الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 23:02

عملية رمضان مأزق سياسي وأمني/ محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 11/06/16 07:34,  حُتلن: 08:33

محمد خليل مصلح في مقاله:

يبدو أنّ تعيين ليبرمان لقيادة وزارة الدفاع لأغراض سياسية لم يزد الوضع الامني إلا سوءًا بغير ما توقعه رئيس الوزراء نتنياهو

الساعات القادمة تحمل الكثير من الاجوبة والتحدي لوزير جيش الاحتلال ورئيس الحكومة، ومصداقية الرجلين على المحك واليمين الصهيوني ينتظر الرد وترجمة الاقوال الى افعال

الوضع في غاية الخطورة والحسابات لمثل هذه العمليات غير المتوقعة غير محوسبة بشكل دقيق والجميع يخشى من تداعياتها

هل اسرائيل وحكومتها ستقبل بهذه الصفعة وتكتفي بالإجراءات التي اتخذتها بحق اهل البلدة الذين ينتمون اليها منفذا العملية؟

يعود مفهوم الردع للواجهة، والواقع الجدلي بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ امام كل متغيرات على الارض او على المستوى السياسي الداخلي خاصة أي تغيير على مركبات الحكومة الاسرائيلية؛ لقد شاهدنا كم هي حجم التفاعلات مع تكليف ليبرمان وزير للدفاع بدلا من يعالون، وما رافق ذلك من تخوفات وتداعيات لهذا التعيين على استقرار المنطقة والوضع الداخلي، وحجم التوظيف لهذا التغير على الساحة الحزبية الاسرائيلية، وعلى مستقبل الهدوء في المنطقة، وموقف المقاومة من هذا التغيير المفاجئ. وجوهر الموضوع: هل كان هذا التغيير المحرك والمحفز لهذه العملية النوعية، والتي قد تكون تطورا نوعيا لعمل المقاومة الغير المنظمة؟ وإذا كان كذلك ما هي الرسالة التي حملتها هذه العملية للقيادة الإسرائيلية؟ و ما هو الرد المتوقع منها ردا على هذه العملية بكل أبعادها؟ وما هي السيناريوهات المحتمله وما هي استعدادات المقاومة في حال تدهور الموقف اذا وصل لعملية عسكرية واسعة في المنطقة؟ ما هو الرد المناسب في حالة تدحرج الاجراءات الاسرائيلية لضرب معاقل المقاومة في الضفة الغربية ومطاردة قياداتها او تصفيتهم؟ وهل وضعت المقاومة في حسبانها مثل تلك العمليات المفاجئة وانعكاساتها؟

يبدو أنّ تعيين ليبرمان لقيادة وزارة الدفاع لأغراض سياسية لم يزد الوضع الامني إلا سوءًا بغير ما توقعه رئيس الوزراء نتنياهو. بدون شك لم يكن يفكر نتنياهو أن الامور ستتدحرج بهذه السرعة وان الوقاية السياسية من الحلول والمبادرات السياسية جرت الى واقع امني اكثر تعقيدا زادت من الالحاح لحلول سياسية لا تشتهيها سفينة نتنياهو اليمينية، وأن المأزق الامني اسوأ بكثير من المأزق السياسي الذي كان يأمل بدخول ليبرمان الحكومة، التخلص منه والهروب الى الامام، سواء من المقترح المصري او المبادرة الفرنسية وتداعياتها على تماسك حكومته اما الضغوطات والتحديات الداخلية والخارجية. والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيطلق العنان لوزير دفاعه ليبرمان للرد على العملية كما يحلو له للثأر لنفسه ولترجمة اقواله الى افعال كما تحدث بعد العملية؟ الساعات القادمة تحمل الكثير من الاجوبة والتحدي لوزير جيش الاحتلال ورئيس الحكومة، ومصداقية الرجلين على المحك واليمين الصهيوني ينتظر الرد وترجمة الاقوال الى افعال؛ كل ذلك يشكل ضغط للاستسلام ومنح ليبرمان الموافقة للقيام بعملية بشكل ما للحفاظ على ماء الوجه للرجلين ولمن وافق على التضحية بيعالون لمصلحة توسعة الحكومة في الاتجاه اليمين المتطرف وضمن حز اسرائيل بيتنا ودفع الثمن بمنحة وزارة الدفاع.

لكن بكل تأكيد ستأخذ أي عملية عسكرية من قبل جيش الاحتلال الوضع السياسي والعلاقات الدولية والردود العربية خاصة المصرية منها والمفاوضات التي تجري وراء الكواليس لتكييف المبادرة العربية لتأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الامنية والجغرافية الديمغرافية لدولة الاحتلال لكنها ستحمل رسالة قوية تظهر فيها قوة موقف حكومة الاحتلال بما يستوعب خاصية الردع والمناعة القومية وقدرات الاجهزة الامنية بمعنى قد تلجأ الاجهزة الامنية لصيد هدف كبير يترجم قدرتها على اختراقها لقلب المقاومة في خطوة لرد الاعتبار للرسالة التي حملتها عملية الخليل ؛ فشل الاجهزة الامنية في كشف العملية واختراق الحزام الامني الذي يحيط بمنطقة حساسة في محيط وزارة الدفاع وهيئة الأركان؛ الواقع الامني هش والمستوي الفني والخبرة لدي الاجهزة الامنية ضعيفة ولا تلبي الحاجة الامنية والحماية وإمكانياتها غير كافية مع كل ذلك الضخ المالي لها؛ القيادة الامنية محرجة والسياسية ستشعر بذلك وكل ذلك سيكون ضاغطا في اتجاه جنوني لإعادة الهيبة الامنية والعسكرية التي كسرت شوكتها واخترقت المنظومة الامنية على الارض ؛ المطلوب اعادة الاعتبار ومنظومة الردع كيف؟ هذا هو السؤال الذي ننتظر الاجابة عليه مع الاخذ بعين الاعتبار الخوف من تدهور الوضع والانجرار في حرب واسعة تذكرنا بالحرب الاخير على قطاع غزة .

المسألة الاخرى وضع المقاومة هل هي مطلوقة اليدين للتصرف بحرية دون قيود ومستعدة للمواجهة الواسعة؟ وبمعزل عن الحرب الاعلامية التي تطلقها كل الاطراف إلا ان لكل شيء حد اقصى في الاندفاع وراء الاقوال والتصريحات فالبيئة الاستراتيجية المحيطة بنا والداعمة غير متوفرة وكل منشغل بأوضاعه الداخلية وهذه قد تكون نقطة الضعف المغرية للوزير جيش العدو لاستغلاها في الرد المتوقع على العملية النوعية في قلب تل ابيب.

الخلاصة، الوضع في غاية الخطورة والحسابات لمثل هذه العمليات غير المتوقعة غير محوسبة بشكل دقيق والجميع يخشى من تداعياتها، لكن هل اسرائيل وحكومتها ستقبل بهذه الصفعة وتكتفي بالإجراءات التي اتخذتها بحق اهل البلدة الذين ينتمون اليها منفذا العملية؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة