الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 10:01

سيبقى آذار الـ76 أيقونة فاخرة/ بقلم: عوض حمود

كل العرب
نُشر: 27/03/16 18:32,  حُتلن: 08:13

عوض حمود في مقاله:

لوحق شبابنا بكل الأماكن للاعتداء عليهم لا لسبب إلا لسبب واحد وهو لوقوفهم وتصديهم لقوانين مصادرة أراضيهم ارض الآباء والأجداد

جيلنا وقادة شعبنا الذي صنعت يوم الأرض كنا فخورون وما زلنا على ذلك الشعور بالفخر والاعتزاز وبنفوس عالية وبهامات مرفوعة شامخة بالقرارات الحكيمة التي اتخذت من قبل لجنة الدفاع عن الأرض

إن ذكر هذا اليوم المجيد سيبقى بالذهن والفكر كـأصل الزيتونة وفروعها تعانق السماء. لقد مر من عمر آذار عام 76 ومن عمرنا نحن الجيل الذي عاصرناه وبدأناه وعشنا به وعاش فينا حتى الان 40 عاما مضت وكأننا نعيش أحداثه اليوم او غدا كهذا هو شعورنا نحن من اللذين عشناه ومارسناه على جلودنا وعلى دمنا ولحمنا رغم كل الجراح والآهات والخسائر البشرية التي لحقت بنا جميعا من أبناء مدننا وقرانا ومنها سقوط الشهداء البررة الذين قضوا على أيدي القوى الغاشمة التي جاءت ودخلت قرانا ومدننا مدججة بكل أدوات القتل والقمع والاعتقالات التعسفية تخويفا وإرهابا لأبناء شعبنا كله.

وقد لوحق شبابنا بكل الأماكن للاعتداء عليهم لا لسبب إلا لسبب واحد وهو لوقوفهم وتصديهم لقوانين مصادرة أراضيهم ارض الآباء والأجداد الذي تربوا على حبها. وقوانين المصادرة هي موقعة وموافق عليها من قبل الحكومة، ونتيجة هذا الموقف المعارض من قبل معظم الجماهير في قرانا قامت ما يسمى بقوى الأمن بالاعتداءات الوحشية على الجماهير المتظاهرة سلميا وأوقعت عشرات الجرحى والمصابون زد على ذلك الاعتقالات بالجملة بالإضافة للخسائر الكبيرة جدا الذي كانت تسببها أو احدثتها القوى الغاشمة دون أي تمييز يذكر بمعنى ان حتى المسنون كانوا يتعرضون للضرب والاهانات ويعتقلون ووصلت بهم الوقاحة حتى ان النساء ضربن وتم اعتقال العديد منهن على أيدي هؤلاء البرابرة، جاءوا (ليؤدبونا ويلقنونا درسا او دروسا) حسب اعتقادهم آنذاك ولكنهم فشلوا بإرادة وتصميم هذا الشعب الذي صمم بكل قوة الدفاع عن أرضه وعرضه وحتى تقديم الشهداء ذلك بفضل القيادة الشجاعة الحكيمة .
لقد فشلوا فشلا ذريعا رغم كل ما استعملوه من جبروت القوى العسكرية التي دخلت قرانا من اجل تحطيم إرادة ومعنوية هذا الشعب الأصيل في هبته الجبارة في حينه، لقد كانت وقفة جماهيرية وسدا قويا منيعا في وجه سياسة السلب والنهب والمصادرة الممنهجة منذ قيام الدولة وهم على هذا النهج وحتى الان.
وإنني أقولها بكل صراحة وافتخار ان جيلنا وقادة شعبنا الذي صنعت يوم الأرض كنا فخورون وما زلنا على ذلك الشعور بالفخر والاعتزاز وبنفوس عالية وبهامات مرفوعة شامخة بالقرارات الحكيمة التي اتخذت من قبل لجنة الدفاع عن الأرض ويعد هذا القرار بالقرار التاريخي بحياة شعب بأسره.
إن إعلان ال30 من آذار عام 76 من قبل لجنة الدفاع عن الأرض كان إضراب شامل للوسط العربي عامة دون استثناء لأحد ،وقد تحقق هذا القرار واستجابت له معظم جماهيرنا العربية، ان هذا القرار يعود بفضل الوعي الوطني والشعور بالانتماء للأرض والوطن من قبل كافة المكونات الاجتماعية في وسطنا العربي وخاصة قيادته في ذلك الوقت. وهنا وجب التذكير انه رغم كل المحاولات التي قاموا بها بعض رؤساء المجالس المحلية الذين كانوا مرتبطون بمشيئة سياسة الحكومة وبالأحزاب الصهيونية الحاكمة آنذاك وعلى رأسهم حزب المعراخ سابقا الصهيوني اليوم. وانا لا أريد أن اذكر أسماء هؤلاء الرؤساء احتراما لذويهم وأقاربهم لان قسم من هؤلاء الرؤساء قد رحلوا عن هذه الدنيا ولكن ذاكرة الناس واسعة ولم تنسى تلك المواقف لهؤلاء الرؤساء. وأقول ما قالوه من سبقونا على هذه الطريق وبمثل هكذا مواقف وهكذا ظروف رحم الله امرئ عرف قدره ووقف على حدة.
ومن هنا وبهذه المناسبة الوطنية النضالية الغالية على قلوبنا جميعا ابعث بخالص ترحمي على روح القائد الشيوعي الأصيل توفيق زياد ومن رافقه ومن وقف معه بنفس الخندق لهم جميعا ابعث بخالص تحياتي لمن بقى منهم على قيد الحياة وأرجو لهم عمرا مديدا ومن قضوا لهم الرحمة.
هؤلاء الأصدقاء استطاعوا بصمودهم الرائع التغلب على كل مقترحات أو كل المؤامرات التي احيكت والتي كانت ترمي إلى إفشال قرار الإضراب في الـ30 من آذار عام 76 ومن هنا وبهذه الذكرى الحبيبة العزيزة على قلب كل إنسان كريم مخلص ليوم الأرض الأربعين الخالد أقول بكل عزة وفخار لهؤلاء القادة الذين ابدوا قدرة وجدارة وشجاعة على اتخاذ القرار المناسب بالزمان المناسب.
أقول لكم أيها الأصدقاء الأعزاء الذين واصلتم الطريق الطويلة مع توفيق زياد ورفاقه الذين بقوا على قيد الحياة والذين قضوا ستبقى أرواحكم جميعا محفوظة راسخة مترسخة إلى ابد الآبدين في وجدان وقلوب كل أحرار العالم والفلسطينيين خاصة.
كما وأترحم على شهدائنا الستة الابرار الذين قضوا تضحية بدمائهم وأرواحهم دفاعا عن الأرض والعرض وان بفضل تضحياتهم وبفضل دمائهم الطاهرة الزكية التي ارتوت الارض بعطرها الفواح بقينا نحن هنا نزرع ونفلح هذه الارض الطيبة متجذرين بها عمق الجبال المل والبطوف بحيث بقيت هذه الجبال راسخة مترسخة شامخة إلى السماء.

دير حنّا 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة