*جهات إسرائيلية تتنكر لحرمة الأموات وتصرّ على إقامة حظائر للأبقار على مقابر إسلامية ومسيحية في قرية البروة المهجرة عام 1948م والعليا تصدر قرارها قريبا

أصر ممثلين عن مستوطنة أحيهود – والتي أقيمت على أنقاض قرية البروة المهجرة - والنيابة العامة الإسرائيلية على إقامة حظائر للأبقار على  المقابر الإسلامية والمسيحية في قرية البروة المهجرة عام 1948م ، متنكرين لحرمة الأموات المدفونين فيها من المسلمين والمسيحيين من جهة ومنكرين وجود مقابر إسلامية او مسيحية  ، فيما أصرت مؤسسة الأقصى على موقفها الرافض لإقامة هذه الحظائر مؤكدة بالوثائق والدلائل على وجود مقابر إسلامية ومسيحية في الموقع التي ستقوم مستوطنة " إحيهود " بناء حظائر للأبقار عليه ، جاء ذلك في جلسة مداولة في المحكمة العليا اليوم الثلاثاء 5-8-2008 في القدس ، حيث ستقوم المحكمة إصدار قرارها قريبا ، وقد تزامنت جلسة المحكمة العليا بتنظيم إعتصام احتجاجي ورفع شعارات شارك فيه العشرات من أهالي قرية البروة المهجرة والذين يسكنون اليوم في قرى قريبة منها بالإضافة الى عدد من اهالي الداخل الفلسطيني ووفد من مؤسسة الاقصى وقف على رأسه الشيخ علي أبو شيخة – رئيس مؤسسة الأقصى - ، ويجدر ان مؤسسة الأقصى وأهالي البروة استصدروا قبل أشهر أمرا إحترازيا يمنع أي أعمال إنشائية أو حفرية على أرض المقابر الإسلامية والمسيحية في قرية البروة المهجرة .

وقال المحامي محمد سليمان  - محامي مؤسسة الأقصى  - عند خروجه من جلسة المحكمة العليا :" للأسف الشديد فإنّ النيابة العامة الإسرائيلية ودائرة أراضي إسرائيلين وممثلي مستوطنة " أحيهود " أصروا خلال جلسة المحكمة على موقفهم بوجوب بناء حظائر الأبقار على المقابر الإسلامية والمسيحية في قرية البروة المهجرة عام 1948م ، مع أنّ الأمر يتنافى مع كل الشرائع الدينية والقوانين الدولية والمحلية " وأضاف المحامي محمد سليمان :" ونود ان نشير هنا انه من خلال تجاربنا السابقة فإننا لا نعوّل كثيرا على المحكمة ان تنصفنا  ، فقد أكدنا خلال المداولة في المحكمة حرمة انتهاك حرمة الاموات ونبش القبور ، كما وأكدنا معارضتنا الشديدة لبناء حظائر الأبقار على أرض المقابر الإسلامية والمسيحية ، وقمنا خلال مداولات المحكمة أيضا بتقديم خرائط  بينت مساحات المقابر المذكروة  ، بالإضافة الى تقديم تقارير مختصين تؤكد على وجود المقابر والقبور ، زد على ذلك تقديم اسماء للاموات المدفونين في مقبرة درويش التي تم  طمرها بشكل كامل بكميات كبيرة من اكوام التراب بواسطة مستوطنة " أحيهود " ، من جهة الطرف الآخر فقد أنكروا وجود قبور ومقابر وادعوا ان مؤسسة الاقصى ، قامت بإستحداث وبناء قبور جديدة ، وهذا الإدعاء باطل وعار عن الصحة ، المحكمة بعد استماعها للطرفين ، قالت انها ستصدر قرارها خلال أيام " .

اما الاب رومانوس رضوان سَكَس – من سكان قرية البروة المهجرة ويسكن اليوم قرية عبلين – فقال خلال تواجده في الإعتصام الإحتجاجي :" هذا الموضوع جدأ حساس ، ويمس بكرامة الانسان واحاسيسه ومشاعره ، فظاهرة انتهاك المقابر وتدنيسها وتحقيرها ظاهرة خطيرة جدا ، وجريمة شنيعة في كل الاديان ، لذلك لا يجوز ان نقف مكتوفي الايدي امام هذه الانتهاكات للمقابر الاسلامية والمسيحية على حد سواء " .
من الجدير ذكره ان العديد من قنوات الاخبار والفضائيات والإذاعات العربية قامت بتغطية أحداث الإعتصام والمحكمة وأعدت التقارير الإخبارية وأجرت المقابلات مع اهالي البروة والمسؤولين في مؤسسة الأقصى خاصة مع الشيخ علي ابو شيخة – رئيس مؤسسة الاقصى – والسيد عبد المجيد إغبارية – سكرتير مؤسسة الاقصى والناطق الإعلامي باسمها – والمحامي محمد سليمان ، وقد قامت مؤسسة الأقصى بتوزيع حقيبة إعلامية على وسائل الأعلام تضمنت ملف مكتوب وأخرى مصور عن ملف مقابر البروة .