* يرى الفلسطينيون الاتفاق أنه فشل في رفع الحصار عن غزة في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على كافة معابر القطاع وإغلاقها بين الحين والآخر

بعد مرور شهر على التهدئة المعلنة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل ما زال الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته بإطلاق النار على المزارعين في المنطقة الحدودية وعلى الصيادين في عرض البحر وكان آخرها إصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي شمال القطاع. وعلى إثر ذلك تزايدت مطالبات ودعوات الفصائل لإعادة النظر في التهدئة الهشة مع الجانب الإسرائيلي، تهدئة لم تغير من الواقع الصعب والمرير الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وتزايدت الانتقادات للاتفاق الذي وافقت حركة حماس على كافة بنوده برعاية مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، وهو الاتفاق الذي يرى الفلسطينيون أنه فشل في رفع الحصار عن غزة في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على كافة معابر القطاع وإغلاقها بين الحين والآخر مما بدد آمال المحاصرين في قطاع غزة بتغيير واقعهم الصعب والمرير.
وينص اتفاق التهدئة على فتح كافة المعابر وإدخال جميع احتياجات قطاع غزة من السلع والمواد الغذائية والبضائع، فيما تواصل القاهرة تنصلها من تنفيذ البند السادس من الاتفاق والذي ينص على إستضافة مصر للقاء يضم حركة حماس والسلطة الفلسطينية والجانب الأوروبي" لوضع آلية لإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد لسكان القطاع للسفر إلى الخارج والذي لا يزال حتى اللحظة مغلقاً في وجه الغزيين.
ويرى الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن اتفاق التهدئة لن يصمد طويلاً في ظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وتواصل الحصار وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مؤكداً أن فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تصبر طويلا أمام الخروقات الإسرائيلية وأمام العدوان المستمر بحق الفلسطينيين.

ويؤكد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن التهدئة في غزة هشة وغير مستقرة وأن الاتفاق الذي وقعته حركة حماس في القاهرة لم يكن شاملا ومتبادلا ومتزامنا.
ويرى الدكتور جهاد حمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، أن إسرائيل ستبقى تماطل بهذا الاتفاق وستواصل خروقاتها لأنه لا يوجد اتفاق مكتوب يلزم إسرائيل بالتهدئة التي تفتقر لأي ضمانات حقيقية، مؤكداً أن عدم الالتزام الإسرائيلي يضع حماس صاحبة مشروع التهدئة في مأزق وموقف صعب ومحرج للغاية وسيضعها بين خيارين إما الالتزام بهذا الاتفاق بكافة سلبياته ودون الضغط على إسرائيل لتخفيف معاناة سكان القطاع المحاصر، وإما اتخاذ قرار إنهاء التهدئة والاستعداد لمواجهة عسكرية ستكون صعبة في قطاع غزة،  مشيرا في ذات الوقت إلى ضرورة الخروج بموقف وطني موحد يلتزم بالتهدئة مع إعطاء فترة زمنية للتنسيق والتشاور بخصوص استمرارها والتعامل معها.