الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 19:02

ألِفَتْ نَوارُسنا الرحيل/بقلم: إيمان مصاروة

كل العرب
نُشر: 18/06/16 07:31,  حُتلن: 08:06

ألِفَتْ نَوارُسنا الرحيل ْ
ما ضَرَّها في البحرِ أن تقْضي
فَوَجْهُ
الشاطئِ المسكونِ بالأحلامِ
رثٌّ لا يليقُ بشهقةِ الميلادِ

مُدُنُ الصفيحِ شريدةٌ
الخيْمةُ الحبلى بأوْجاعِ الردى
قدَرُ الفدائيِّ المُرابطِ في الهوى
ترنيمةُ الشهداءِ والميعادِ

لَحْنُ التجاعيدِ الشجيَّةِ في الوجوهِ
كأنها والموتُ والتاريخُ والآمالُ
وحيٌ تَنَزَّلَ كي يُعيدَ صياغةَ
الدنيا على الأشهادِ


ألِفَتْ قوافينا البكاءَ ولم تزَلْ
تندى على نصْلِ السيوفِ
عبارةٌ حمقاءُ يا حَجَّاجُ
قد سُبِقَ العذلْ
دمعي شقيٌّ في تباريحِ الوجوهِ
المُورِقاتِ كأنَّ يُتْمَ القلبِ
زَلْزَلةُ المدى في أرضِ عادْ


فلتسألوا عن أيِّ ريحٍ
تَسْجُرُ البحرَ الجريحَ
ليقرأَ البعْثَ الذي ألِفَ الرجوعَ
وعلَّقَ التعويذةَ الكُبرى
على مُدُنِ الخرابِ
وصادرَ المنفى من الدنيا ليبلُغَ
ما عسى يبْغي صبِيٌّ قدْ تحَنْظَلَ بالعنادْ


هل للنوراسِ أن ترى في الجوِّ مَرْقَدَها
الأخيرَ
وللحجارةِ أن تقودَ الماءَ نحوَ
الأرضِ فالطوفانُ فِكرَةُ
عاشقٍ لم ينسَ يافا والحنينَ
وما مضى من عُمْرهِ المسكونِ
بالنكباتِ في وجهٍ يشيخُ قُبيْلَ
أن يأتي ويصبو لحظةَ الصَّلْبِ الأخيرةِ
في الشواهِقِ والوهادْ


يجتازنا ضوءُ المَجازِ فنُعْلِنُ الكذِبَ
الصريحَ حقيقةً
ونلمُّ بالآهاتِ شمْلَ الأمنياتِ
إذا اختفَتْ
يغتالُنا في الشّيحِ
مُرُّ القوْلِ
زُورُ الفعلِ
وهَجُ النزوةِ الأولى إذا اكتملَ الغيابُ
على نواقضِ من مضوا
أينَ المُسيِّدُ والمؤيِّدُ
والمهنَّدُ والسيوفُ اللامعاتُ
كأنهنَّ لواقِحٌ للغيْمِ
لكنْ قد أصابَ الشحُّ
غيْمَ الشعرِ في زبَدِ الدموعِ
وصارَ مِلْحُ الشعرِ تأبيناً لخَدّاعٍ
يُساومنا على نَبْضْ الفؤادْ


وجهي غَريبٌ يا بلادْ
وجهي سُكونٌ يا رمادْ
وجهي عَروبيُّ الملامِحِ
مَن يرى في
قهْرهِ زاداً من الشعرِ
المُوَشَّحِ بالسُّهادْ


أرنو لأبْعَدَ مِنْ بلادي
أرنو لإطباقِ السماءِ
على الأعادي
أرنو لِمِيقاتِ النُّجومِ
أرنو لِمِيلادِ الصَّدى
في لحْظتيْنِ من الحياةِ
رصاصةٍ عجْلى
وبعضٍ مِنْ مِدادْ

أرنو لعوْدَتنا التي وُلِدتْ
على شَفَةِ الصباحِ
فكُلُّ نبْضٍ في موانِئنا
يَسيرُ.. يَدورُ في دفَقٍ
الرُّجوعِ إلى البلادْ

النّاصرةفلسطين

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة