الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

مع حلول الشهر الفضيل: د. ميعاري يحث الناس على ترشيد الإستهلاك خلال رمضان

كل العرب
نُشر: 05/06/16 19:23,  حُتلن: 22:26

د. سامي ميعاري في مقاله: 

يجب التعامل بحذر من خلال المشتريات بسبب ارتفاع الاسعار في شهر رمضان

نحث الصائمين على إجراء مشترياتهم بعد الإفطار وليس خلال فترة الصيام لضبط النفس

على السلطات المحلية والجهات المسؤولة مراقبة الأسعار خلال شهر رمضان

يحل علينا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك حاملاً معه بشائر الخير، فتخيم علينا معانيه التي أراد الله تعالى منها أن تسهم في تعزيز منهج حياة يرقى لمستوى التعاليم ويحافظ على ديمومة الاتجاه القويم في الفكر الإنساني.

لكننا ما زلنا نتعامل مع الشهر الفضيل بغير ما أراد الله لنا به، فنخرجه عن معانيه ونجرده من رسالته ويتحول إلى شهر إسراف وتبذير وإنفاق غير مبرر يفاقم من أزماتنا الاقتصادية ويفرغ المعنى من محتواه وترتبط صورته في الأذهان بالطعام والشراب والأسواق.

ولأن الحياة بلا تخطيط وإدارة تتحول إلى مفزعات فوضوية وأنشطة عبثية كان لا بد من توظيف هذه الأيام الفضيلة في إثراء الإدارة الناجحة حتى لا تنقلب النتائج عكسية فلا تثمر ولا تجدي ولا بد من التطرق للمحاور التالية:

أولا – التخطيط المنزلي والعائلي:

لم يعد خافياً على أحد بأن المجتمع العربي يرزح تحت ضغط أزمة اقتصادية مستعصية تتفاقم عاماً بعد آخر، مقارنة بالمجتمع اليهودي، ومؤشرات الاقتصاد العربي تؤدي لنتائج غير مريحة ، فنسبة النساء العربيات من القوى العاملة لا تتعدى 30% ومعدل دخل الفرد العربي هو نصف معدل دخل الفرد اليهودي و 55% من العاملين العرب يعملون بثمن بخس دراهم معدودة وهذا كله ليس بمنأى عن أن الاقتصاد العربي في مجتمعنا مرتبط ارتباطا كليا تبعيا بالاقتصاد اليهودي وذلك مؤداه أننا مجتمع مستهلك غير منتج.

إن مثل هذه الحقائق تحتم علينا التخطيط الاقتصادي المريح الممنهج ولعل ما يلفت النظر هو تصرف العائلة العربية وتخطيطها خلال الشهر الكريم، النهج الذي يتصدره هو الإسراف والتبذير والإنفاق غير المحسوب والمفتقد إلى آلية متزنة في الحسابات والتقادير مما ينجم عنه دخول الأفراد والأُسر في ضائقات اقتصادية وشح في السيولة المالية بعد انتهاء الشهر الفضيل بسبب ما سبق فتضطر العائلات للجوء للسوق السوداء والمستغلين لحاجة الناس.

إن دخل الفرد خلال اثني عشر شهراً يجب أن يتوازن مع الإنفاق على اثني عشر شهراً، لكن الذي يحدث أن الإنفاق في شهر رمضان يزداد ويليه العيدان وكذلك بدء العام الدراسي وهذا معناه أن الإنفاق للأُسرة العربية في العام الواحد يعادل ستة عشر شهراً وذلك يُنتج خللا ونقصا في الموازنة لأربعة أشهر في السنة.

لا بد بعد هذا العرض الموجز للخلل والمخاطر من حث فئات مجتمعنا وقطاعاته على ترشيد الإنفاق والاستهلاك خلال رمضان المبارك خاصة من خلال التوازن بين الدخل والإنفاق والتعامل بحذر مع السوق بسبب ارتفاع الأسعار خلال رمضان ويمكن للمواطن أن يتجه للتسوق ليلاً لما في ذلك من ضبط لأن الصائم أثناء النهار ينجر لشراء كل ما تقع عليه عينه انقيادا لشهية الطعام أثناء الصيام.

ثانياً – ارتفاع الأسعار في رمضان

من أسوأ الظواهر في رمضان استغلال التجار والسوق للناس في رفع الأسعار وهذا يتناقض ويتنافى مع قيم الرحمة المشتقة من أحرف كلمة رمضان، فلا رحمة في الأسواق وفكر التجار بشكل عام.
الطبقة الفقيرة هي المتضرر الأول من لهيب الأسعار وجشع التجار والأسواق فتنخفض لدى الفقراء سلة المشتريات وبدل التفيؤ في ظلال الشهر الكريم تنغمس الطبقة الكادحة في شقاء توفير مستلزمات البيت الرمضانية: لذا فلا بد للسلطات المحلية والجهات المختصة من مراقبة الأسعار ومخالفة التجار في حال استغلال الناس واحتكار المواد أحيانا وهذا لا يتم إلا بفرض رقابة عليهم جميعا.

ثالثاً – أموال الزكاة

شرع الله الزكاة لتفادي هيمنة طبقة على حساب طبقة، كنوع من التكافل المؤطر لنسيج اجتماعي واحد وقيم نبيلة وقد التفت الغرب إلى دور الزكاة في المجتمع الإسلامية فقاموا باستنساخ الفكرة تحت مسمى المخصصات الاجتماعية والضمان وغيرها من الأسماء.
إن لأموال الزكاة دوراً هائلاً في إدارة عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي لأنها تزيد من الاستهلاك في المجتمع مما يحفز على النشاط الاقتصادي والسيولة المالية ولكن المطلوب هو تفعيل وحسن إدارة أموال الزكاة وتوجيهها الوجهة الصحيحة لتؤدي الغرض المطلوب وأساس ذلك استثمارها في مشاريع إنتاجية بدل الاكتفاء بتوزيعها النقدي للاستهلاك والإنفاق.
رابعاً – البرامج التلفزيونية الهابطة خلال شهر رمضان:
في شهر القيم والفضيلة تصعقني رؤية برامج تلفزيونية منحلة من الأخلاق وتملؤها الشتائم والألفاظ البذيئة النابية التي ليست من الدين ولا العادات ولا التقاليد القيمة ، إلى جانب لقطات ومقاطع رذيلة لا تنسجم على أقل تقدير مع خصوصية رمضان المبارك وحينما ينعدم من يمنع ذلك في إدارة الإعلام في العالم فلا بد من مقاطعتها على مستوى بيوتنا وعائلاتنا حفاظاً على التربية القويمة المفترضة التي تليق بمن يرابط في أكناف بيت المقدس.

وكل عام وأنتم بخير
 

مقالات متعلقة