بلدية باقة الغربية:

شخصان دخلا المدرسة وتهجما على مركز التربية الإجتماعية والجماهيرية بعد أن وصلتهما معلومات عن عرض فيلم "عمر" امام مجموعة من الطلاب بعد ذلك وصلوا الى مبنى البلدية واخذا يصرخاون بغضب

البلدية بكامل طواقمها لن تسمح ولا بأي شكل من الأشكال أن يتم المساس بالنسيج الاجتماعي او العُرُف والقيم الدينية من قبل أي جهة كانت في بلدنا الحبيب

تم الطلب من قسم التربية والتعليم في البلدية بأن يبرق على وجه السرعة كتاب رسمي لجميع المؤسسات التربوية في باقة الغربية بهذا الشأن بما يتعلّق بهذا القرار البلدي

رئيس لجنة اولياء امور الطلبة علي بلبل:

الموضوع ما زال قيد البحث امام كل الجهات المعنية والمسؤولة في الامر

يتداول سكان مدينة باقة الغربية في هذه الايام قضية إقدام شخصين قبل ثلاثة ايام بالدخول الى إحدى المدارس في مدينة باقة الغربية، وقيامهم بالتهجم الكلامي والاعتداء الجسدي على مركز التربية الإجتماعية والجماهيرية، بسبب عرض فيلم "عمر" أمام مجموعة من الطلاب داخل المدرسة، مطالبين إيّاه بعدم عودته للتدريس في المدرسة، بادعاء أنّ الفيلم الذي عرض يتخلل مقاطع "إباحيّة".

المحامي مرسي ابو مخ

وأكدت لنا مصادر مطلّعة في بلدية باقة الغربية أن "الشخصين دخلا المدرسة وتهجما على مركز التربية الإجتماعية والجماهيرية، بعد أن وصلتهما معلومات عن عرض فيلم "عمر" أمام مجموعة من الطلاب. بعد ذلك وصلا إلى مبنى البلدية، واخذا يصرخان بغضب، حتى دخلا الى ديوان رئيس البلدية، وهناك دار جدال وحديث بين الطرفين". وأضافت المصادر المطلعة:" في اعقاب ما حصل عقدت سلسلة من الاجتماعات بحضور لجان الآباء والبلدية وجهات مسؤولة أخرى في محاولة لتصليح الأوضاع، لكن حتى هذا اليوم لم يتم التوصل لأي قرار، بينما المعلم طلب منه بعدم الحضور الى المدرسة في هذه الايام، حتى يتخذ قرار بشأنه".

والد المعلّم: بلغ السيل الزبى
هذا وقد كتب والد المعلم منشورًا تحت عنوان "بلغ السيل الزبى"، حيث قال فيه: "يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، بات البعض لا يحترفون الا الكذب والتضليل والتحريف، ولا يقيمون للكرامات والحقوق اي اعتبار، ويطلقون التهم ويجرون المحاكمات الميدانية والفيسبوكية دون أي تبين أو تأكد". وتابع: "جرى هذا الاسبوع اقتحام حرمة مدرسة من شخصين لا ابناء لهم في المدرسة واعتدياا بالشتم والصراخ وتوجيه الاهانات للمعلم والمس به جسديا واثارة الترهيب والفزع بحق الطلاب والمعلمين والتشابك بالأيدي مع احد المعلمين والتطاول على آخرين في تجاوز خطير وغير مسبوق. جاء هذا الاعتداء الهمجي والبربري من شخصين لا علاقة لهما بالمدرسة ولا ابناء لهما فيها، وقد قام أحدهما بالقدوم في اليوم التالي الى المدرسة ليرصد المعلم بهدف الاعتداء عليه، وكان قد هدد سابقا بذلك".

وكتب أيضًا: "أما خلفية الاعتداء فهي عرض فيلم "عمر" للمخرج ابن الناصرة هاني أبو أسعد قبل ثلاثة اسابيع من يوم الاعتداء، والذي كان مرشحا لجائزة الاوسكار، وعرض في عدد من المؤسسات والمدارس العربية والاسلامية في البلاد، وكذلك في عدد من الدول العربية والاسلامية منها تونس ومصر والامارات والكويت وسلطنة عمان". واضاف والد المعلم: "يبث المعتدون والمحرضون بين الناس أن الفيلم "اباحي" رغم انه يتناول قضية انسانية ويحذر من العنف والاسقاط، ويصرون على نشر مقاطع معينة من نسخة الفيلم الاصلية على يوتيوب، رغم أن المعلم قام بفرض الرقابة عليها وعدم ظهورها، وقد عرض الفيلم باقتراح من عدد من طلاب برلمان المدرسة وبحضور معلمتين داخل غرفة العرض وبعد إن قامت الادارة بجمع عدد من الصفوف في غرفة العرض وعلى مدار ثلاثة اسابيع وبعد عرض الفيلم لم يتوجه احد من الطلاب واهاليهم بأية شكوى أو اعتراض. والفيلم مصادق عليه رسميا ليعرض في المؤسسات الثقافية والتربوية، وقد عرض سابقا في المركز الجماهيري في باقة الغربية وفي المدرسة نفسها قبل ذلك".

ومضى قائلًا: "يبدو أن البعض يصرون على استهداف المعلم بكل ثمن لدوره التربوي والتعليمي المميز والذي يشهد له القاصي والداني وخاصة طلابه وأهلهم الذين يشهدون على حرصه وجهده في التدريس وتذويت قيم العروبة والاسلام في نفوس طلابه من خلال كافة الفعاليات والانشطة داخل المدرسة وخارجها، وذلك بتحريض جهات داخلية وخارجية مشبوهة. أطالب أهالي باقة الغربية بوقف موجة التحريض الممنهجة وعدم السماح لأحد بخلق فتن لا تخدم الا أعداء مجتمعنا".

بيان نادي هداية
من جانب آخر، |أصدر "نادي هداية" بيانا دعوا من خلالها لعقد اجتماع اليوم في ساعات المساء للتباحث في قضية المعلم، حيث جاء في البيان:" لكل مسلم غيور، لكل اب غيور، لكل اخ غيور، صرخة مدوية من القلب الى القلب. اليكم هذا النداء فالرجاء تلبيته. كخطوة احتجاجية لقيام معلم في إحدى مدارس باقة الغربية بعرض فيلم يحوي مشاهد صادمة وخادشة للحياء، اجتمعت ليلة الجمعة في نادي هداية، مجموعة خيِّرة من مختلف أطياف باقة الغربية من وجهاء أكارم وجهات دعوية فاعلة وأئمة مساجد وآباء ومربين أفاضل، للتشاور حول الحدث وتأثيراته وأبعاده. وخرج الإخوة بقرار موحّد لدعوة أهالي باقة الغربية وأصحاب القرار والاباء وجميع الخيّرين الغيورين على مصلحة أبنائهم وبناتهم، لاطلاعهم على تجاوزات خطيرة تمس أبناءنا وبناتنا في مدارسنا وحلول فعليّة مقترحة. وذلك اليوم السبت، بعد صلاة العشاء مباشرة، في ديوان باقة، مقابل مسجد الصراط".

بيان البلدية
في اعقاب حديث الشارع في باقة الغربية اصدرت البلدية برئاسة المحامي مرسي ابو مخ بيانا بانها ستعمل على تشكيل لجنة خاصة لمراقبة مضامين لامنهجية في المدارس والمؤسسات التربوية. وقد جاء في البيان: "بسم الله الرحمن الرحيم، اهلنا في باقة الغربية، لأول مرة في تاريخ مدينتا باقة الغربية، وبمبادرة بلدية باقة، أخذت البلدية على عاتقها استشعار نبض الشارع البيقاوي والعمل بكل جدٍ وجهدٍ، من أجل حمل الأمانة التي ألقيت على عاتقنا مجدداً، ورسمت على جبينها العمل من اجل النهوض بهذا البلد الواحد الى مناحي الحياة المتطورة دون التفريط او تهميش كل ما يخص ديننا الحنيف، كوننا مسلمين فخورين بديننا وأعرافنا وعاداتنا العربية الأصيلة. من هذا المنطلق اقرّت البلدية، وبعد مشاورات حثيثة مع خبراء ووجهاء البلد ومشاركة مفتش الوزارة زكريا حردان، بأن تصدر تعليماتها لكل المؤسسات التربوية في البلد، لتشكيل لجنة رقابة خاصة تشمل كل من مدير/ة المدرسة، مركز/ة الفعاليات الاجتماعية ومستشار/ة المدرسة ومعلم/ة التربية الإسلامية، ممثل عن الطلاب وممثل عن لجنة أولياء الأمور، في كل مدرسة، وذلك لفحص وتدقيق كل المضامين والفعاليات اللامنهجية التي تُمرر في المدرسة، قبل أن يتم تمريرها للطلاب".

كما جاء في البيان: "البلدية بكامل طواقمها، لن تسمح ولا بأي شكل من الأشكال أن يتم المساس بالنسيج الاجتماعي او العُرُف والقيم الدينية من قبل اي جهة كانت في بلدنا الحبيب، حفاظا منها على ما يمليه ديننا الحنيف، وترشدنا اليه سيرة رسولنا الكريم. وقد أصدرت البلدية صباح اليوم تعليماتها، وتم الطلب من قسم التربية والتعليم في البلدية بأن يبرق على وجه السرعة كتاب رسمي لجميع المؤسسات التربوية في باقة الغربية بهذا الشأن، بما يتعلّق بهذا القرار البلدي".

وأردف البيان: "إن بلدية باقة ترى بكل الفعاليات والتعليم اللامنهجي غير الإلزامي بمثابة لبنة أخرى لبناء الإنسان والمجتمع الصالح، بشرط أن ترتكز على القيم الدينية والعرف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة. نحن نرى بهذه الخطوة ضرورية ومطلب جماهيري ومؤسساتي حيوي ومهم، من شأنه أن يمنع أية إشكالات مستقبلية تتعلّق بمثل هذه النشاطات اللامنهجية".

تعقيب رئيس لجنة اولياء امور الطلبة 
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع رئيس لجنة اولياء امور الطلبة علي بلبل قال: "الموضوع ما زال قيد البحث امام كل الجهات المعنية والمسؤولة في الأمر".