الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

وداعًا يا شام/ بقلم: موسى حجيرات

كل العرب
نُشر: 09/04/16 22:10

شام... شام... شام...
يا شام الضّحكة، والابتسامة، والسّعادة!
يا شام الحزن، والبكاء، والدّمعة!
يا وردة لم تذبل، ولكنّها قُطفَت.
يا نورًا لم يتلاشَ، ولكنّه أُطفِئ.
يا نهارًا لم يدنُ من غروب شمسه، ولكنّه اسودّ وادلهمّ.
غادرتنا، يا شام، باحثة عن الرّاحة، والفرحة، والسّعادة بصحبة والدين أرادا لك ولإخوتك ذلك، فكان لك.
لقد فرحت، وسعدت ولكن اتاك آتٍ لن يترك أحدًا، وسيأتينا لاحقًا.
أخذك، بأمر الله؛ جسدًا ووري التّراب، وروحًا في جنّات ونهر، إن شاء الله.
والله عزّ علينا، يا شام الفراق، ولكن بشراك جنّات النّعيم.
نحزن لفراقك كلّنا، ولكن نفرح لمصيرك إلى الجنان.
فإن تسرّعنا وقلنا: "لمَ تركتنا؟!". يصرخ في أعماقنا صارخ: "خذينا إليك!".
ما عرفتك، يا شام سابقًا، ولكن عرفتك الآن من صراخ بنيّاتي الصّغار حين سماع خبر وفاتك.
عرفتك من الدّمعة في عيني زوجتيّ. عرفتك من نظرة أمّي الحزينة وهي تسألني: "كيف ماتت شام؟!".
أهلك، يا شام، يقينًا أراد الله بهم خيرًا، لقد شهد لهم بالصّلاح بموتك، فقد منحهم تعهّدًا بدخول الجنّة، إن شاء الله.
فحزنهم عليك حزن الأمومة والأبوّة، ولكن في أعماقهم باتوا يدركون أنّك سفيرتهم، إن شاء الله، في عليّين.
إلى جنّة الخلد، إلى الجنان، إلى الله.
وداعًا يا شام، وداعًا يا شام.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة