تحدثت صاحبة الأمسية الكاتبة أنصار فشكرت الحضور والقائمين على الأمسية خاصة بالذكر نادي حيفا الثقافي ورئيسه فؤاد نقارة ومؤسسة أنصار الضاد والعائلة الحاضنة

الأديب ناجي ظاهر:

القصة القصيرة جدا هي ومضة تعتمد على التلاعب بالألفاظ وكاتبها يجب أن يتسم بالخيال

عممت خلود فوراني سرية من نادي حيفا الثقافي بيانا جاء فيه: "برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي، أقام نادي حيفا الثقافي ومؤسسة أنصار الضاد، أمسية ثقافية عن " أدب القصة القصيرة جدا" وإشهار كتاب مرآة وصور للكاتبة أنصار وتد. افتتحت الأمسية بفقرة موسيقية مع الفنان العازف نزار الشايب ورافقه الطفلان الفنانان الواعدان محمود طاهر محاميد وحلا سليم اغبارية من أم الفحم".

خلال الأمسية

وتابع البيان: "افتتح الأمسية رئيس النادي الأستاذ فؤاد نقارة مرحبا وداعيا بعدها الكاتبة عدلة شداد خشيبون لتدير الأمسية، فبعد أن رحبت بدورها بالحضور وأشادت بدور النادي الريادي على الساحة الثقافية المحليّة، فتحت مجال المداخلات للمشاركين فكان المشارك الأول الدكتور محمد صفوري، فتناول أسلوب الكاتبة أنصار في الكتابة مشيرا إلى أن نصوصها ذكية تخاطب العقل وليدة عصر المُتّسم بالسرعة وهي نصوص من الواقع تؤدي دورا مزدوجا فيها، فمرة هي كاتبة وأخرى ناقدة ! تحمل للقارئ رسالة مبطنة في كل قصة وتوظف الكوميديا السوداء أحيانا وأسلوب المفارقة في كتابتها".

ولفت البيان: "تلته الكاتبة نبيهة جبارين فأـشارت إلى قصصها القصيرة جدا أنها قصص قليلة المباني غنيّة المعاني، وإلى أسلوب التضاد في بعض قصصها. وشارك بعدها الناقد الدكتور محمد هيبي مستعرضا بنقده بعض قصصها مسميا إياها بومضات مراعية فيها مقومات القصة القصيرة جدا وهي التكثيف، التركيز، الإيحاء، المفارقة، والنهاية المدهشة ، وتوسع في كلامه لعناصر القصة القصيرة جدا والتي تقوم على زمان، مكان، شخصية، حدث وراوي، واستحضار الغائب وتقويل ما أضمره الكاتب بالحذف والاختزال، وقال إن أنصار كاتبة جريئة حاولت أن تبدع الألم الذي يعيشه مجتمعها، وأضاف د. هيبي أنها نجحت في إدهاشنا وأخفقت في أخرى".

وجاء في البيان: "تلاه بمداخلة له الأديب ناجي ظاهر، حيث قال إن القصة القصيرة جدا هي ومضة تعتمد على التلاعب بالألفاظ وكاتبها يجب أن يتسم بالخيال، وافترض ظاهر في كتاب مرآة وصور أن المرأة هي الكاتبة والصور انعكاس لواقعها، وأضاف أنه رأى تفاوتا في مستوى الكتابة لدى أنصار وهناك قصص لا يراها قصصا وأخرى فيها الكثير من النضح، ورغم اعتمادها أسلوب المفارقة لكن المفارقة لا تكفي. بعده كانت الكلمة للوالد توفيق وتد ، أسير محرّر من سجن عسقلان، عبّر عن اعتزازه وفخره بأبنته المحتفى بها".

وشدد البيان: "تلاه القارئ المحامي حسن عبادي – عضو النادي الثقافي – بمداخلة حول الكتاب وأدب القصة القصيرة جدّا وقال بأنه قرأ الكتاب للمرّة الأولى يوم السبت الموافق 05.03.16، في طريقه إلى أم الفحم لمشاركة صالة العرض وجمعيّة الصبّار بتكريم المبدعين المحليين تحت عنوان "هذا الفسيفساء من الابداع" وافتتاح معرض فني للمبدعين في مجال الفنون التشكيلية والاحتفاء بمعرض "مسيرة العطاء" باشتراك الفنان التشكيلي جميل عمرية. وأضاف أن أنصار عنونَت إصدارَها ب"قصص قصيره جدًا" وهو يراها شذراتٍ أدبيةً أو خواطرَ وجدانيّةً وقرأها بنصف ساعة بالسيّارة (لم يكن سائقًا) ورآها مرفقةً بصوَرٍ، لوحاتٍ، مخطوطاتٍ ورسوماتٍ ولفت انتباهه غيابُ الفنّان والمصمّم الذي يقف وراءَها فلم تُنصفْه أنصار ولم تُعطِه حقَّه وتساءل: لماذا ؟؟ كم تمنّى لو شاركت أنصار فنّانينا ومبدعينا بعملها مع إعطائهم حقَّهم وكلّه ثقةٌ بأن إصدارَها كان أكثر جماليّة وكماليّةً ! فالعار الأكبر والأفظع هو التقليد الأعمى للغير أو سرقة بضاعة الغير، فالتقليد هو الشهادة بإفلاس المقلِّد، وسارق فنّ الأحياء والأموات كمن يأكل لحمَ أخيه نيئًا، أو كمن ينهشُ جيفةً في قبر.

كما وتطرّق في مداخلته إلى أركان القصة القصيرة جداً (ق. ق. ج) التي تتجلى في القصصية، والجرأة، والوحدة، والتكثيف، والمفارقة، وفعلية الجملة، والسخرية، والإدهاش، واللجوء إلى الأنسنة، واستخدام الرمز والإيماء والتلميح والإيهام، والاعتماد على الخاتمة المتوهجّة المحيّرة، وطرافة اللقطة، واختيار العُنوان الذي يحفظ للخاتمة صدمتَها وهذا ما سنراهُ، بإذنِه تعالى، في مجموعة أنصار القادمة".

ونوه البيان: "ومن ثم تطرّق إلى الحداثة في مجالات الحياة - على الصعيد الاخلاقي الايجابي – التي تسعى الى الجديد الجميل، شرطَ ان لا تكون وعاءً متحجّرَ المعالم وقانونا غير قادر على التحرر في مسار الزمن. وهنا على المبدع والمتلقّي أن يتحررا من الواقع من أجل إثرائهِ جماليّا وموضوعيّا بعيدا عن النمطيّة المتحجرّة، المتكلّسة والمتقوقعة. فاذا قال لنا فلان إنّه مثل الحروف المبعثرة اول النهار وفي الليل برميلا عملاقًا بحجم الكون يجامع فيه الكلمات. فهو يدعونا إلى اللّا-معقول في سِفرٍ جديدٍ يحرّرنا من قيود الواقع وبالتالي يدعونا الى اكتشافٍ جديدٍ - علماء الفيزياء في سفر دائم من اجل اكتشاف ما هو موجود، أصلا - والحداثة في شتّى مجالات الفن هي اكبر من الطبيعة من اجل إثرائها – بموجب عقائد فرويد، برايتون، بيكاسو، محمد الماغوط، عبد القادر الجنابي، محمد اركون وانسي الحاج".

وأضاف البيان: "بعده كانت الكلمة للزوج -رئيس مؤسسة أنصار الضاد - محمد عدنان بركات فتحدث بدوره عن أنصار الزوجة والكاتبة وشكر القائمين على النادي وقدّم درعًا تكريميّا للنادي سلّمه للمحاميين فؤاد نقارة وحسن عبادي. بعدها تحدثت صاحبة الأمسية الكاتبة أنصار فشكرت الحضور والقائمين على الأمسية خاصة بالذكر نادي حيفا الثقافي ورئيسه فؤاد نقارة ومؤسسة أنصار الضاد والعائلة الحاضنة. ومسك الختام فقرة موسيقية لاقت إعجاب الحضور مع الفنان العازف نزار الشايب برفقة الطفلين الواعدين محمود طاهر محاميد وحلا سليم اغبارية. وبالتقاط الصور للتذكار أسدل الستار على أمسيتنا لتكون يوم الخميس الموافق 21 نيسان 2016 أمسية "عكا في القلب" مع الأديب والباحث نظير شمالي مع عرض مصوّر وأغان عن عكا" إلى هنا نص البيان.