الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

روائع من التاريخ (24)/ بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كل العرب
نُشر: 15/04/16 10:24,  حُتلن: 00:19

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .. [الأعراف:176]
إن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى ، ولا هو مجرد تسجيل للوقائع والأحداث .. إنما يدرس للعبرة وللتربية .. تربية الأجيال .. (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وكل أمة من الامم تعتبر درس التاريخ من دروس التربية للأمة ، فتصوغة بحيث يؤدي مهمة التربية في حياتنا ..
قصة عمر بن الخطاب والغلام الذي شكى أمه بعد أن تبرأت منه ..!
اقدم لكم قصة جميلة ومعبرة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رحمه الله ، وكيف كان ذكي في إدارة شؤون المسلمين وحل المشاكل بينهم ، حيث يمكنكم الاستفادة من هذه القصة وأخد الحكمة منها ..
سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاب بالمدينة يقول .. يا أحكم الحاكمين احكم بيني وبين أمي فقال له عمر : لماذا تشكو امك يا غلام على هذه الصورة ؟ قال : يا أمير المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعة أشهر ثم ارضعتني حولين كاملين .. فلما كبرت طردتني وزعمت أنها لا تعرفني فاستدعى عمر المرأة .. ثم سألها عما يقول الغلام فقالت : يا أمير المؤمنين والذي احتجب بالنور .. إنني لا أعرف هذا الغلام وأنا لا أزال بكراً لم أتزوج فسألها عمر : هل لك شهود على ما تقولين ؟ فأجابت : نعم .. هؤلاء إخوتي فاستدعاهم عمر فشهدوا عنده بأن الغلام كذاب وأنه يريد أن يفضح أختهم في عشيرتها .. وأنها لم تتزوج فقال عمر : انطلقوا بهذا الغلام إلى السجن حتى نسأل فأخذوا الغلام إلى السجن .. وفيما هم في الطريق إلى السجن لقاهم علي كرم الله وجهه .. فناداه الغلام يا ابن عم رسول الله .. إني مظلوم ثم قص عليه قصته فقال علي : ردوه إلى أمير المؤمنين عمر فلما ردوه .. قال لهم عمر : لماذا رددتموه إلي ؟ فقالوا : إنك قلت .. لا تعصوا لعلي أمرا .. وقد أمرنا أن نرده وألا نذهب به إلى السجن .. ثم جاء علي .. وقال لعمر : لاقضين اليوم بقضاء يرضي رب العالمين ثم أخذ يسأل المرأة : ألك شهود ؟ قالت : نعم ثم تقدم الشهود فشهدوا بأن المرأة ليست أماً للغلام فقال علي : اشهد الله وأشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذا الغلام من هذه الفتاة بأربعمائة درهم .. أدفعها من مالي الخاص وأعطى الدراهم للشاب .. وقال له والمرأة تسمع : لا أراك إلا وبك أثر العرس فقام الغلام للمرأة .. وأعطاها الدراهم .. وقال لها : قومي معي إلى بيت الزوجية فصاحت المرأة : النار .. النار .. يا ابن عم رسول الله أتريد أن تزوجني من ولدي ؟ هذا والله ولدي وقد زوجني أخي رجلاً غريباً .. فولدت منه هذا الغلام فلما كبر أمروني أن انتفي منه وأطرده وفؤادي يحترق عليه .. ثم أخذت بيد ولدها وانطلقت فصاح عمر بأعلى صوته … وآ عمراه .. لولا علي لهلك عمر..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة