الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 14:01

بلدي في عينيها/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 27/04/16 07:20,  حُتلن: 07:41

بلدي في عينيها
حين يشاءُ الملِكُ الحقُ..
ويأتي زمني
لأودِّع هذي الدنيا الملْأى
بالفرحِ الغامرِ والشجنِ
لا تضعوا صورتها في كَفَني
كي لا يهرب نومي الموعودُ..
ولا تأذنُ صورةُ عينيها
أن أُغمضَ عيني..
صورةُ عينيها..
تنقضُ صورةَ دفني.
في عينيها دنيا تمنحُني..
أكثرَ مما تأخذ مني.
دنيا..حتى حين أُسلِّمُ
كلَ مفاتيح حياتي لبلادٍ أخرى..
تُكْرمني.
عيناها أجملُ سلطانٍ
في هذا الكونِ.
***
يسكنني بلدي
وأنا أسكنُ في بلدين.
أحياناً أشعرُ أني غصنٌ
مقطوعٌ من شجره..
أحلامي لا تبرح
أحضان الشجر الأول..
وأبي زرع المشمش في بستانين..
كان الأول للأهل
وكان الثاني لهناء الجيران.
بلدي يسكن في عينين..
أنظرُ في عينيها فأرى بلدي
وأنام قرير العين.
***
ما أجملَ صورتها
بعد هطول الأمطارْ..
فيها الأطيارُ تغني في الفجرِ
وتبني أعشاشا بين فروع الأشجارْ.
ما أروع مزج الألوانِ
على لوحات سهولٍ وسفوحٍ..
تتعانق فيها الأزهارُ مع الأزهارْ.
فيها يأتي فصل الصيفِ
بأشهى ثمر التينِ وأكواز الصّبارْ.
في الصيف يجيء العرسُ وراء العرسِ
ويغدو الليل نهارا..
يصحو في حضن نهارْ.
في عينيها..
أجمل سهرة صيفٍ
في صحن الدارْ.
في عينيها بلدي..
قطعةُ فردوسٍ..
تمتدُ من البحر الهادئِ
حتى الأغوارْ.

نيويورك 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة