طالب المشاركون في المسيرة بوقف زهق الارواح والاستهتار بحياة العمال كما وطالبوا المسؤولين الإهتمام والتقيد بالقوانين من أجل حماية سلامة العامل مهما كان أصله ودينه وعرقه وجنسه

بمبادرة الحزب الشيوعي ولجنة التصدي لحوادث العمل وبمشاركة لفيف من أهالي ضحايا حوادث العمل وجماهير واسعة من أهالي ديرحنا والبلدات المجاورة ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، النائبة عايدة توما والنائب يوسف جبارين وسكرتير الهستدروت ماجد أبو يونس وسهيل ذياب وسكرتير الجبهة منصور دهامشة وقيادات عديدة في الجبهة والحزب، إنطلقت مساء اليوم مسيرة إحتجاجية غاضبة، تحت عنوان كفى لحوادث العمل كفى للضحايا.

أتت هذه المسيرة إحتجاجًا على فقدان بلدة ديرحنا سبعة من خيرة ابنائها أثناء عملهم في مجال البناء وغيرها. بحيث تقدمها افراد عائلات الضحايا حاملين صورهم، كما ورفعت شعارات التي تطالب بالحد من حوادث العمل وسفك دماء الأبرياء وشهداء العيش الكريم. وصل المشاركون في المسيرة الى ساحة يوم الأرض، بحيث وقفوا هناك دقيقة صمت وحداد.

هذا، وتحدث بعض المشاركين بغضب وغصة مناشدين بوقف المسلسل التراجيدي المتصاعد لضحايا العمل ومجال البناء خاصة، واستنكر المشاركون نتائج تقرير وزارة الإقتصاد ومؤسسة التأمين الوطني الذي صدر قبل أيام حول حوادث العمل، والذي بين أن هنالك إرتفاع مستمر في ضحايا العمل إذ بلغ عدد الضحايا في مجال البناء 34 ضحية في عام 2015، أي بإرتفاع 10% من العام 2014، كما وبين التقرير أنّ عدد المصابين مع إعاقات مختلفة وصل الى 5000 اصابة في عام 2015.
وقال أحد المشاركين في المسيرة: "يكاد لا يمر اسبوع واحد دون أن نسمع عن ضحية جديدة في أماكن العمل وخاصة من العاملين في البناء، فمنذ مطلع العام الحالي فجعنا بما يقارب 18 ضحية 70 % منهم عربًا، يجب أن نرفع صوتنا عاليًا ضد هذه المعطيات والتقرير والذي نعتبره وصمة عار للحكومة وشهادة فشل وإفلاس لوزارة الإقتصاد والذي يقف على رأسها بنيامين نتاياهو نفسه. 
مضيفا: "الغريب والملفت أنّ وزارة الاقتصاد أعلنت عن تخفيض عدد الزيارات لورشات العمل وتفقدها في العام الحالي بنسبة 20%، إضافة الى تخفيض 10% في العام الماضي".

وطالب المشاركون في المسيرة بوقف زهق الارواح والاستهتار بحياة العمال، كما وطالبوا المسؤولين الإهتمام والتقيد بالقوانين من أجل حماية سلامة العامل مهما كان أصله وفصله. وانه يجب على وزارة الاقتصاد تشديد القوانين على الشركات والمقاولين من أجل سلامة العمال ومعاقبة كل من يهمل أو يقصر بأمن وسلامة وحماية العامل البسيط الذي أتى لكسب لقمة العيش وإعالة أسرته. 

هذا، وتحدث والد المأسوف على شبابه الطالب مجد سالم بحرقة وألم، قائلا: "يجب على جميع الأطرف الإهتمام بحياة العامل وسلامته وكل طرف عليه مسؤولية إن كان صاحب العمل أو شركة أو وزارة العمل، يجب عليه التقيد بالمسؤولية التي تقع عليه من سلامة العامل وحياته الكريمة. ويجب التشديد على وسائل حماية العامل وإن كانت أبسط من سلامته وحمايته".
وأضاف قائلا: "في الآونة الأخيرة نشعر بأنّ لا قيمة لحياة الانسان وأن ظواهر العنف في مجتمعنا مستشرية كالسرطان. أتوجه الى الشباب بالتروي والتصرف بعقلانية وعدم الإنجرار الى ظواهر العنف وفساد الأخلاق، كما وأتوجه الى جمهور العمال الإنتباه اكثر والتقيد بالتعليمات من أجل سلامتهم وحياتهم، لأن هنالك اشخاص عزيزين عليهم بنتظروهم في بيوتهم وأتمني أن يكون ابني شهيد العمل الطبيب اخر ضحايا العمل".
واختتم حديثه قائلا: "أتوجه الى جميع أبناء شعبي بكل مكان على وقفتهم ومسندتنا في مصابنا الجلل والكارثة التي حلّت علينا وأتوجه الى أهالي بلدنا الكرام واشكرهم فردا فردا على الوقفة العظيمة في مصابنا".

عائلة الطبيب مجد سالم الأسوف على شبابه - في المسيرة