يدل على قوة شخصيته وجرأته بالكلام وهو لا يعلم إن الخوض بالباطل متلبسا بقوة الشخصية والجرأة يعتبر قلة أدب واضحة .
العنصر الذي بواسطته نستطيع التمييز بين الجرأة وقوة الشخصية وقلة الأدب هو الحق.
الجرأة : بذل الجهد لفعل الحق .
قوة الشخصية : المحافظة على المبادئ الحق .
قلة الأدب : بذل الجهد لفعل الإثم والمحافظة على المبادئ السيئة .
عليكم بالحق والابتعاد عن الظلم .

مقالات متعلقة