الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 19:01

عيونُ الحقِّ تستَسقي الشَّبابا/ شعر بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

كل العرب
نُشر: 29/03/16 08:19,  حُتلن: 11:01

مُحالٌ أن يَصُدَّ الحُبُّ بابا = أيُشقيني الجَوابُ .. ولا جَوابا
ركبتُ الصَّعبَ بحثًا عن كَيانٍ = فَصارَتني الجِهاتُ هُنا صِعابا
وكم أدنَيتُ لونَ العُذرِ منّي = فضَيَّعتُ الرّؤى والعذرُ غابا
فما أشقاكَ يا قلبًا تَوانى = وها نوديتَ: قم ودّع صَحابا
فهل لي بعدَ دَمعِ العينِ صبرٌ؟ = وماذا بعدَ جرحِ العهدِ طابا
فَذا عَهدي: وهذي الأرضُ أمّي = وحاضِنَتي إذا أغدو تُرابا
مهَرتُكِ مُهجَتي أرضي فكوني = طلابَ الرّوحِ إن عَزَّت طِلابا
أنا الأقوى مِنَ الأحداثِ صَبرًا = أنا الأرجى لمنبَتِها سَحابا
عذيرَكَ موطِني إذ صارَ نزفي = حصانَكَ مُذ حصانُ القومِ خابا
وعُذرًا إذ جَعَلتُ الرّوحَ منّي = لقُدسِ مَدائِني قَبَسًا شِهابا
سَقيتُ سنابِلَ الأشواقِ وَجدي = وإذْ مرَّ العجافُ ذَوَت يَبابا
ألا فاشهَد زمانَ القَهر أنّا = أبينا أن نَهونَ وأن نَهابا
تلاقَحَ صمتُنا فغدا رِياحًا = ونزفُ الجُرحِ يا قومي رِحابا
تَنامى صارَ أوسَعَ من شُعوري = وأبلَغَ من تَساؤُلِكُم جَوابا
ليبلُغَ مَشرِقَ الشَّمسِ انتِشاءً = ويزحَمَ مغرِبَ العُذرِ انتِصابا
فلا يَغرُركَ خَصمي أنَّ شامي = تَجَرَّعَ من مكائِدِكُم عَذابا
ولا يغرُركَ أنَّ سهامَ غَدرٍ = لها في مِصرَ مَفتونٌ أجابا
أنا الأعلى مِنَ الأحداثِ جرحًا = أنا الأدنى إلى الجُلّى حِرابا
ألستَ ترى جراحي كيفَ طارَت = لِتَغدو في مَعارِجِنا عُقابا
لينتَفِضَ الجليلُ لها ويافا = تعانِقُ لُحمَةً نَقَبًا مُصابا
وما نامَ المُثَلَّثُ إذ تَرامى = نداءُ مُشارِكٍ رَحْمًا تُرابا
ولا تعجَب فذي أسوارُ عكّا = تُعِدُّ لكُلِّ طاغيَةٍ حِسابا
سكونُ الرّوحِ هل يُغريكِ منّي = عُجابا يا دنى البلوى عُجابا
لنا روحُ المَثاني فيضُ خيرٍ = تَقينا من حَوادِثِكُم صَوابا
لنا الأرواحُ لا نَحتاجُ رملًا = لِتَأتينا بَوائِدُكُم جِدابا
لنا الكُثبانُ لا نَحتاجُ مِلحًا = لتَمنَحَنا الأساطيرُ انتِسابا
لنا الأركانُ لا نحتاجُ حُلمًا = ليورِثَنا كَراجيكُم سَرابا
لنا المجدُ التّليدُ لنا شُموخٌ = تَأَبّى أيّها العادي استِلابا
من الأسلافِ يسكُنُنا امتِدادٌ = ونقبِسُ من محامِدِهِم كِتابا
إذا نادى إلى الجُلّى صعيدٌ = نكونُ لجرحِهِ كُلًا إهابا
وإن نامَت نواطيرٌ ففينا = عُيونُ الحقِّ تَستَسقي الشَّبابا
وإن هانَت رُؤوسٌ أو تَخَلّت = تَأَبّى النّشءُ أن يُحني الرّقابا
وشَعبي المستَضامُ لنَصرِ حَقٍ = يَهُبُّ شَبابُهُ صيدًا غِضابا
بمرج العز تحضُنُهُم جِنيني = جبال النّار تمنَحُم صِلابا
بغزةَ تشمَخُ الهاماتُ بَذلًا = لقدسِ النّور تشتاق اقتِرابا
فلا كانَ البقاءُ وعيشُ ذلِّ = وأن نَنسى الأسيرَ ولا المُصابا
دعاةُ العدلِ لا يألونَ جهدًا = كِفاحًا إنّ للحَقِّ المآبا
سَلوا التّاريخ إن كنتُم جَهِلتُم = عُروشُ الظّالمينَ غَدَت يَبابا
مصيرُ الظّلمِ ليسَ سوى زوالٍ = وعيشٌ في ظِلالِ العَدلِ طابا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة