الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 17:02

مضى زَمَنُ الأماني/ بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

كل العرب
نُشر: 08/10/16 22:08,  حُتلن: 07:49

للَيلٍ يســتَـفيقُ على شُـــجوني
وعُــمــرٍ يســــــتَـظِـلُّ بــأمــنِــيـاتي
وصبرٍ لا يُطيــقُ الصّبرَ مِثـلي
وعُـــذرٍ يَكتَــســـي ألــــوانَ ذاتي
أبُــثُّ مَـــرارَتي والـــــبَـــثُّ داءٌ
بِعُمــرِ مَــواجِعي يَرمي صِفــاتي
ويُبقيني إلى تَشـــــتاتِ عُــمــري
وهامِــشِ عالَمي يحلـو التِـفاتي
فلا صَــوتي تَــفَـتَّــقَ عن يَـقينٍ
ولا خَطــوي تَــوَلَّــدَ عَن ثَــبــاتِ
ولا جُرحي سَـــقاني بَردَ عُذري
ولا دَمعـي شَــــفيـعـي في لِـداتي
ولا صَمــتي كَســـــاني غيرَ ذُلٍ
دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ
على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي
فـأنكَرَني الــقَـتـيــلُ مَــعَ الجُـنــاةِ
على أفـقي نَثَرتُ رمادَ عُمــري
نُبِذتُ مِنَ التُّـقاةِ، منَ العُـصاةِ
قَرَعتُ الباب بابَ العَطفِ عُذرًا
طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ
دخلتُ ممــالِكَ الأهـــواءِ غَــرًّا
أُطيعُ على الغِـوى قَســرًا غُواتي
أنا الأندى هُـناكَ بُطــونَ راحٍ
ولكني شَـــــــــقـيــتُ بــأُعــطِـيــاتي
هـنـــالِكَ أنكَرَ الغــاوونَ كَفّي
ولم تَـقـبَـل ظِــلالي ذِكرَيـــاتي
بعيدًا عن دموعي عن جِراحي
بعيدًا عن جُذوري عن رُفـاتي
هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي
فَـخالَـفَــني ولم تَـفــزَع قَـــنـاتي
ورُحتُ أُســـــائلُ الأحلامَ عُــذرًا
وأنبِـشُ مَجدَ حطينَ الفَـواتِ
وســــافَــرَ مَدمَعي لـيَرومَ صوتًا
بــأندَلُــسِ المَـلامَــــةِ والــعِــظاتِ
هوى صوتي على أطلالِ مَجدي
وصارَ المَوتُ صوتَ مُـوَشَّـــحاتي
ألا يا ليلُ مَن سَــــيَصونُ كَرمي
وقَد عَطَّلتُ زَحـفَ الصّافِـناتِ
وعُدتُ أســـائِلُ الكُثبانَ عَونًا
على شــــوقي، فأشــــواقي عِـداتي
فعَــزَّ بها على المَطرودِ حِضنًا
مضى زَمَنُ الحِمى، فَخرُ الحُماةِ
بعيدًا عن أصولي صرتُ صوتًا
تَــعَـــرّى في مَــطــاراتِ الشَّـــــتـــاتِ
ألاحِقُ من حَنين الروحِ لــونًا
تَــنــــاهى مِن أنيـــنِ الأمّــــهـــــاتِ
فَــتَنسَــلِخَ الأماني عن صَداها
وتَـنـفَـصِــمَ الــنَــــواةُ عــنِ الـــنَــــواةِ
وتُطفِئَ دَمعَتي أشــــواقَ روحي
فَــما شَــــــــوقي بليلِ الظّاعِـناتِ؟
وما صبري وخطوي صارَ خَصمي
رَماني في سَــــــرابِ البـــارِقــاتِ؟
وما أبـــقى لقلــبي مِــن دَلــيـــلٍ
سِـــــوى وَلَعي بخارِطَةِ انفِـلاتي
فأنزِفُ في بلاطِ الرومِ روحي
ويســـــــكَرُ يزدَجِردٌ من أهــــــاتي
فلا لَوني يُشـــــابهُـــني، وصوتي
نَــعـــاني في الــرّعِــيَّـــةِ والــرُّعـــاةِ
غَــريــبٌ خانَني وعــدي لِـــذاتي
وأســـــقـاني جُـنـــونَ تَــنــاقُـضاتي
ضَلَلتُ؛ أهيمُ عِشقَا في ضَلالي
مُجيري مَن شُكاتي مِن قُضاتي
وغبتُ أرومُ حظًّا في غِـيـابي
فـأغـرَقَــني بِســــــحرِ تَــداعِـــيــاتي
نَـما بي سِــــــرُّ إنســـــاني لأبــقى
أعــيرُ دَمي حُروفي الخالِــداتِ
فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي
ومَــن عَــرّى أنينَ الأغــنِــيــاتِ؟
ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي
ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟
ومن سَـــلَّ المَعاني مِن لِساني
لترتَكِبَ الــزُّحـوفَ تَـخـيُّـــلاتي؟
ومَن بالشِّــــعرِ أغراها نُجومي
ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟
أنــا يـــا ليلُ بتُّ أخافُ مِـني
ومِن خُطَبي، ونجوى وَشوَشاتي
من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي
من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي
من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي
ويكتبُني بســــــفرِ المُــعــجِــزاتِ
من الحَرفِ الذي قَـــد فَـــرَّ مِــنّي
لِــيَــنــذُرَني ذَبيــــحَ الـــتّـــرجَــمــاتِ
من الموتِ الذي قد صارَ لَوني
ومُــتَّــهِــــمي بِـسَــــــــعــيي للـــنَّـــجاةِ
أنــا يــا ليــلُ مَن فارَقتُ ظِــلّــي
لأســــكُنَ في سَــــرابِ الغــابِراتِ
هَوتْ قُدسي وكنتُ أرومُ عُذرًا
على عُذرِ السّـــيـوفِ المُغمَداتِ
بكت شــامي فَرُحتُ أريدُ سَـــترًا
لِـــشَـــــــكواهــــا بِــأوكارِ ا لــــزّنــــاةِ
ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ
ولـكـنّي جُــلِــــــدتُ بِــفَـــيــهَـــقــاتي
أنــا المَصلــوبُ كلٌّ جَزَّ رأســي
ومَــوتي سِــــــرُّ طوفانِ الطُّــغـاةِ
ألا يـا غَـضبَـةَ الشّــــريانِ كوني
نَـدى الـثُّـــوّارِ صبرَ الــثّــائِـــراتِ
وكوني يـــا جِـراحــي للـــــــثَّـكالى
إذا نــادوكِ ثـــالِـــثَـــــةَ الــرّئـــاتِ
أمِــدّي بالــنَّـشــــيـــجِ المُــرِّ حُــرّا
تَـجَــرَّدَ للكِفــاحِ دِما الـثَّــبـاتِ
فَـقَـد يحيـــا ضَميـرٌ في قُلـــوبٍ
عَماهـا الكِبرُ باتَت مُظلماتِ
وعـاثــوا في مَـــواطِـننا فَـســــادًا
وتاهــوا في جُنـونِ الـقاصِفاتِ
أبــادوا كل رائِــعَــــةِ الـــمَــعــاني
تَـمــادوا في عَــــذابِ الكائِــنـاتِ
ونَـمّي بي غِـمــارَ الــرّوحِ كوني
مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ
فقد ولّى زمانُ مَن اســـــتَــبَـدّوا
بأقدارِ الشُّــــعـوبِ مِن البُـغــاةِ
وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ
تجَــرّدَ مِـن مَـعـــاني المَكرُمـاتِ
لأبــقى فَــوقَ أوطاني شَــــــريـــدًا
على ظَــمَـــأٍ ويَــبكيـــني فُــراتي
ونيلي في انشــغالٍ عن هُـمومي
يغارُ على الـبُكاةِ منَ البُكاةِ
وصَـحــرائي تَــئِــنُّ بِــلا جِــراحٍ
وقد نــاءَت بــإرثِ العــائلاتِ
أنا يا ليلُ من فارَقتُ عُذري
لأخــرج من أبــاطيــل الـــرّواةِ
من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ
مِـنَ اللّــونِ المُـمَــهِّـــدِ للـــوَفــاةِ
من الصّمت الذي يقتاتُ عمري
من الوعدِ المُخَدِّرِ من لُهاتي
لأرفـــعَ رايَـتي عُــنــــوانَ مَجــدي
أطــاعِــنُ كلَّ جَبـــارٍ وعـــــاتِ
فلي شَـــرَفُ الفِــدا لتُرابِ قُدسٍ
تُحاضِـنُـهُ دمـــوعُ الـفـاضلاتِ
ســأفدي بالــدّما إنســـانَ أرضي
ليــولَدَ بي هَـــديرُ السّـــاقِــيــاتِ

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.ne

 

مقالات متعلقة