الأسد:

عندما يتم الحديث عن أشخاص ومدنيين لقوا حتفهم، إنما هذا أمر اعتيادي لكوننا في حالة حرب

الطبيب الجراح الذي يقطع يد المصاب بالغرغرينا، لا يقال عنه طبيب قاتل بل ينقذ بقية جسم المريض

والدي انتخب هو من قبل الشّعب السوري وأمّا أنا فانتخبت بعد وفاته كما أنه لم يمنحني هو هذا المنصب فأنا رئيس وهو رئيس

تتوالى وسائل الاعلام في نقل تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، بعد عرض واحدة من أجرأ المقابلات معه، والتي كانت لصالح محطة إن.بي.سي الأمريكية، والتي تطرّقت إلى الحديث عن عدّة جوانب مختلفة، على رأسها الحرب السورية الداخلية. وبعد أن أكّد الأسد أنه "ليس طاغية وأنه يأمل بأن يذكره التاريخ كمن حمى شعبه وبلاده من أيادي الإرهاب، وفي الوقت الذي أكد فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يعرض عليه ترك سدّة الحكم، رغم الضغوطات الأمريكية على حثّه لفعل ذلك، أكّد الأسد أيضًا أنّه "عندما يتم الحديث عن أشخاص ومدنيين لقوا حتفهم، إنما هذا أمر اعتيادي لكوننا في حالة حرب".

الرئيس الأسد خلال اللقاء

وعلّق الصحفي الأمريكي الذي أجرى اللقاء الحصري، إن "الأسد ترك له انطباعًا بأنه غير مسؤول عن الأمور المريعة التي فعلها باسم الشعب السوري"، وأنّ "الأسد تعامل باستخفاف لا مثيل له في قضية مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفن في سوريّة، لا سيما عندما صرّح الأسد بهذا الشأن قائلًا: "إنها حالة حرب، والصحفية دخلت سورية بطريقة غير قانونية وتتحمل مسؤولية كل ما جرى لها". وهنا استغرب الصحفي الأمريكي، معاودًا السؤال: "هل فعلًا الصحفية مسؤولة عمّا حصل لها"، فردّ الأسد مجددًا: "بالطّبع".

ونفى الأسد خلال المقابلة، أن يكون قد "بكى على ما يحدث في سورية". وفي التركيز على توارث الحكم من الأب حافظ، إلى الإبن، قال الأسد: "هذا الأمر غير صحيح فهو كان رئيسًا وأمّا أنا فرئيس آخر، لقد انتخب هو من قبل الشّعب السوري وأمّا أنا فانتخبت بعد أن وافته المنية، كما أنه لم يمنحني هو هذا المنصب وأتولّى سدّة الحكم منذ 16 عامًا وليس منذ 46 سنة، فأنا رئيس وهو رئيس".

وفي ردّه على سؤال حول توقعاته بالطريقة التي سيذكره بها التاريخ، قال الأسد إنه "لا يتنبأ، ومع هذا يأمل أن يذكره التاريخ كمن حرر بلاده من الإرهاب والتدخل الأجنبي وحافظ على سيادة بلاده". وبعدها لم يتوانّ الصحفي بتوجيه أقسى التعابير للأسد مشيرًا بأن مسودّة التاريخ الأولى ستذكر الأسد على أنّه ديكتاتور قاسٍ ويداه ملوثتان بالدماء وأن الدماء التي تركت على يديه أكثر من تلك التي تركت على يدي والده"، فباغت الأسد الصحفي قائلًا له إن "الطبيب الجراح الذي يقطع يد المصاب بالغرغرينا، لا يقال عنه طبيب قاتل بل ينقذ بقية جسم المريض". 

الصحفي الأمريكي خلال اللقاء