الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

الناصرة: أمسية ثقافية للدكتور سميح مسعود

كل العرب
نُشر: 30/01/16 10:02,  حُتلن: 11:45

الشاعر مفلح طبعوني:

العواطف الحقيقية والأحاسيس الصادقة تبعد الإبداع عن الركود والجمود وتحرّره من ضيق النفس والإبداع الفلسطيني بأغلبيته لم يتقوقع في أماكن مغلقة ولم يحاصر نفسه 

المؤرخ الدكتور جوني منصور:

ذاكرة المكان التي يتمحور حولها كتاب سميح مسعود تؤكّد الصلة القوية بين الكاتب إي الإنسان الفلسطيني والمكان الذي فقده عنوة وقسريا في العام 1948

الدكتور سميح مسعود:

إعتمدتُ في هذا الكتاب على نتائج زيارات تعرّفت من خلالها على مدن وقرى كثيرة في هذا الوطن سبرت فيها أيام أسلاف رحلوا عن دنيانا

التقيت برجال ونساء من نسلهم عانقت الوجوه بالوجوه في صور كثيرة مزجتها في سطوري، لعلّها تفعل فعلها في حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية حيّة للأجيال القادمة

إستضافت بلدية الناصرة، دائرة الثقافة، الرياضة والشباب ومركز محمود درويش الثقافي، الدكتور سميح مسعود، في أمسية ثقافية بمناسبة إشهار الجزء الثاني من كتابه "حيفا... برقة"، الذي يبحث فيه عن الجذور ويثبت "ذاكرة المكان". وقد غصّت القاعة بالحضورٍ المميّز من الناصرة والمنطقة.


الدكتور سميح مسعود

وقد أدار الندوة البروفيسور محمود يزبك، وشارك فيها الشاعر مفلح طبعوني، د. جوني منصور، د. سهيل أسعد، ورائد نصر الله والأديب أحمد درويش. قال يزبك عن الدكتور مسعود: "إنّه شاعر وكاتب وباحث أكاديمي، هُجّرت عائلته من حيفا وعاش في برقة التي تنحدر منها عائلته. درس في سراييفو وبلغراد وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد. عمل مستشارا اقتصاديا في مؤسسات إقليمية عربية، ويعمل حاليا مديرا للمركز الكندي لدراسات الشرق الأوسط. صدرت له مجموعة من الأبحاث الاقتصادية والعديد من الدراسات الأدبية والتراثية".

أمّا الشاعر مفلح طبعوني فقد، قال: "العواطف الحقيقية والأحاسيس الصادقة تبعد الإبداع عن الركود والجمود وتحرّره من ضيق النفس. الإبداع الفلسطيني بأغلبيته لم يتقوقع في أماكن مغلقة ولم يحاصر نفسه وإنّما انطلق إلى ربوع الإبداعات باختلافاتها في الأعالي. من هذه الأجواء تغذّت عافية ذاكرة المكان في "حيفا... برقة".

وقال المؤرخ، الدكتور جوني منصور، في معرض كلمته: "إنّ ذاكرة المكان التي يتمحور حولها كتاب سميح مسعود تؤكّد الصلة القوية بين الكاتب، إي الإنسان الفلسطيني، والمكان الذي فقده عنوة وقسريا في العام 1948. فالمكان هو هدف لدى الكاتب، ويريد إن يحتفظ به، وإن لم يكن بمقدوره القيام بذلك، إلّا أّنه استطاع تحقيق أمنيته من خلال مراودة هذا المكان وزيارته، ولقاء ناسه بين المرّة والأخرى. وهذه هي حال الفلسطيني الذي فقد بيته وشرّد عن وطنه. وكتاب مسعود هو نموذج لهذه الحالة، أي حالة فقدان المكان المأنوس واستعادته بالذاكرة. والفلسطيني يعيش على ذاكرته، ويحاول أن يحميها ويصونها آملا في تحقيق عودته إلى مكانه المفقود وهو وطنه في الدائرة الأوسع. وقام مسعود بتوثيق المكان من خلال بناء علاقة مع عائلته وفروعها التي اكتشفها بعد صدور الجزء الأول، وأنا رافقته في رحلة البحث عن الجذور الممتدة في مواقع عدة من فلسطين. وبناء عليها وُفّق في كتابة هذا الكتاب، الذي هو أشبه برحلة جذور أكثر من كونه سيرة ذاتية".

وتحدث أيضًا في الأمسية الدكتور سهيل أسعد، نائب رئيس بلدية حيفا، فقال: "إنّ سميح مسعود ابن حيفا وبرقة (قرية قريبة من مدينة نابلس)، قد نجح من خلال جزئي كتابه "حيفا ... برقة"، في البحث عن الجذور، وفي إعادة علاقة أبناء برقة العائشين والمقيمين خارجها، مثلا عائلته، أي عائلة أسعد، وهي برقاوية الأصول والجذور. وأشار أسعد إلى أنّه لا يزال محافظا على علاقة وثيقة مع عدد من أهالي برقة، يقوم بزيارتهم عدّة مرّات خلال السنة. ولا تزال مساحات من أراضي عائلته هناك، يقوم بالإشراف عليها، خاصة في موسم الزيتون. وأضاف أنّ العلاقة بين سكان برقة، من مسلمين ومسيحيين، كانت نموذجا ومثالا للوطنية والتمسك بالثوابت. فالقرية متعددة الأديان لكنها تشكل عائلة واحدة. هذا النموذج يجب تعميمه، وفرحنا كبير بأنّ سميح مسعود قد قام بهذه المهمة ناقلا إلى العالم من خلال كتابه فكرة العلاقة بين برقة وخارجها من قرى ومدن وعائلات".

امّا الأستاذ رائد نصر الله، فقد تحدّث بإسهاب عن علاقة عائلته بعائلة المسعود والتوافق الأصيل القائم بينهما، وعاد بذاكرته الى جذوره البرقاوية، وتحدث عن النسيج الاجتماعي المغمور بالمحبة والوفاء بين عائلات قرية برقه، ثم عرّج على علاقته مع إبداعات المسعود خصوصا "حيفا ... برقة "، وتمازجه معها وكيف حملته الى الماضي والى معابد القرية الذي أثار به الحنين والشوق الى بيوتها وما نقشته بذاكرته للبحث عن بقايا من بقاياه، كلّما زار قريته برقة.

أمّا الأديب أحمد درويش فقد تحدّث عن إسقاطات النكبة وتداعياتها، وعن تهجير أغلبية الشعب الفلسطيني من بلاده وكيف تمّ هدم مئات القرى الفلسطينية. وقد ذكر البروة، مسقط رأسه، كمثال لتهجير السكان الأصليين من بلادهم، وكيف تمّ احتلالها عام 1948 ونقل حجارة البيوت المهدمة لأماكن متفرقة من البلاد لبناء بيوت (فيلات) للقادمين الجدد، وتحدث كذلك عن أهمية موقع البروة الاستراتيجي الواقع في الطريق بين عكا وصفد، حيث تبعد عن عكا عشرة كيلومترات، وقد أقيمت مكانها مستوطنة.

وقد اختتم الامسية الدكتور سميح مسعود، فشكر الحضور والمشاركين، وأضاف: "اعتمدت في هذا الكتاب على نتائج زيارات تعرفت من خلالها على مدن وقرى كثيرة في هذا الوطن، سبرت فيها أيام أسلاف رحلوا عن دنيانا، والتقيت برجال ونساء من نسلهم، عانقت الوجوه بالوجوه في صور كثيرة مزجتها في سطوري، لعلّها تفعل فعلها في حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية حيّة للأجيال القادمة.
وفي نهاية اللقاء تمّ توقيع نسخ من الكتاب ووزّعت على الحاضرين جميعاً. ويذكر أنّه أثناء الأمسية، وصلت تحيه من وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، الشاعر عبد الناصر صالح، حيّا فيها الكاتب والحاضرين جميعا، وشدّ فيها على أياديهم، مؤكّدا على أهمية مثل هذه الأمسيات الثقافية ودورها في مسيرتنا الإبداعية والنضالية.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
3.99
EUR
4.66
GBP
220151.53
BTC
0.51
CNY