الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:01

للعامل فرحتان/بقلم: عمار محاميد

كل العرب
نُشر: 07/05/16 21:42,  حُتلن: 08:00

مقدمة حزن ....
للأسف الشديد كل سنة تزيد سوء عن سابقتها. فنرى حقوق العامل في اضطهاد أكثر، إستعباد وأكل ما تبقى من تعبهم وما زال العالم يتذكر أن هنالك شيء اسمه عامل.
كد وإرهاق وصراخ وعدم رحمة وإستغلال والعين رفرفة على حسابه آخر الشهر، والرؤيا ليست كالكلام ... يخرج العامل بشق الفجر ويتيح نفسا له بما تبقى من قوة اليوم كي يحتفظ بالرجوع لبرهة لخطوات الأمام، أي عام ونحن نحتفل به بعيد العمال العالمي.. الموظفون في سهر وترحال وفكهنات وذاك الكادح في كده ينعم ويتقلب، أي كذبة كبيرة هي يوم العمال العالمي والإضهاد يملأ الكون والظلم زاحف حتى الركبتين كي يجر الهم بدمعه والاه على تنهيدته الصارخة. 
إي كذبة تقول أن العامل الكادح بعرقه الترابي المغبر والذي جاله جبل الصبح للمساء يصير لعبة بأفواه العالم وكانك أصبحت أيها العامل رمزًا لا أكثر ورقما في بداية أيار ذاك الشهر المحتار بين بقية الطقوس.
مقاول جليس على أنفاسه بين المطرقة والمسمار بين الجارف والمجروف.. ينظر للساعة وتقدم العمل.. في البداية وقت الأكل، وعند نهاية الدوام.. ولا يعتذر عندما يخفي وقته آخر الشهر كي يتعمد الهجرة والسبب. تمثيلة جديدة والعامل في نظرة احتقان ويأس مشدود نحو التعب المعصور.

-- الفرحة الأولى
دقت الساعة الى الذهاب للبيت والكل ينتظرها والفرحة على وجنتهم ساحلة ساهية تخفي أثارها خوفا من عين المقاول.. ما بال الكل في غبطة متناغية ومترنمة، إلا حان وقت الهدوء من ضجيج المعاول والمطارق والآت الطحن وإنتظار الهروب بلجوء القلب له. أي سخونة وبرودة هيمنت على ذاك اليوم وها هو يتنحى للمساء كي يجدفنا نحو راحته ويلقي بحتفه وينخر بعظم السؤال المتجاوب لنفسه
لملم تعبك أيها المسكين قد حاورتك الهموم بقضية رشوة أن العمل صحة ونفسيتك بعلياء الفرح اضحك اذا

-- الفرحة الثانية ..
تدق عقارب الساعة ذيل الشهر القابع الملتزق على عتبات أخيه وقد انصرمت أيامه بسرعة حتى نفذ المال سيالا لجزع النعل .. والـ212 حرب النفسية حادة الوطيس.. ناهيك عن عصبية المجاز بالملام والكلام.
آخر الشهر، المعاش، أو القبضة أو الحساب، وهي كلمات التعب النازف. والمجازاة بطلوع الروح وكأنك غدوت بين المنجل والحلقوم.. جارح وعالق وغارق .. يجلسون في التفكير حتى تنصل جلدة الرأس من فكرتها. متى سنحشو كيس البنطلون بالمال.. ونشتري قوتا والعابا ولباسا.. إن بقي شيء سنتدلل قليلا حتى غرة الشهر ..
يغيب المقاول عن ذاك اليوم.. الهاتف مغلق، والإنتظار سالت رضابه قلقا وخوفا وغضبا.. الحديث طال وجف والبداية برغي وشتيمة بهمهمات غير مفهومة ..
قسم يحاور الارض بداعبة عصا، والقسم الآخر يحمل عصاه هجوم الغازي المتصر
يصلون البيت وكأنه خراب لا تسمع إلا صوت عصفور جائع لأنثاه.. يخرج منه طفل لم يتعدى ستة أعوام يقول لهم أنتم العمال هذا ظرف لكم من أبي. قد ذهب ليشتري اغراضا للبيت وقد نسي هاتفه بالبيت وهو مغلق أعتذر..
(درس ملقن للولد يتناوله جرعات اخر كل شهر )
الظرف مغلق بأسماء العمال والمبلغ كعادته ناقص كافر ...فأي عيد تنادون ...هذه عينة من عينات العامل.. فهل لكم أنصافه بشيء بسيط

أم الفحم

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة