الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 20:02

السعودية اعتدت علينا ورفضت الحوار معنا!/ بقلم: سركيس نعوم

كل العرب
نُشر: 08/06/16 07:40,  حُتلن: 07:41

سركيس نعوم:

الأراضي السعودية الحدودية مهدَّدة. يقولون إن الحوثيين شيعة وتساعدهم إيران. ماذا قدّموا هم لليمن؟

 الشعب السوري هو الذي يقرّر أو يجب أن يقرر كل ما يتعلق بقضيته. سوريا وليبيا والعراق كانت دولاً مستقرة. كان يفترض التخلّص من صدام حسين العراق لكن ما حصل دمّر العراق وفتّته"، ماذا عن روسيا وأميركا؟

ردّ أحد أبرز "إيرانيي" نيويورك نفسه على اعتقادي أن أميركا لم تعد في وارد إسقاط النظام الإسلامي في بلاده، قال: "يقولون في أميركا وأحياناً في دول غربية أخرى إن إيران غير ديموقراطية. من في العالم العربي والإسلامي ديموقراطي؟ هل حلفاء أميركا فيه ديموقراطيون؟ نحن انتخبنا مجلس شورى منذ أشهر. أكثر من 60 في المئة من الذين يحق لهم التصويت صوّتوا. والسنة المقبلة عندنا انتخاب رئيس للجمهورية. والمرأة عندنا تعمل. ويُقال أيضاً إن عندنا متشدّدين ومعتدلين، وإنه ما لم يصل المعتدلون أو الاسلاميون الى المراكز العليا الأساسية ومنها ولاية الفقيه فإن شيئاً لن يتغيّر، وسيبقى الراديكاليون يحكمون ويرفضون الانفتاح ويتمسكون بسياسة التوسّع. دولتنا لها دور واسع في مكافحة الإرهاب وخصوصاً في المنطقة حيث توجد، وفي الموقع الجغرافي الذي هي فيه. هي تحارب الإرهاب بوسائلها في أفغانستان وباكستان والمناطق الواقعة شرقها، وتمنع انتقاله الى المناطق الواقعة غربها مثل العراق وغيره".

علّقت: لذلك أقول إن أميركا وإيران تحتاجان الى بعضهما وكذلك العالم يحتاج إليهما والى تعاونهما. الإرهاب يغزو العالم. ولا تنسى أن السُنّة يشكلون غالبية مسلمي العالم وفي أوساطهم ينتشر التشدّد والتطرّف كالفطر. وهذا أمر يفرض تعاون إيران وأميركا والدول المسلمة السُنية بل والعالم. والتعاون يحتاج الى حوار مباشر حول كل القضايا الخلافية وخصوصاً بين واشنطن وطهران. ردّ: "ماذا يريدون منا؟ ماذا يريد السعوديون؟ يقولون إننا نشكل خطراً عليهم في اليمن. هل نحن الذين ضربنا اليمن وخرّبناه خلال أشهر وفشلنا في تحقيق أي انتصار؟ هم الذين قاموا بمغامرة كهذه من دون أن يضعوا خطة جديّة لها، ومن دون درس احتمالات نجاحها وماذا يجب أن يتوافر لكي تنجح. ظنّوا أن حلفاءهم العرب والمسلمين الذين يساعدونهم بالمال لتجاوز مصاعبهم الاقتصادية سيرسلون الجيوش الجرّارة لمساعدتهم. لم يفعل هؤلاء ذلك لأن السعوديين لم يعاملوهم كحلفاء أو كشركاء بالأصل ولم يستشيروهم.

الأراضي السعودية الحدودية مهدَّدة. يقولون إن الحوثيين شيعة وتساعدهم إيران. ماذا قدّموا هم لليمن؟ دعموا حكماً عمل انقلاباً على نفسه. يقولون أننا شيعة نحارب سنّة أو أن السنّة يحاربون إيران الشيعية التي تهدِّدهم والتي تدعم الأسد وحكمه العلوي في سوريا. "حزب الله" حرَّر جنوب لبنان من إسرائيل وسوريا الأسد ممانِعة. نحن هنا لا نفرِّق إذا كان علويو سوريا يمارسون مذهبهم أو لا وما هي حقيقته. لا يهمّنا هذا الأمر". ماذا عن الحوار الدائر لحل المشكلة السورية سياسياً؟ سألت. أجاب: "قلنا في الأساس إننا مع حل سياسي للقضية السورية. ليس الحل بإقصاء الأسد أو ضرب نظامه أو فرط الجيش وأجهزة الأمن، إذ يقضي ذلك على الدولة ويمنع أن تقوم لها قائمة. هذا التفاوض أو الحوار مستمر. والحمد لله خفّ العنف كثيراً أو بعض الشيء على الأقل. وهذا أمر جيّد". علّقت: الانطباع العام الذي استقيته من متابعي أوضاع المنطقة قبل زيارتي واشنطن لم يتغيّر بعدها وبعد الحوارات التي أجريتها مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين. وهو أن المفاوضات ستطول وأن سنوات ستمر قبل التوصل الى حل للقضية السورية. رغم انخفاض العنف الذي تتكلّم عنه. أنا أصر على رأيي القائل ومن زمان أن لا حل لسوريا ولقضايا المنطقة من دون حوار واشنطن وطهران. هل تعتقد أن الحوار السعودي – الإيراني ممكن؟ سألت، أجاب: "نحن دائماً عرضنا الحوار على السعودية ومددنا اليد إليها. لكنها لم تتجاوب، ماذا تريد؟ هي اعتدت علينا يوم كان صدام حاكماً العراق، إذ قدّمت له كل الدعم الذي احتاج إليه عندما شنّ علينا حرباً عسكرية عام 1980. هي تعتبرنا خطراً عليها. ماذا فعلنا لها؟ هل اعتدينا عليها؟". علّقت في ختام اللقاء: أعتقد أن الحوار الأميركي – الإيراني لا بد أن ينعكس إيجاباً على الوضع الصعب السعودي – الإيراني ويساعد في حلحلة الكثير من العقد.
ماذا في جعبة "روس" (مواطنو روسيا) نيويورك حول المنطقة وقضاياها وحروبها؟
سألت أحد أبرز هؤلاء عن سياسة دولتهم تجاه سوريا وحربها. أجاب: "منذ البداية كانت سياستنا تعتمد على قاعدتين. الأولى أن الحل سياسي للقضية السورية. والثانية أن الشعب السوري هو الذي يقرّر أو يجب أن يقرر كل ما يتعلق بقضيته. سوريا وليبيا والعراق كانت دولاً مستقرة. كان يفترض التخلّص من صدام حسين العراق لكن ما حصل دمّر العراق وفتّته"، ماذا عن روسيا وأميركا؟

جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة