الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 03:02

أسئلة الأسد/ بقلم:عدنان حسين

كل العرب
نُشر: 23/04/16 23:42,  حُتلن: 23:53

عدنان حسين:

من المفترض أن العدد يكون قد تضاعف قبل خمس سنوات من الآن، أي قبل اندلاع الانتفاضة السورية التي تحوّلت الى حرب إبادة شاملة وخراب عميم

خاتمة الحرب في سوريا لا يلوح أفقها الآن، والنفق السوري المظلم لم يظهر بعد ضوء في نهايته، أي ان كل الأرقام الواردة أعلاه مرشّحة للتصاعد يوماً بعد آخر

يومَ وصلتُ إلى دمشق للسكن فيها ( امتدّ لعشر سنين)، في أيلول 1980، نازحاً من بيروت مع المئات من العراقيين والآلاف من الفلسطينيين والعرب من جنسيات مختلفة إثر اجتياح القوات الاسرائيلية للعاصمة اللبنانية قبل ذلك بثلاثة أشهر، كان عدد سكان سوريا لا يتجاوز عشرة ملايين نسمة.

من المفترض أن العدد يكون قد تضاعف قبل خمس سنوات من الآن، أي قبل اندلاع الانتفاضة السورية التي تحوّلت الى حرب إبادة شاملة وخراب عميم. لكنْ لابدّ أن العدد قد تناقص كثيراً الآن، فالأرقام الواردة في الأنباء عن ضحايا الغارات الجوية وسائر العمليات العسكرية تُعدّ بالعشرات يومياً، برغم الهدنة المعلنة بين قوات النظام السوري والمعارضة الموصوفة بالمعتدلة.
أمس مثلاً، أفيد بمقتل وإصابة 35 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، في غارات جوية على بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، قرب دمشق، وأول من أمس كانت حصيلة الهجمات في حلب وحدها، شمالي البلاد، أكثر من 75 قتيلا ومصاباً.
المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ينشر على نحو يومي تقريباً إحصائيات عن أعداد ضحايا الحرب السورية، يقول أنه في خمس سنوات قُتل 271 ألف سوري بينهم 80 ألف مدني، فيما قُتل 97 ألفًا و842 عنصرًا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له من غير السوريين. وبعض الجهات تقدّر عدد الجرحى والمصابين نتيجة الحرب بأكثر من 265 ألف شخص، لكن جهات اخرى ترفع العدد إلى أكثر من مليون حتى نهاية العام الماضي، وهذا هو الأرجح، فلا يُعقل أن يكون عدد الجرحى والمصابين في أي حرب أقل من عدد القتلى.

للمحنة السورية جانب آخر لا يقلّ مأساوية، فثمة إحصائيات تفيد بأن أكثر من 7 ملايين سوري فرّوا من منازلهم وهجروا مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا، وأن ما يقارب الخمسة ملايين منهم أصبحوا لاجئين في دول الجوار أو عبروا البحار الى أوروبا في رحلات انتهى الكثير منها إلى الموت غرقاً.
خاتمة الحرب في سوريا لا يلوح أفقها الآن، والنفق السوري المظلم لم يظهر بعد ضوء في نهايته، أي ان كل الأرقام الواردة أعلاه مرشّحة للتصاعد يوماً بعد آخر، بما يعني أن سوريا كلها لم يعد فيها بيت لم تنله قذائف هذه الحرب اللعينة.
السؤال الكبير: حتى لو نجح بشار الأسد، بفضل الدعم الروسي والإيراني له، في فرض بقائه في الحكم، فأيَّ شعب سيحكم؟ وكيف له أن يهنأ بالسلطة وسط محيط مترامي الأطراف وسحيق الأعماق من الكراهية له ولمن معه على رأس السلطة؟ ألم يرَ بشار الى مصير صدام والقذافي؟
هل من أحد مبلّغٌ بشار الأسد هذه الأسئلة ومبلّغ إيّانا الأجوبة؟

*نقلاً عن "المدى"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة