مواطنون:

لا أحد يصدق أو يستوعب هذه الفاجعة التي حلّت على دير الأسد والوسط العربي

قاسم أسدي والد الطفلين:

عدت إلى السيارة ووجدت طفليّ وقد فارقا الحياة ولم أستوعب المشهد الذي لم أتوقع أن يحصل لي  

قبل الحادثة بيوم وتحديدًا في ساعات المساء كان طفليّ إلى جانبي نلعب ونمرح سويّة وقد كنّا في غاية السعادة

بدموع غزيرة وحزن عميق ومصاب كبير، وألم لا يشبه أيّ وجع، شيّعت جماهير غفيرة في بلدة دير الأسد، جثمان الطفلين الشقيقين المرحومين محمد (سنة و9 أشهر) وأحمد (3 سنوات ونصف) من عائلة أسدي، إلى مثواهما الأخير، وذلك بعد أن لقيا حتفهما بالأمس بعد أن نُسيا داخل سيارة في النقب، ما اضطر الطواقم الطبيّة لإقرار وفاتهما.

وهزّ حادث وفاة المرحومين، الوسط العربي بأسره، وباتت وفاتهما حديث الشارع الذي يطالب المسؤولين بالعمل على سبل الوقاية من الحوادث البيتية للأطفال وحوادث نسيانهم في السيارات، علمًا أن هذه ليست الحالة الأولى، والقائمة طويلة، ما يتسوجب العمل بشكل واضح لوقف هذه الظاهرة ومنع تكرار شبيهاتها.

وقال مواطنون من دير الأسد لموقع العرب وصحيفة كل العرب إنّ "لا أحد يصدق أو يستوعب هذه الفاجعة التي حلّت على دير الأسد والوسط العربي، سائلين المولى عزّ وجل أن يلهم أهل الفقيدين الصبر والسلوان وأن يتغمدهما بوافر رحمته".

وهل من مشهد أشدّ ألمًا من احتضان الوالد لجثّة إبنه في وداعه الأخير؟

الوالد الثاكل يروي تفاصيل الحادث
وقال قاسم أسدي والد الطفلين في حديث لوسائل الاعلام بعد تشييع نجليه: "أوصلت زوجتي بالأمس إلى مكان عملها وتوجهت بعد ذلك إلى مكان عملي في مدرسة الأطرش في النقب، ونسيت طفليّ داخل السيارة لأنني لم أشعر بهما إذ كانا نائمين، وبعد يوم طويل من العمل، عدت للسيارة ولم أنتبه لهما وتوجهت في السيارة إلى أحد المنازل حيث من المفترض أن يكون ولداي، لأحضرهما، وعندها سألت المساعدة عنهما، فقالت لي: إنّك لم تحضرهما اليوم إلينا، فأجبتها: هذا مزاح، عندها أكدت لي أنها جدية في كلامها، وبعدها جنّ جنوني وعدت إلى السيارة ووجدت طفليّ وقد فارقا الحياة، ولم أستوعب المشهد الذي لم أتوقع أن يحصل لي بشكل خاص".

الأب والأم والطفلين المرحومين

 

وأضاف قائلًا: "قبل الحادثة بيوم، وتحديدًا في ساعات المساء كان طفليّ إلى جانبي، نلعب ونمرح سويّة وقد كنّا في غاية السعادة في تلك الليلة، ولكن مع الأسف الشديد، لم نعد نشعر بطعم السعادة بعد اليوم".

وناشد المربي قاسم أسدي، "كافّة الأهالي بالمحافظة على أطفالهم وعدم نسيانهم داخل السيارات لأن مثل هذه الحوادث لا يمكن احتمالها، لشدّة هولها".

الوالد الثاكل يسير أمام جثتي طفليه خلال تشييع الجنازة

من اليمين: الطفلان المرحومان الشقيقان محمد (سنة و9 أشهر) وأحمد (3 سنوات ونصف)

الصور من الجنازة