الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 15:02

للمسيحيين والمسلمين,,إحذروا الدعوات


نُشر: 17/07/08 18:36

للمسيحيين والمسلمين,,,إحذروا الدعوات المجانية!!

كثيراً ما يجد الناس بطاقات ملصقة على سيّاراتهم ،او اعلانات كبيرة وضخمة في الشوارع العمومية تكلفتها الاف الدولارات حتى انك يمكنك ان ترى هذه الدعايات ملصقة على باصات البلد تدعوا  الى لقاء يقام في مسرح أو قاعة اجتماعات، لقاء يتضمّن برنامجه صلوات او محاضرات يقوم بها فلان أو فلان. بعض هذه الدعوات "مثير"؟!، ففيها، كما هو منصوص في ، مقابلة "مع يسوع الشافي"، يتخلّلها "صلاة لأجل شفاء المرضى". وكلّها، كما تؤكد البطاقات ، دعوات مجانية حتى الاتصال بهم هو مجاني.
هذه طريقة من الطرائق - توزيع نشرات وكتب  وديسكات على المارة، او زيارة في وقت مقبول او غير مقبول- تعتمدها بعض الجماعات ، على العموم من أهمل كنيسته ويحيا بعيداً عنها.
طبعاً، معظم هذه الجماعات لا تعمل بترخيص قانوني، ولها ممتلكاتها وهويتها غير معروفة. ولكنّها أحياناً تستأجر بعض البيوت التي يرتادها الناس، لتقيم لقاءات عامة تقصد من خلالها جمع أكبر عدد ممكن ممّن وقعت الدعوة بين أيديهم وأغراهم موضوعها.
نحن، بدءاً، لا يمكننا أن نطلب من أحد أن لا يؤجّر بيته مثلا، فالعمل، في هذه الأزمنة الرديئة، صعب، وهذه الجماعات غنيّة جدّاً ولها مصادرها الخارجيّة، ويمكنها أن تدفع مالا كثيراً لقاء ليلة أو أكثر او لمساعدة عائلة او اكثر. أصحاب البيوت يمكنهم، أحراراً، أن يقدّروا ما تخلّفه هذه اللقاءات من سوء وتشويه، وأن يميّزوا، بين ربح ماديّ يحوزونه أجراً عن ليلة وبين خسارة كبيرة قد تلحق بالمؤمنين الضعفاء، وأن يذكروا، تالياً، أنّ يهوذا الإسخريوطي سلّم ربّ المجد ليقتلونه لقاء "ثلاثين من الفضّة".
مَن درس نشوء هذه الهرطقات يعرف أنّها انتشرت عموماً على أرض غيرها. كانت تتسرّب الى الجماعات الكنسية، تارةً من الداخل وطوراً من الخارج، لتشوّه الإيمان الحقيقي الاصيل وتسرق من كان ضعيفاً أو مهملاً. كتابات العهد الجديد تزخر بالتنبيهات التي تدعو المؤمنين إلى الحذر من مثل هؤلاء، وعن أمثالهم قال الرسول: "وقد حاد بعضهم عن هذه الخصال فضلّوا في الكلام الباطل وادّعوا أنّهم معلمّو الشريعة، مع أنّهم لا يدركون ما يقولون ولا ما يثبّتون" (1 تيموثاوس 1: 6).
ما من شكّ في أنّ كلّ من يعمل على تشويه الإيمان وإبعاد الناس عن الحقّ هو أداة في يدي إبليس الذي يريد تقويض الكنيسة. السؤال الذي يطرح ذاته، في هذا السياق، هو هل من يعلّق بطاقات على سيّارات الناس ويستأجر البيوت او المسارح ليدعوهم إلى لقاء "مع يسوع الشافي" يعرف أنّ معظمهم مسيحيون، ولهم كنائسهم ومعتقداتهم وتراثهم وتاريخهم مليء بالمحبّة والصدق والأمانة. بالتأكيد هو يعرف. إذاً، ماذا تعني هذه الدعوة؟ تعني أنّ هؤلاء لا يعترفون بأحد غيرهم ويريدون تشويه المسيحيّة، ولو عملوا تحت ستارها؟! وحتى الاقتناص من الديانة الاسلامية, طبعاً نحن لا يخفى علينا أنّ ثمّة جماعات منحرفة تتستّر بزعمها أنّ جميع المسيحيين واحد، وهي، بالعمق لها مشروعها ، ولا ترغب في الوحدة الكنسيّة لأنّها لا تحترم الكنائس ولا معتقداتها ولا تحترم أي ديانة اخرى. وتدعو الجميع من دون تمييز حتّى تنمو هي على حساب غيرها. وهذا، من دون ريب، سبب كافٍ لنرفض كلّ لقاء معها وكلّ دعوة تعتمدها وكلّ إغراء يصدر عنها.
والواقع أنّ هذه الجماعات ترتكز دعوتها، عموماً على تبيان أنّ جميع الناس خطأة وتنقصهم التوبة. هذه طريقة هؤلاء المبتدعين الذين يشوّهون الإيمان وقواعده. ويعتبرون أنّهم دعاة الحياة الأبدية! نقرأ في إحدى دعواتهم الجديدة: "هل تشعر أنّك خاطئ بعيداً عن الله؟ من غيره يقدر أن يطهرك من كلّ خطيئة ويشفي نفسك ...؟ قم وارجع الى بيت الآب فهناك الفرح والشبع، الحب والسلام، لا، لا، لن يقسو عليك، لن يقسو عليك، لن يعاتبك. سوف يقبلك يحبّك يحضنك يلبسك أغلى ما عنده، يغفر كل خطاياك ويعطيك حياة أبدية". أساس هذه الدعوة كما هو واضح، مثل "الابن الشاطر"، وهي مصاغة بطريقة إعلانيّة تظهر ان جميع متلقّي الدعوة ابتعدوا عن الله ويحتاجون الى التوبة. ولكنّها، في الوقت عينه، تهوّن الخطيئة، فيكفي الانسان أن يقوم ويرجع الى الآب (أي إليهم) حتّى يغفر له ويحوز "حياة  أبدية".
 نحن، من دون شكّ، لا ننكر خلاص الله وأنّه هو وحده معطي الحياة الأبدية، ونعترف، بتواضع وانكسار حقيقيين، بأننا "خطأة"،ليس لأننا نتعمّد ارتكاب الشرور، بل لأننا ما زلنا في هذه البشرة، ولأننا لا نستبق حكم الله الأخير علينا. ولكن، فلينتبه القارئ، هذه دعوة لا تميّز بين وجه ووجه، هي دعوة عامة. فبتقدير الداعي، الذي يجعل نفسه فوق دعوتِهِ والحاجةِ الدائمة الى التوبة، أنّ جميع البشر - وطبعاً ليس الذين انضمّوا الى هذه الجماعة - هم خطأة، وخلاصهم، أو شفاؤهم ممكن حصراً إذا قبلوا هذه الدعوة وتركوا كنيستهم وتراثهم وانضمّوا الى هذا اللقاء ؟! ماذا يقال عن هذه الدعوة؟ هي فخّ. وعن الداعين؟ إنّهم بشر مغرورون يشكّكون بالله الفاعل في كنيسته التي بناها هو منذ الأزل، ويضربون بعرض الحائط كلّ عمله في التاريخ، ليوهموا الضعفاء أنّ هذا العمل يبتدئ من جديد معهم، وهم طارئون بلا قرار او تراث.
ليس كل دعوة هي دعوة إلهية. وعلينا ان ننتبه كثيراً من هؤلاء وأمثالهم ونتجنّبهم، لأنّ قبول دعواتهم ولقاءهم تشكيكٌ بالله الذي قبلنا دعوته في معموديتنا ويريدنا أن نكون أمينين على مواهبه.
ومَن أهمل دعوة الله الحقيقية لغير سبب وأدرك خطيئته، ينتظره الله دائماً في اجتماع الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، ليتوب عليه ويعيد له الحلّة الأولى. هذا - وحده - الطريق الذي يقود الى الحياة الأبدية.
اذا نحن الرؤساء اهملنا الرعية فهذه خطيئتنا وليست خطيئة كل الكنيسة. ليس لدينا الأجهزة التعليمية الكافية وربما لم نحب بعضنا بعضا بالقدر الذي يجعلنا كرماء نفتقد المساكين. ربما بدا المبشرون بالأفكار الجديدة أقرب بعضهم الى بعض بالعطاء المالي. هذه طريقة نتعلمها منهم ولكن لا نقتبس افكارهم. حفظ الإيمان المستقيم الرأي يتطلب منا جميعا تآزرا لئلا يبقى بيننا محتاج ويتطلب حرارة قلب.
ان شئت نهضة بمعرفة الكتاب المقدس فالنهضة ممكنة في كنيستك والعبادة فيها أبهى ما تكون عليه العبادات.  كفانا الانقسامات القديمة التي أخرجت من صفوفنا الآلاف. هذه الكنيسة حفظتنا في عصور الاضطهاد ورعتنا وقدستنا قبل ان تظهر هذه البدع وبقينا على الإخلاص ليسوع المسيح.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
238545.46
BTC
0.51
CNY