الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 15:02

العبرة من الذكرى الحادية عشرة لشهداء شفاعمرو/ بقلم:زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 11/08/16 14:55,  حُتلن: 07:39

زياد شليوط في مقاله: 

ليس لي اعتراض على أعضاء اللجنة الشعبية (كما تسمى)، فعلاقتي بهم جيدة وقائمة على الاحترام، لكن أتساءل أليس من الأجدر تسميتها باللجنة الحزبية لاحياء ذكرى شهداء شفاعمرو، والا ما معنى أن يقدم كل حزب اكليل ورد باسمه؟

ما دامت اللجنة واحدة ووحيدة فلتقدم اكليلا وحدا ووحيدا؟ ثم أين التمثيل الشعبي فيها ما دامت تسمة شعبية، بل أين تمثيل ذوي الشهداء والجرحى؟ 

آن الأوان أن تعلن اللجنة الحالية عن حل نفسها، وإفساح المجال لبناء لجنة شعبية بكل معنى الكلمة، بحيث يكون فيها تمثيل لسكان شفاعمرو، وتمثيل واضح لذوي الشهداء وآخر للأحزاب والحركات السياسية المحلية، وتمثيل قطري رمزي

أخشى ما أخشاه أن تتحقق مقولة صديقي، الذي همس لي بعدما شاركنا في وقفة الذكرى الحادية عشرة لشهداء شفاعمرو، ضحية المجزرة العنصرية البشعة التي نفذها عنصري مأفون من أتباع المستوطنين يوم الرابع من آب عام 2005، بأن هذه آخر مرة يتم فيها إحياء ذكرى شهداء شفاعمرو.
وكي لا تتحقق مقولة صديقي لا بد أن نضع بعض المقترحات العملية، بعد توصيف مختصر للحدث في يوم الذكرى.

اقتربت الذكرى دون أن يشعر أحد من المواطنين بها، وكعادتها وربما نتيجة لعدوى الهيئات القطرية، فطنت اللجنة الشعبية الى الذكرى قبل أيام معدودة فتحركت على استحياء، والتأمت وأقرت اقامة وقفة بعدما أدركت ومعها مركباتها من الأحزاب السياسية، أنه لن يكون بمقدورها تنظيم مسيرة من دار البلدية الى دوار الشهداء كما جرت العادة، ونسقت الأمر على عجل مع ادارة البلدية، وأطلعت عائلات الشهداء على عجل أيضا، بقرارها واغتصبت موافقتهم الخجولة والصامتة.
كما كان متوقعا فقد جاءت المشاركة الجماهيرية أكثر من خجولة وهزيلة، بل كانت معدومة، لأنه لو أسقطنا من حساب المشاركين أبناء عائلات الشهداء، لبقي عدد محدود جدا من بعض القيادات الحزبية القطرية، وعدد من الشخصيات المجتمعية في المدينة المعتادة على المشاركة في المناسبات العامة، وحضور طاغ للمصورين ومراسلي المواقع العنكبوتية. وهكذا ينتج أنه لم تحي شفاعمرو ولا الوسط العربي الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الحافلة الشفاعمرية، كما نشر في وسائل الاعلام اعتمادا على بيان هزيل ودون التدقيق في الأمر.. أمر مخجل ومعيب!

ليس لي اعتراض على أعضاء اللجنة الشعبية (كما تسمى)، فعلاقتي بهم جيدة وقائمة على الاحترام، لكن أتساءل أليس من الأجدر تسميتها باللجنة الحزبية لاحياء ذكرى شهداء شفاعمرو، والا ما معنى أن يقدم كل حزب اكليل ورد باسمه؟ ما دامت اللجنة واحدة ووحيدة فلتقدم اكليلا وحدا ووحيدا؟ ثم أين التمثيل الشعبي فيها ما دامت تسمة شعبية، بل أين تمثيل ذوي الشهداء والجرحى؟ ولو كان ذوو الشهداء راضين عن قرار اللجنة الشعبية هذا العام، لماذا اذن غابت كلمة العائلات عن الوقفة كما جرى في سنوات سابقة؟ ولماذا اكتفى أبناء العائلات بحضورهم الصامت ووقوفهم خارج المنصة، الذي عبر كثيرا عما يجيش في صدورهم.

آن الأوان أن تعلن اللجنة الحالية عن حل نفسها، وإفساح المجال لبناء لجنة شعبية بكل معنى الكلمة، بحيث يكون فيها تمثيل لسكان شفاعمرو، وتمثيل واضح لذوي الشهداء وآخر للأحزاب والحركات السياسية المحلية، وتمثيل قطري رمزي.
ليس المطلوب اعادة بناء أو تعديل في بناء اللجنة بل حل اللجنة الحالية، وبناء لجنة جديدة على أسس واضحة ومفاتيح واضحة، لجنة لا تكون موسمية أو سنوية، انما تعمل على مدار السنة وتكون أشبه بمؤسسة، وتضع برنامج عمل سنوي ومتنوع ومتفرع يتوج في يوم الذكرى بفعالية جماهيرية فعلا وعملا وقدرا وقيمة.
المعذرة منكم شهداءنا: هزار ودينا، ميشيل ونادر أننا قصرنا بحقكم وأهملنا ذكراكم، ونأمل أن تكون الذكرى القادمة، تليق بكم.

(شفاعمرو- الجليل)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة